افتتاحية قاسيون 1082: لمن تقرع الأجراس؟ stars
يجمع دارسو تاريخ الحرب العالمية الثانية، أنّ بين أهم أسباب انهيار النازية في حينه، كان فتحها لجبهتين كبريين معاً، الأولى عام 39 والثانية عام 41.
يجمع دارسو تاريخ الحرب العالمية الثانية، أنّ بين أهم أسباب انهيار النازية في حينه، كان فتحها لجبهتين كبريين معاً، الأولى عام 39 والثانية عام 41.
خلال لقاء له على القناة الألمانية ZDF، وإجابة عن أحد أسئلة المحاور، قال كيسنجر: «التخلي عن الأراضي الأوكرانية لا يمكن أن يكون شرطاً يمكن قبوله».
وفقًا لاستطلاع رأي أجراه في مارس/آذار الماضي «معهد واشنطن» الذي أسسته «لجنة العلاقات الأميركية-الإسرائيلية» المعروفة اختصارًا بـ«آيباك»، فإنّه قد زادت إلى أكثر من الثلثين نسبة المواطنين في البحرين والسعودية والإمارات الذين ينظرون بشكل سلبي إلى اتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال، وذلك بعد أقل من عامين على توقيعها. ويبدو أن هذا الميل قد لا يطول به الوقت حتى يتوصّل من لم يقتنعوا بعد بأنّ مسار التطبيع مصيره الإفلاس إلى هذه القناعة، حتى في أوساط من سمّاهم تحليل أمني «إسرائيلي» حديث بالـ«البراغماتيين العرب» ظهر مؤخراً على خلفية فشل زيارة بايدن للمنطقة من جهة، مقابل مؤشرات دور أكبر سيتعاظم لثلاثي أستانا من جهة أخرى.
قالت بورنيما أناند رئيسة المنتدى الدولي لدول مجموعة "بريكس"، في حديث لصحيفة "إزفيستيا"، إن تركيا ومصر والسعودية قد تنضم "في القريب العاجل جدا"، إلى قوام المجموعة.
بعد «هدوءٍ نسبي» في الصراع الروسي الغربي استمر أقلّ من شهرٍ، (بين 23 أيار، و17 حزيران)، عادت الأمور إلى التصاعد مجدداً، وبوتيرة أسرع وأعنف مما سبق.
«ماذا يحدث اليوم؟ اليوم، يتم إلغاء نظام العالم أحادي القطب الذي تشكَّل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهذا هو الشيء الرئيسي». جاء هذا التصريح على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 نيسان 2022. ومع أنّ هذه الحقيقة تتزايد وضوحاً يومياً وتتزايد التحليلات عنها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لكنّ الجديد هو التصريح بأولويّتها وأساسيّتها من أعلى مستوى سياسي في روسيا التي تشكل (مع الصين) ثنائيّ القوى الأبرز في العالَم الجديد الصاعد، ولا سيّما بأنّ العبارة جاءت في سياق ربطها بنقطتين، الأولى تتعلق بضخامة المنعطف التاريخي الذي لا يمكن اختزاله بالجانب العسكري (ولا بالمعركة الأوكرانية، على أهمّيتها)، والثانية تتعلق بالأساس والخارطة الجيو-اقتصادية عبر ما أورده بوتين من تذكير ضمني بحقيقة تخلّف الولايات المتحدة عن الصين بالناتج المحلي الإجمالي المحسوب عند تعادل القوة الشرائية. ولما كانت صلاحية مؤسسات القطب الواحد وعصر «العَولَمة الأمريكية» قد انتهت، فإنّ من الطبيعي أن يتم ترسيخ انعكاس هذا الواقع في خطاب القوى الصاعدة لأنه ضروري للتعبئة من أجل ممارسة مزيد من الخطوات العملية القادمة المرتقبة لبناء مؤسسات العالَم الجديد على أنقاض مؤسسات الأحادية الآفلة، وحلّ تناقضٍ مزمن كان يتمثّل بعدم التناسب بين الحجوم السياسية والأوزان الاقتصادية لقوى العالم، والذي ساد بشكل خاص في الحقبة بين «نهاية التاريخ» 1990 و«نهاية نهاية التاريخ» 2022.
لا تخرج زيارة الوفد العربي إلى موسكو، وبعدها وارسو، عن إطار التخوُّف الذي يلفّ الكثير من دول العالم إزاء ما ستؤول إليه الأحوال بعد ظهور موقع روسيا الدولي الجديد إبان الأزمة الأوكرانية، وحيث ظهر بوضوح أنّ أوضاع الولايات المتحدة وموقعها العالمي أخذ بالتغير في طريق منحدر لا تظهر له آفاق تحسُّن نهائياً. وتتحسس الدول العربية هذا الانحدار ويلامسها مباشرة وخاصةً لعلاقتها الوثيقة بموضوع إنتاج النفط العالمي كدول الخليج، ووقوعها ضمن مجال النفوذ الأمريكي المدمّر، حيث ترى في تغيُّر توازن القوى الدولي اليوم إحداثيات جديدة لم تعتد التعامل معها وتتلمّس طريقها في التكيف مع الأوضاع الجديدة، وخاصةً مع الضغوط الأمريكية التي لم تتوقف والتي ترمي إلى الحفاظ على وضع الهيمنة الأمريكية بشأن الموقف من روسيا، رغم فقدانها لمقوّمات هذه الهيمنة وتَعَارُض المصالح العربية مع المصالح الأمريكية في مجالات عدّة أهمها النفط والغاز. ليس هذا الموقف بعيداً عن براغماتية الموقف التركي المشابه، ويبدو أنّ التملّص من الضغوط الأميركية هو الطابع الأهم لهذه التحركات.
أزيح الستار منذ أيام قليلة عن تمثال نصفي لوزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر، ليوضع في المتحف الوطني للدبلوماسية الأمريكية في العاصمة واشنطن. وقد حضر هذه المناسبة مجموعة من السياسيين الأمريكيين والضيوف، كان من بينهم الوزير المكرّم جيمس بيكر، ووزير الخارجية الحالي، أنتوني بلينكن، الذي وجد في الحدث فرصة لتذكّر زمنٍ غابر في لحظات عصيبة بالنسبة لواشنطن ومشرقة بالنسبة لشعوب العالم.
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الثلاثاء 12 نيسان: «موعد انتهاء العملية الروسية في أوكرانيا تعتمد على كثافة العمليات القتالية وسنعمل وفقا للخطة المعتمدة، واليوم يجري تدمير نظام القطب الواحد الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي»، مشيراً إلى أنّ «هناك هستيريا معادية لروسيا وستزيد مع ارتفاع أسعار الغاز والنفط والتضخم غير المسبوق».
كشفت الأسابيع الماضية بما يكفي من الوضوح، ما سبق أن قالت به قاسيون منذ بدء الحدث الأوكراني، من أنّ أوكرانيا نفسها ليست سوى رأس جبل الجليد ضمن صراع يمتد أعمق وأوسع بكثير، ويدور حول طبيعة النظام العالمي القائم بأسره ومستقبله.