عرض العناصر حسب علامة : سورية على الطريق الجديدة

أعداؤنا أم أعداء السلطة السابقة؟!

لا يختلف اثنان أن النظام السوري عمل بشكل ممنهج على قمع الحريات، ونهب البلاد والاستئثار بالسلطة، متستراً وراء شعارات جوفاء وشكلية، حتى اختلطت الصورة أمام السوريين وجرى دفعهم بشكلٍ ممنهج، وعبر النظام نفسه، نحو تكريس مقولة: إن «إسرائيل» لم تكن عدواً، وربما تأثروا بالدعاية الصهيونية التي تقول: إن سلوك النظام وتحالفاته كان المشكلة... لكن ضباب الدعاية المسمومة سرعان ما بدأ يتبدد بعد رحيل بشار الأسد ورموز السلطة السابقين، ولم يكد السوريون يبدؤون فرحتهم، حتى شن جيش الاحتلال مئات الضربات التي أنهت مقدرات الجيش السوري، وتحديداً، تلك المخصصة للتصدي للعدوان الخارجي من رادارات ومنظومات دفاع جوي وصواريخ استراتيجية. واختار الكيان الصهيوني لحظة حساسة لتوجيه «الضربة الأكبر في تاريخه»؛ اللحظة التي شعر الشعب السوري فيها أنه مقبل على استعادة سلطته على مقدراته التي راكمها من ثرواته دون مِنة من السلطة السابقة.

سورية على الطريق الجديدة من نحن؟ وماذا نريد؟

مع بدء الحركة الاحتجاجية في سورية في آذار 2011 اجتمعت هيئة تحرير جريدة قاسيون الناطقة باسم حزب الإرادة الشعبية في دمشق، وهناك اتخذ القرار بفتح ملف بعنوان «سورية على مفترق طرق» كان الهم الأساسي في حينها أن يتحمل الحزب مسؤوليته السياسية ويقدم لجمهوره حصيلة خبرته السياسية، ورأيه في القضايا المختلفة استناداً إلى منصة علمية رصينة، وفي ذلك الوقت انكبت كوادر الحزب الشابة على كتابة عشرات المقالات لنقاش القضايا الأساسية المطروحة، لكن صوت السلاح دفع ملايين السوريين للانكفاء مجدداً، والابتعاد المؤقت عن العمل السياسي، ومع تعقد الأزمة ضاقت فسحة الأمل وجرّفت البلاد من أهلها، وظل الباقون فيها جالسين ينخرهم اليأس... أما اليوم، وقد سطعت الشمس مجدداً ودفّأت العظام الباردة، فإننا نواصل من منبر «قاسيون» وحزب الإرادة الشعبية من خلفها، وعبر الأقلام الشابة بشكل أساسي، طرح مجموعة من المسائل أمام السوريين، علّها تركّز الضوء على المخرج الوحيد من أزمة وطنية وسياسية عميقة جثمت فوق صدورنا لسنوات... سعياً وراء انتصارات أكبر قادمة... لأن أجمل الانتصارات هي تلك التي لم تأت بعد...