«لحن الحياة» ضد الإرهاب
تناقلت وسائل الإعلام فيديو يظهر فيه المايسترو في الفرقة السمفونية العراقية كريم وصفي، الذي قرر أن يتحدى بالموسيقى الإرهاب الذي يمزق بلاده ويسعى لتدمير حضارة بلاد الرافدين العريقة.
تناقلت وسائل الإعلام فيديو يظهر فيه المايسترو في الفرقة السمفونية العراقية كريم وصفي، الذي قرر أن يتحدى بالموسيقى الإرهاب الذي يمزق بلاده ويسعى لتدمير حضارة بلاد الرافدين العريقة.
فوجئ صناع القرار السياسي والعسكري العراقي بالهجوم، متعدد الجبهات، الذي شنه «داعش» على مصفاة بيجي (أكبر مصفاة للنفط في العراق)، وعلى الدجيل جنوب تكريت- وهو الهجوم الثالث من نوعه خلال ثلاثة أسابيع- فضلاً عن مناطق في الرمادي، حيث هربت شرطة المحافظة، وقوامها 23000، وتبخر ما يسمى بـ«حشد العشائر المحلي».
في مقابلةٍ أجراها مع عددٍ من وسائل الإعلام الروسية في 22/4/2015، فتح وزير الخارجية الروسي عدداً من الملفات، التي أوضحت وجهة نظر موسكو إزاء عددٍ من قضايا العالم. واستهل لافروف مقابلته بالتأكيد على أن ظهور «داعش»، وقبلها «القاعدة»، كان مرتبطاً بسلوك الولايات المتحدة في العراق، كاشفاً عن أن واشنطن كانت قد رفضت مقترحاً روسياً لإدراج «داعش» على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية.
تجاوزت موازنات العراق، منذ العام 2003 لغاية هذا العام، الألف مليار دولار, تبخرت لتطير وتمطر في حسابات سرية أمريكية وأوروبية خاصة بالطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة، أما حصة الشعب، فكانت ولا تزال القتل والفقر والمرض.
مع «الاختفاء المفاجئ» لإرهابيي «داعش» من تكريت، والإعلان الرسمي للحكومة عن تحريرها بعد مقتل 40 مسلحاً من التنظيم، أثيرت العديد من علامات الاستفهام حول ما جرى حقاً لاسترجاع وسط المدينة.
أثار توقف عملية تحرير تكريت جدلاً كبيراً، في مختلف المستويات السياسية والإعلامية، حول الأسباب الحقيقية لتوقفها، وانتشاراً واسعاً للإشاعات في تلك الأوساط، حيث لم يتوقف الجدل أو الإشاعات حتى بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بخطاب متلفز عن بدء المرحلة الأخيرة من عملية تحرير صلاح الدين.
وصل رئيس الأركان الأمريكي، مارتن ديمبسي، إلى بغداد في زيارة مفاجئة، حذَّر خلالها أن سرعة حسم معركة تكريت سيفضي إلى تفكك التحالف الدولي، وأن المعركة ضد «داعش» تتطلب ثلاث سنوات، على أقل تقدير!
في الوقت الذي تكثر فيه المخاوف من تنامي العمليات الإرهابية في المغرب العربي وشمال أفريقيا، بعد أن جرى تحويل ليبيا إلى مركز انطلاق للفاشية الجديدة، بشقها «الداعشي»،
لا تزال أخبار «داعش» تحتل موقع الصدارة في معظم وسائل الإعلام العربية والأجنبية، ولا تزال تلك الوسائل تعمل على «نفخها» وتضخيمها، رغم أنّ الوقائع تؤكد أنّ انكفاء هذه الظاهرة في العراق وسورية وتقهقرها قد سارا خطوات واسعة إلى الأمام
انطلقت المعركة ضد «داعش» مستنهضةً الروح الوطنية العراقية المقاومة، التي ستضع نتيجتها حداً فاصلاً لما قبل 10 حزيران وما بعده، وستجيب على أسئلة كثيرة، بما في ذلك كشفٌ لدور العديد من السياسيين وكتلهم.