طريق الحسكة ـ دمشق: مليارات لسماسرة القمح!

طريق الحسكة ـ دمشق: مليارات لسماسرة القمح!

الحكومة منذ بدايات العام كانت تؤكد أن وفرة الأمطار في العام الحالي، تبشر بموسم قمح متميز، وتصريحات لوزير التجارة الداخلية ذهبت للتوقع بأن سورية في العام الحالي لن تحتاج إلى استيراد القمح، بعد الحصاد في حزيران 2015.

ذكرت في اجتماع لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال بتاريخ 3-5-2015،  تساؤلات من الحسكة حول الكلف الكبيرة في عمليات نقل القمح المخزن في المحافظة إلى دمشق والمنطقة الجنوبية عموماً، العملية التي ذكر أنها تتم من خلال تجار ومتعهدين يتكفلون بنقل القمح عبر مناطق سيطرة (داعش)!
تبين لقاسيون معلومات ملفتة حول عمليات النقل وطرقه وتكاليفه، يتوضح من خلالها حصة هائلة ليس للسماسرة فقط بل لداعش أيضاً من قيمة القمح المخزن:


داعش وخطورة 800 كم.. باب رزق!

يتم نقل القمح من مخازنه في محافظة الحسكة، إلى دمشق وعبر مسافة 800 كم تقريباً، عبر تجار ومتعهدين، يحصلون من الحكومة على 28 ألف ل.س لنقل الطن.
وبحسب المعلومات فإن المتعهد مسؤول عن إيصال الكميات كاملة، بعد أن قبض أجرة نقلها، وبالتالي يفترض أن يتغرم بالكميات الناقصة والمفقودة على الطريق.
المتعهد الذي يجب أن يتكفل بوصول القمح إلى دمشق، يتعرض في مناطق سيطرة داعش لمصادرة جزء من المحصول المنقول، بنسبة معروفة هي 25%، أي الربع. كانت داعش تقبضها نقداً من المتعهدين، ثم صارت تصادر ربع القمح المنقول!.
أي أن الحكومة تدفع للمتعهد مبالغ كبرى على نقل كميات القمح كاملة، وتخسر ربع القمح على الطريق، ولم يغرّم أي متعهد نقل حتى الآن بالكميات المفقودة!.
فعملياً الحكومة تدفع للمتعهد أجرة نقل القمح كله، وتدفع إضافة لذلك، ربع القمح لداعش!..


58% للمتعهد..25% لداعش!

بحسب المعلومات تبقى من المخزون السابق حوالي 450 ألف طن قمح في الحسكة، سيتم نقل 100 ألف طن منها، ثم ستتوقف عمليات النقل بعد بدء استلام المحصول الجديد في المرحلة الحالية، فما هي الحصص من عملية النقل هذه؟!
إن نقل 100 ألف طن قمح، تقدر قيمتها بـ 4,8 مليار ل.س، وفق سعر الكغ في العام الماضي (48ل.س)، سيحصل مقابله المتعهدون على مبلغ: 2,8 مليار ل.س أجور نقل! أي نسبة: 58% من قيمة القمح المنقول!، وهذا بناء على دفع مبلغ 28 ألف ل.س لنقل الطن الواحد!.
سيصل منه إلى دمشق: 75 ألف طن قمح فقط، أي سيتم خسارة 25 ألف طن قمح لصالح داعش التي تصادر الربع، الذي تبلغ قيمته: 1,2 مليار ل.س!. أيضاً وفق السعر الحكومي في العام الماضي 48 ل.س للكغ!.


خسارة 4 مليار ل.س

أي أن 4 مليار ل.س مجموع ما يحصل عليه متعهدو نقل القمح، وداعش ، وهي نسبة 83% من قيمة القمح المنقول!.
إذا ما استمرت طريقة النقل الحالية، فإن محصول هذا العام الذي سيسلم في الحسكة، وينقل لاحقاً إلى دمشق، سيتحول إلى مصدر ربح خيالي لسماسرة النقل والحرب، وقيمة تقارب 83% من قيمة القمح ستذهب لهؤلاء، أي داعش والمتعهدين، إن المبالغ المدفوعة لمتعهدي النقل، والتي تصل إلى 58% من قيمة القمح، وتجاهل مطالبتهم بدفع تعويض عما استلبته داعش، يوحي بأن للفساد الكبير نسبة هامة في هذا النوع من (سمسرة الحرب) حيث يبدو هؤلاء المتعهدين محميين من المساءلة أو قادرين على فرض نسبهم العالية، حتى لو بلغت القيمة المستلبة من القمح المنقول 83%!..