عرض العناصر حسب علامة : الماركسية

ماركس ضدّ تشومسكي (1) - اللغة نتاجٌ اجتماعيّ لا «فطرة بيولوجيّة»

أنكر تشومسكي أيّ دور اجتماعي في نشوء اللغة، مفترضاً ظهورها «كطفرة» بيولوجية وراثية «حدثت لدى فردٍ واحد وليس لدى مجموعة... فامتلك ذلك الفرد [البدائي] القدرة على أن يقوم بما نقوم به الآن داخلياً ولكن دون التعبير عنه خارجياً، لأنه لم يكن ثمة أحدٌ غيره ليتكلّم معه...». وهكذا لم تقتصر نسخة تشومسكي من «التكوين» على أنّه «في البدء كانت الكلمة» بل وكان البشريُّ الوحيد العارف بالكلمة إمّا آدم فقط أو حوّاء فقط، بحسب أيّهما نُفِخَت فيه «طفرة اللغة». وعلى النقيض تماماً من أسطورة تشومسكي البيولوجية، كان إنجلس قد استنتج عام 1876 بأنّ اللغة نشأت بالأساس من حاجة البشر البدائيين «إلى أن يقول بعضهم لبعضٍ شيئاً» في سياق «دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان». وكتب ماركس وإنجلس في أحد أبكر أعمالهما - الإيديولوجيا الألمانيّة 1846: «اللغة قديمة قدم الوعي، إنها الوعي العَمليّ الواقعي الموجود من أجل البشر الآخرين أيضاً، وبفضل هذا فقط يكون موجوداً كذلك من أجلي».

المادية الديالكتيكية ضدّ الاختزال الديكارتيّ

ألف العالِمان الراحلان ديك ليفونتين وريتشارد ليفنس كتاباً عام 1985 بعنوان «عالِم البيولوجيا الديالكتيكي». وبحسب مقال سابق في مجلة «الماركسية والعِلم» تم اعتبارهما من أواخر ممثلي تيار من البحّاثة الماركسيين الأمريكيين، بات أضعف اليوم داخل أمريكا. وبحسب المؤلِّفَين: «يعكس كتابنا الصراع بين الديالكتيك المادي الذي نلتزم به عن وعي، والأيديولوجيا الميكانيكية والاختزالية والوَضعيّة التي هيمنت على تعليمنا الأكاديميّ، وتجتاح محيطنا الفكريّ... ومن أجل تتبع البرنامج الفكري لهذا المؤلَّف نرى من الضروري محاولة النقاش الصريح لهذه الطريقة في التفكير». وفيما يلي مقتطفات (بتصرّف) من الفصل الختامي من الكتاب الذي تركّز فيه حديث المؤلِّفَين عن المنهج.

لوسوردو حول الصين والصراع الطبقي

«ما هو الشكل الذي تتخذه العلاقات الطبقية والصراع الطبقي في الصين؟ إنّ أيّ إجابة تتجاهل السياق الدولي والتاريخي ستكون سطحية» بحسب ما أورد المؤرّخ الماركسي الإيطالي دومينيكو لوسوردو (1941-2018) في كتابه «الصراع الطبقي، تاريخٌ سياسيّ وفلسفي».

«المفهوم المادي للتاريخ»

في مؤلفه «سيرة مختصرة وعرض للماركسية” كتب لينين في العام 1914 وتحت عنوان «المفهوم المادي للتاريخ»:

الذكاء الاصطناعي والصَّنَميّة... تعقيب على تشومسكي

نشرت صحيفة نيويورك تايمز في الثامن من آذار 2023 مقالاً مشتركاً لكلّ من عالِم اللسانيات والمفكّر الشهير نعوم تشومسكي وبروفيسور زميل له في المجال نفسه، ومدير لقسم الذكاء الاصطناعي بإحدى شركات التكنولوجيا. وقدّم مقالهم انتقادات للرّهانات المُغالِية بشأن «الذكاء الاصطناعي» و«تعليم الآلة» وبرمجيات مثل ChatGPT، معتبرين أنّها لا تملك «ذكاءً» ولا «فهماً» حقيقياً للّغة البشرية. فيما يلي نقتبس مطوّلات من المقال ثمّ نعقّب عليه.

إصدار جديد من «ضدّ دوهرنغ» بطبعة عربية نقديّة

صدرت عن دار الطليعة الجديدة في دمشق طبعة جديدة من كتاب فريدريك إنجلس «ضد دوهرنغ، ثورة السيد أوجين دوهرنغ في العلوم»، تقع في 495 صفحة من القطع المتوسط، استقت كامل النصّ العربي الصادر عن دار التقدّم في موسكو عام 1984 بعد تنقيحه في عدّة مواضع تلافياً لبعض الهفوات والنواقص، وتوخّياً لمزيد من الدقّة العلمية والأدبية التي تميّز بها نصّ إنجلس الأصلي بالألمانية.

الأساس الطبقي للإيديولوجيا وكيف تجري التعمية عليه

تحت عنوان «الطبقة السائدة والأفكار السائدة» كتب ماركس وإنجلس في مؤلّفهما المشترك «الإيديولوجيا الألمانية» بأنّ «أفكار الطبقة السائدة تكون في كل عصر هي الأفكار السائدة، أي إنّ الطبقة التي هي القوة المادية الحاكمة للمجتمع، هي في الوقت نفسه القوة الفكرية الحاكمة»، وذلك لأنّ «الطبقة التي تمتلك وسائل الإنتاج المادي تحت تصرفها، تتحكم في الوقت نفسه بوسائل الإنتاج الذهني».

«المفهوم المادي للتاريخ»

في مؤلفه «سيرة مختصرة وعرض للماركسية» كتب لينين في العام 1914 وتحت عنوان «المفهوم المادي للتاريخ»:

إيغليتون وونّوس عن النقد الأدبي والتغيير

«النقد الماركسي جزء من كيان أكبر لتحليل نظريّ يهدف إلى فهم الإيديولوجيات، أيْ فهم الأفكار والقيم والمشاعر التي يعيش بها البشر حياتهم الاجتماعية في أزمان متباينة... والتي قد لا تتاح إلا في الأدب، كما أنّ فهم الأيديولوجيات يعني فهماً أعمق لكلٍّ من الماضي والحاضر على نحوٍ يُسهم في تحرُّرِنا». – هكذا كتب الباحث الماركسي الإنكليزي تيري إيغليتون في كتابه «الماركسية والنقد الأدبي».

عن وحدة وتفاعل وتناسب البنية الفوقية والتحتية وإفلاس العقل المهيمن (2)

في المادة السابقة حاولنا أن نمهد إلى قضية إفلاس العقل الإمبريالي المهيمن وسرديته عن العالم، وحاجته إلى الاستعارة من عدوه لكي يحافظ على حد أدنى من سردية تمنع ما استطاعت عملية تجاوز الرأسمالية، وبيّنا كيف أن الفوضوية والإصلاحية كنموذجين لتيارات التغيير تاريخياً صارت تقريباً متبناة من قبل السردية الرسمية المهيمنة. ولكن هذا يحصل في جانب واحد من الإفلاس، أما الجانب الآخر الذي يأخذ شكل التدمير الناتج عن العدمية والتفكك بين البنية الفوقية والتحتية واتساع الهوة بينهما. وفي هذه المادة سنعالج هذه المسألة التي يشار إليها مؤخراً، ولكن من الضروري التوسّع فيها أكثر.