انتخابات العراق... خطوة أخرى على الطريق المسدود
• خاص قاسيون
طالما بقي العراق تحت الاحتلال فإن أي فعل سياسي فيه هو خطوة إضافية نحو التفجير في ظل انسداد أفق الاستقلال والاستقرار والتنمية ولاسيما ببعدها الطبقي السيادي.
• خاص قاسيون
طالما بقي العراق تحت الاحتلال فإن أي فعل سياسي فيه هو خطوة إضافية نحو التفجير في ظل انسداد أفق الاستقلال والاستقرار والتنمية ولاسيما ببعدها الطبقي السيادي.
ثلاثة مؤشرات تستحق الوقوف عندها لدلالاتها الكبيرة، فالميزان التجاري كما أعلن سورياً وعربياً، ازداد عجزاً بنسب عالية جداً في العامين الأخيرين، أما حجم الاستثمارات الأجنبية التي عول البعض كثيراً عليها خلال الخطة العاشرة، لم تبلغ إلاّ 1.5 مليار دولا أمريكي (690 مليار ل.س) عام 2009، واضعةً سورية في المرتبة الحادية عشرة بين الدول العربية من هذه الزاوية، بحصة قدرها 1.8% من مجمل الاستثمارات الخارجية المتدفقة إلى العالم العربي، وإذا علمنا أن حصة العالم العربي من الاستثمارات العالمية الخارجية هي أقل من 6% استطعنا الاستنتاج أن حصة سورية من الاستثمارات الخارجية في العالم تتجاوز حتى الآن 0.1% بقليل فقط، وإذا أضفنا ثالثاً إلى كل ذلك تضارب أرقام النمو المعلنة حيث جاء تقرير التنمية العربية مخالفاً لرأي الحكومة ومؤكداً أن النمو في عام 2009 كان أقل من 4% وليس نحو 6% كما أكدت الأرقام الرسمية.. إذا أخذنا كل ذلك وأسقطناه على المستقبل المنظور آخذين بعين الاعتبار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم تبلغ ذروتها بعد، يمكن أن نستنتج التالي:
ليس بجديد في حياة سورية السياسية طرح برامج عمل تتناول القضايا الفكرية والسياسية والاقتصادية الاجتماعية، فقد جرت العادة منذ سنوات، وتحديداً على أبواب المؤتمرات والاجتماعات العامة، طرح مثل هذه البرامج، وكانت تتقاطع كثير من البرامج فيما بينها في بعض الأفكار، وخاصة في القضايا الوطنية العامة كالموقف من الرأسمالية والامبريالية الأمريكية والحركة الصهيونية وإسرائيل.
يستعد عشرات ملايين الأمريكيين المتكتلين في حركة عنيدة ومنتشرة تدعى الحق المسيحي لتفكيك الصرامة العلمية والثقافية للتنوير، بهدف إنشاء دولة ثيوقراطية قائمة على «شريعة الكتاب المقدس» يقصون عنها كلّ من يعدّونهم أعداء لها.
العشوائيات لم تكن بيوم من الأيام نتيجة لمشكلة إسكان كانت مستعصية أو عصية عن الحل، كما يحلو للبعض أن يصورها أو يسوق لها، فظهور العشوائيات على أطراف بعض المدن وبداخلها كان نتيجة التمادي في غياب وتغييب دور الدولة المتعمد عن الكثير من مهامها وواجباتها، وكانت مشكلة الإسكان واحدة منها فقط، بظل التخلي الرسمي عن الدور الاقتصادي الاجتماعي للدولة، عبر السياسات الليبرالية التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة.
تواجه بلادنا والمنطقة خطر المشروع الأمريكي- الصهيوني وأعوانهما الرجعيين والليبراليين الجدد، الرامي إلى الهيمنة الشاملة على المنطقة ونهب ثرواتها النفطية، وإجهاض أي حركة تحرر وطني اجتماعي في المهد، أو تطور تكنولوجي لدولةٍ مستقلة، وتحويل المنطقة إلى قوة احتياطية للهيمنة على العالم والتفرد بمصير الشعوب.
فاجأ انتشار الانتفاضات في أرجاء العالم العربي كثيرا من المراقبين، لكنّ ذلك لا ينطبق على السياسة الخارجية الأمريكية والمؤسسة الاستراتيجية. فقد كان ردّ الفعل المعادي للدكتاتوريات والأنظمة القمعية التي تساندها واشنطن متوقّعا منذ سنوات، حين وضع زبينغو بريجنسكي، أحد صقور واضعي الاستراتيجيات الجيوسياسية، مفهوما واسعا حول قيام «صحوة سياسية عالمية»، تدرك من خلالها جماهير العالم الغالب عليها الشباب المتعلّم والمستقلّ والمفقر في العالم الثالث، خضوعها للاستعباد والتفاوت والاستغلال والاضطهاد. تحرّك هذه الصحوة ثورة المعلومات وتقانات الاتصالات ومن ضمنها الإذاعة والتلفزيون، لكن على نحو خاصّ الإنترنت والوسائط الاجتماعية. يعرّف بريجنسكي بدقّة هذه الصحوة بوصفها التهديد الأكبر لمصالح النخب المحليّة والعالمية، ولوضع أمريكا على قمّة التراتبية العالمية.
لا يسعني قبل كل شيء إلا أن أحيي الخطوة الديمقراطية البارزة، في طرح مشروع الموضوعات البرنامجية للنقاش في جريدة قاسيون، بهدف المساهمة في صياغتها جماعياً.. وسوف أتوقف عند بعض النقاط..
شهدت فترة حكم جورج بوش الابن تحالفاً بين المحافظين الجدد والليبراليين، أو بالأحرى تواطؤ الليبراليين مع التيار الأقوى المتركز في الحزب الجمهوري الذي كان قد وصل إلى سدة السلطة بعد أن أنهك إدارة بيل كلينتون ديمقراطي الانتماء، واستغل لاحقاً أحداث أيلول 2001، لتثبيت مواقعه وتحويل الليبراليين إلى خدم، طوعاً، فلطالما تمتع الليبراليون بجبن أخلاقي عبر تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حسب رأي الكاتب «كريس هيدجز» (قاسيون، العدد 458، ص9).
مع بدء التشقق الذي أصاب الإصلاحيين الليبراليين، وفي القلب منهم جماعة البرادعي، «الجمعية الوطنية للتغيير» التي تخلى البرادعي عن رئاستها، وما انتاب الإصلاحيين من الشيوعيين السابقين من هلع بعد أن أقبل عدد كبير منهم على الانضمام إلى الجمعية، هرعوا مؤخرا للعمل على توحيد جهودهم بعقد ما سمى بـ«المؤتمر الأول لليسار المصري» بمقر حزب التجمع.