أحياء الفردوس، كرم الدعدع، الصالحين، باب النيرب في حلب أمثلة حية عن كارثة إنسانية معلنة وقنبلة اجتماعية موقوتة..
حال الوضع في تلك الأحياء يشبه قصة ذلك الشاب الذي يعرف جميع أفراد القرية بمخطط قتله ولا يحاول أحد الحؤول دون قتله كما كتب ذات يوم ماركيز في قصة «حادثة موت معلن» وأحياء حلب المصنفة كأحياء مخالفات وخصوصاً الجنوبية منها كأحياء الفردوس وكروم الدعدع وحومد والقادرية والصالحين وغيرها من الأحياء والحارات التي لا يستطيع أن يحصيها سوى تجار أبنية البلوك وحلفائهم في البلدية، الكارثة الإنسانية التي تنتظر هزة أرضية خفيفة جداً أو جشع زائد عند تجار أبراج البلوك، فعندما إستقالت الدولة من مهامها الاجتماعية وقصرت في تنظيم الأحياء الجديدة ذات الطلب الشعبي وبسبب عوامل اجتماعية واقتصادية وسكانية مختلفة كانت ذروتها في أيام الفوضى الأمنية في سنوات الثمانينات التي غُض الطرف فيها على أكبر مشروع بناء مخالف في القطر جعلت حلب المدينة محاطة في أغلب جوانبها بالسكن العشوائي الذي كان من جهة أخرى أهم منابع الفساد الإداري والتنظيمي في بلدية حلب وحتى الآن، فإذا كانت العاصمة دمشق وعلى ما هي عليه من العناية والرعاية من الحكومة ومع ذلك تنمو الأبنية المُخالفة، فما بالكم بمدينة بعيدة كحلب اعتبرت مغارة علاء الدين لمسؤولي المحافظة وفرصة لا تُعوض للإثراء السريع وليكن من بعدهم الطوفان.