كيف نحمي بلادنا من تغول الصهيوني؟

كيف نحمي بلادنا من تغول الصهيوني؟

بعد فرار بشار الأسد مباشرةً، باشرت «إسرائيل» بجملة من الاعتداءات الضخمة على الأرض السورية، بدأتها بتدمير القسم الأكبر من السلاح السوري، الذي تعود ملكيته أولاً وأخيراً للشعب السوري، وليس لنظام الأسد، الأمر الذي يثبت أنها كانت ترى أن قرار استخدامه كان في يدٍ «أمينة» هي يد بشار الأسد، وبات من الممكن أن ينتقل إلى أيدٍ أخرى لا تتحكم بها. بعد ذلك بدأت بالتوغل في الأراضي السورية محتلةً عدداً من القرى في الجنوب السوري وصولاً إلى مواقع في جبل الشيخ، وبالتوازي تحدث مسؤولوها بشكلٍ متكررٍ عن خطط علنية لتقسيم سورية إلى «كنتونات طائفية»، وصولاً إلى تصريحات نتنياهو الأخيرة التي قال فيها: «أطالب دمشق بسحب قواتها من جنوب سورية، ولن أتسامح مع تهديد الطائفة الدرزية».
نوايا «الإسرائيلي» في الدفع نحو تقسيم سورية، هي نوايا واضحة وعلنية، وكذلك عملها باتجاه افتعال الفتن الطائفية وخاصة عبر «الذباب الإلكتروني»، وليس من المستبعد أنها تمارس أدواراً مباشرة على الأرض في أماكن متعددة من البلاد.
رغم ذلك، فإن اللوحة ليست قاتمة وسوداء كما يحاول «الإسرائيلي» تصويرها؛ فهو نفسه ليس في خير حال، بل ويمكن القول إنه في أسوأ حالٍ منذ إنشاء كيانه، رغم ما يبدو عليه من تجبر وصلف؛ فالتوازن الدولي القديم الذي تسيّد فيه الأمريكي العالم، ذهب إلى غير رجعة، وبدأت مرحلة التراجع والانكفاء تصبح واضحةً لكل ذي عقل، وخاصة لمن يتابع المؤشرات الاقتصادية الكبرى على المستوى العالمي، ومعها المؤشرات العسكرية والسياسية والثقافية.
ضمن سياسة الانكفاء، سنشهد قريباً نقطة النهاية في حرب أوكرانيا، والتي ستكون لها تداعيات كبرى على العالم بأسره، بما في ذلك منطقتنا، وضمناً دور ووظيفة الكيان فيها.
بالتوازي، فإن صعود القوى الإقليمية والتفاهمات التي جرت وتجري بينها، وخاصةً التفاهمات بين تركيا والسعودية ومصر وحتى إيران، وبرعاية صينية وروسية، كل ذلك يدفع نحو لوحةٍ جديدة مختلفة كل الاختلاف عن لوحة «اتفاقات أبراهام» و«الشرق الأوسط الجديد».
في سورية، وكي نستثمر هذه الاتجاهات لمصلحة وحدة البلاد أرضاً وشعباً، علينا تعزيز السلم الأهلي، وتسريع عملية المشاركة السياسية الواسعة عبر التوافق والحوار والتفاهم، وعلينا الاستفادة من التوازن الدولي الجديد لإعادة إقلاع اقتصادنا، وبالتوازي ينبغي أن يكون موقفنا الوطني واضحاً وثابتاً، وأن نستخدم كل الوسائل المتاحة في أيدينا للتصدي للصهيوني وأطماعه... وإنّا على ذلك لقادرون!

معلومات إضافية

العدد رقم:
-