في ندوة حلب حول الوثيقة الوطنية : المهم آليات تنفيذ الوثيقة بعد إقرارها!!

بدعوة من لجنة محافظة حلب لوحدة الشيوعيين السوريين، اجتمع العشرات من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية في مقر اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري ظهيرة يوم الجمعة 16/12/2005 لمناقشة الصياغة النهائية للوثيقة الوطنية ( الوطن في خطر).

وقد أدار الندوة الرفيق هاشم مستو عضو لجنة المحافظة، فيما تولى الرفيق ماهر حجار سكرتير اللجنة المنطقية للحزب بحلب التعقيب على المداخلات وتوضيح النقاط الغامضة على المداخلين.

وبعد أن تلا الرفيق ماهر حجار نص الوثيقة بصيغتها النهائية، فُتح المجال أمام الحضور لإلقاء مداخلاتهم المعدة مسبقاً وكذلك المداخلات التي استحدثت لدى المداخلين. وكان أول المداخلين:

الرفيق عصام عزوز: (مسؤول الشمال في الحزب السوري القومي الاجتماعي)، والذي رأي أن أهم نقيصة تعتري الوثيقة هي خلوها من وجود آلية عمل تخاطب السلطة والمعارضة من خلالها من أجل جعل الوثيقة موضع تطبيق، وأنه ما لم توجد آلية عمل فإن هذه الوثيقة تبقى حبراً على ورق. معتبراً أنه لا يمكن الحديث عن ديمقراطية في سوريا ما لم يجر تعديل المادة الثامنة للدستور، كما أعلن اعتراضه على اعتبار الوثيقة لمجموعة إعلان دمشق خارج القضية الوطنية، وأكد على رفضه لمصطلحي « الريادة الروحية و الحضارة العربية – الإسلامية » معتبراً أن هذه الجملة هي جملة جوفاء....

أما الباحث أحمد ريس فقد أكد تلاقيه مع نص الوثيقة بشكل كامل من خلال عرضه لأهم الأخطار التي تواجه وطننا، حيث يجر نشر الفكر الصهيوني والمادية العدمية ويجري العمل على تفتيت الأوطان من خلال ضرب روح المقاومة لدى شعبنا وضرب ثقافتها، ثم تساءل عن المفهوم الليبرالي الحقيقي للديمقراطية، وأجاب بأن الديمقراطية النيوليبرالية هي ديمقراطية ذئبية، ورأى أنه علينا الآن مجموعة استحقاقات أهمها: أن نمتلك استراتيجية تنمية شاملة والتمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها الاستقواء بالشعب على أعداءه ونشر ثقافة المقاومة والمجابهة. وأكد أيضاً على ضرورة وجود آليات لتنفيذ هذه الوثيقة، مقترحاً في نهاية حديثه استبدال مصطلح الحضارة العربية-الإسلامية بمصطلح آخر هو الحضارة العربية- الإنسانية....

الرفيق عدنان صباهي: اعتبر أن هذا الاجتماع في حلب هو اجتماع هام، بل وهام جداً، إلا أنه غير كاف، فالمطلوب أن تتوسع هذه الاجتماعات وأن تنتقل من هذا المكتب إلى الأحياء الشعبية في حلب حيث تنتشر الأمية السياسية، وعلى المثقفين والسياسيين الغيورين على أوطانهم أن يدخلوا إلى عمق الجماهير الشعبية، ورأى أنه قد يكون من الصحيح أنه يوجد عملاء بين الموقعين على إعلان دمشق، ولكن ألا يوجد بينهم وطنيون لا يُشك بوطنيتهم .. ورأى أيضاً أن الوثيقة تفتقر إلى آليات العمل كما أنها تفتقر إلى التفصيل في قضايا حساسة مثل قضية محاربة الفساد ....

عمران كيالي: أوضح بدوره أن لجنة المبادرة لا تتحمل مسؤولية عدم حضور قوى المعارضة، فقد تمت دعوتها، ولكن للأسف رغم أنهم يدعون للحوار ليل نهار إلا أنهم وقت الجد يرفضون الحوار ...

أحمد شعبان:  الخلاف مسألة إنسانية و هي تطور المجتمع في أسلوب سلمي و يجب تكوين مجتمع مستقل يؤمن بالحرية و الديمقراطية، و العنف يعبر عن التخلف المعشش داخل البلاد ، و طالب بالتفريق بين الإسلاميين بحسب نظرتهم إلى موضوع العنف....

أما محمد دياب فقد تساءل أيضاً عن الآليات والوسائل لتنفيذ مقررات الوثيقة؟؟ ...

الرفيق رياض اخضير: أكد أن هناك ترويج لسياسة الاستسلام، لذلك يجب تربية أبنائنا على البطولة و المقاومة، الوحدة الوطنية شعار نبيل و لكن يجب تدقيقه حيث أنه لا يجب السكوت على الفساد و قوى النهب ، لا يمكن الحديث عن تداول سلمي للسلطة بين حزب طفيلي و حزب الطبقة العاملة.

مشكلة المرأة و المشكلة الكردية يجب أن نحلهما بمنظور طبقي، فمن يملك يحكم و بالتالي يقرر، و الأغاوات الأكراد يهمهم عودة أراضيهم....

الرفيق محمود نصري: وجد أن الدولة في واد ومواجهة الأخطار في واد آخر، وخاصة في مجال الاقتصاد وطالب بأن يكون الاقتصاد السوري اقتصاد حرب ومواجهة، معتبراً أن إعلان دمشق قد صيغ بطريقة مفخخة وأن الكثيرين ممن وقعوا على هذا الإعلان بدأوا يتراجعون عنه ...

الأخ فاروق مصطفى (أبو ذكوان): شكر الشيوعيين على هذه الدعوة متمنياً عليهم أن لا يقعوا في مطب تشكيل فصيل شيوعي جديد بل أن يبقوا في العمل على وحدة الشيوعيين السوريين، وأكد على أهمية هذه الوثيقة وضرورة إيجاد آليات لتفعيلها على الأرض ....

الرفيق رستم رستم: أكد على ضرورة الانتقال من الكل إلى الجزء، ومن العام إلى الخاص، ورأى أن هذا ما قامت به الوثيقة بنجاح.. وأن أي منهج غير هذا المنهج فإنه سوف يخالف بدهيات العلم...

وقد ألقيت مداخلات عديدة أخرى لم تخرج في إطارها العام عن ذلك ...

وفي ختام الندوة أعطى الرفيق هاشم مستو مدير الندوة الرفيق ماهر حجار سكرتير اللجنة المنطقية للحزب بحلب فرصة ربع ساعة لتوضيح رأي اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين حول النقاط التي أثارتها المداخلات...

الرفيق ماهر حجار:

أجد أنه لزاماً علي أن أوضح النقطة التالية:

طرح الكثير من المداخلين سؤالاً عن موقفنا من إعلان دمشق؟؟. وعليه أقول: نحن لا نحدد موقفنا من أية فعالية سياسية من خلال الحكم على الأشخاص، هذا وطني وهذا غير وطني ... نحدد موقفنا على أساس الفعل السياسي، والفعل السياسي هنا نص الإعلان (إعلان دمشق)، نقول بصراحة كاملة: إن قراءة أولى للإعلان تخرجه مباشرة من كونه بيان أو إعلان وطني (بغض النظر عن الأشخاص) لأنه يفتقد إلى الحد الأدنى الضروري واللازم لمفهوم الإعلان الوطني وذلك من خلال تجنبه الكامل لتوضيح الموقف من سياسة العدو الأمريكي الصهيوني في المنطقة والضغوط التي تتعرض لها سوريا، هذا أمر غير مفهوم لدينا، بل وغير مقبول.... وكما لاحظتم فإن أم المشاكل بالنسبة لهذا الإعلان هو الديمقراطية... حسناً.. أية ديمقراطية يريدها هذا البيان؟؟ إنها الديمقراطية الطائفية .. حيث يتوجب علي أن أكون مسلم سني سياسياً لا انتماءً، وغيري مسلم علوي سياسياً، والثالث كردي سياسياً لا انتماءً، والرابع مسيحي سياسياً ؟؟؟. أليس في ذلك استلهاماً للنموذج الأمريكي المفروض في العراق في الديمقراطية؟؟؟.... نعم ، عدم الاستقواء بالخارج ليست كلمة تقال، بل هي ممارسة سياسية فعلية....

بعد ذلك أعلن الرفيق هاشم مستو انتهاء أعمال الندوة شاكراً جميع الحضور على حضورهم ومداخلاتهم الغنية.

 

■ مراسل قاسيون في حلب