أرضٌ تنتظر
في العام 2009، أعادت تركيا الجنسية التي أنكرتها على ناظم حكمت. واعترفت، أخيراً، بأن شاعرها المحبوب والمكروه أكثر من الجميع، كان تركياً.
في العام 2009، أعادت تركيا الجنسية التي أنكرتها على ناظم حكمت. واعترفت، أخيراً، بأن شاعرها المحبوب والمكروه أكثر من الجميع، كان تركياً.
لم تمض أشهر قليلة لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، على استضافة المركز الثقافي في أبي رمانة لأمسية شعرية وغنائية، بعنوان نبض الفرات، حيث قدم فيها عدد من الشعراء من أبناء محافظة دير الزور، حوالي 20 قصيدة تناولت معاناة أهالي دير الزور من الحصار وهيمنة التنظيم الفاشي التكفيري داعش، وكذلك قدم الفنانان المطربان عبد الوهاب الفراتي وحسين حدواي عدة أغانٍ، تعبر عن ذلك، ناهيك أن طبيعة الغناء الفراتي الذي يتسم بالدفء والحنية والحزن، نتيجة عوامل البيئة الصحراوية، وفيضان نهر الفرات الذي كان ينشر الموت وبالتالي المآسي، وذلك كان سبباً لتقديم القرابين والمناحات الجماعية الممتدة منذ آلاف السنين، وكادت أن تتحول الأمسية إلى مناحة جماعية، وقد غطت قاسيون الأمسية إعلامياً وفنياً.
نبض الفرات 2نبض الحياة
قال سيد حجاب معلقًا على رحيل أحمد فؤاد نجم :«الأمة العربية والشعب المصري خسروا أحد أهم الأصوات التي دافعت عن حقوق البسطاء والمظلومين»
الشعر ماء اللغة، به تغتسل من ذاكرتها وتصنع ذاكرتها في آن واحد… كأن الكلمات التي يكتبها الشعراء تأتي من مكان سري في أعماقنا، من تجربة تبحث عن لغتها ، ومن كلمات تتجدد في ماء الشعر. تجربة محمود درويش هي ابنة هذا الماء به غسلت لغتها وجددتها، أقامت من المأساة الفلسطينية جدارية شعرية كبرى تختزن في أعماقها هذا الغوص في ماء الشعر وماء الحياة. نستطيع أن نقرأ التجربة الدرويشية في مستويات متعددة ننسبها إلى أرضها، ونكتشف ملحمة مقاومة الشعب الفلسطيني للاندثار والموت فتصبح القصائد شكلاً لتاريخ المأساة.
لم تلتفت السيدة التي تجاوزت الستين من عمرها لما يدور من صخب في الحفل، وأكثر ما فعلته همس اقترب من شحوب الشموع التي نابت عن الكهرباء المقننة، وأما من ساء حظه بجوارها فسمع قصة حياتها الطويلة، وخيبتها من فشل الإعلام الخاص في تخطي عقباته المادية، وأنها ستسافر إلى بيروت للبدء بمشروع إعلامي جديد، فبيروت أم الصحافة العربية الحرة.. السيدة الستينية لم تتوقف عن شرب النبيذ بشراهة مع قطع الحلوى، وفجأة سألت مجاورها بماذا يحتفل هؤلاء.
يرصد الشاعر رائد وحش في ديوانه الجديد «عندما لم تقع الحرب» العالم المصاب بالقلق بعيني طفل لمّاح ومشاغب.. يترجم الخوف والتوجسّات اليومية وحالات الأرق المزمنة بوحاً وجدلاً لا ينتهيان.. يجمع البشر كلهم تحت ظلال طائرة لا تنفك تهدد ما تحتها بطرح حمم لن تسقط أبداً (؟)، ويربطهم بخيط مجازي واحد يتداخل فيه حبل السرّة مع حبل الغسيل مع أنشوطة الإعدام... ثم لا نلبث أن نشاهد الصوفي والثوري والماجن والشهيد وصاحب العاهة الدائمة يجتمعون في ملجأ واحد ترقباً لقصف ما يزال يعد أنه سيبدأ وشيكاً.. ولكنه لا يبدأ أبداً!.
مقاتل. تعبره أربع عشرة مجموعة شعرية، وتخرج منه سالماً..
رجل. يزدحم عمره بعرائس المدن، ويظل على وفائه لها جميعاً..
عاشق. تضج شرايينه بقصائد النساء. ويبقى على غرامه بها قصيدة، قصيدة..
**
حقاً لقد جاء نصر الله بالفتح المبين ليقول للعالم أجمع إن سلاح الإرادة والرغبة الحقيقية بالمواجهة هو الأجدى والأقوى عند اختلال موازين القوى.
في كل الحروب القديمة والتي خاضها العرب والمسلمون لم تكن الموازين متناسبة، لقد هزموا أغنى وأعتى الدول بالإرادة وروح الاستشهاد (الروم والفرس والتتر والفرنجة والفرنسيين والإنكليز).
ماذا نفعل إذا كانت الحياة لا تنبثق إلا من الموت؟
وإذا كان الحق لا ينال إلا بفوهة البندقية؟
رغم ماحظي به من ألقاب، إلا أنه يفضل دائماً أن يصف نفسه بأنه «شخص هامشي»، فمنذ أن كتب مجموعته الشعرية الأولى «شخوص الممالك الزائلة» الذي استوحى شخوصها ومضامينها من منبته التراجيدي الذي خبط فيها رياح التاريخ خبط عشواء.. ولقمان ديركي لايعرف الهدوء والتعب.