انتخابات العراق... خطوة أخرى على الطريق المسدود

• خاص قاسيون

طالما بقي العراق تحت الاحتلال فإن أي فعل سياسي فيه هو خطوة إضافية نحو التفجير في ظل انسداد أفق الاستقلال والاستقرار والتنمية ولاسيما ببعدها الطبقي السيادي.

في مقالة له بعنوان «العين السارحة – ليلة الأوسكار في بغداد» كتب بيب ايسكوبار في «آسيا تايمز» أن الولايات المتحدة خسرت حربها في فيتنام ميدانياً ولكنها حاولت كسبها على الشاشة الفضية عبر أفلام من شاكلة «القيامة الآن» و«صائد الغزلان». ويضيف أن «التاريخ يعيد نفسه الآن بمهزلة أخرى لأن الولايات المتحدة وبكل المقاييس خسرت الحرب في العراق. ودعونا ننسَ  حصول نائب وزير الدفاع السابق بول وولفوفيتز على جائزة الأوسكار لأسوأ نص، ووزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد لأسوأ إخراج والرئيس السابق جورج بوش والمحافظين الجدد كمنتجين وحصولهم على أسوأ صورة: الحرب ذاتها».

ويقول الكاتب إنه «عوضاً عن ذلك حصل فيلم «خزانة الألم» على جائزة أفضل صورة ومخرجته كثرين بيغلو على أفضل إخراج في حين لم يجر  منح العراقيين أنفسهم أي أدوار ثانوية في الحفل التقليدي في لوس أنجلوس». ويشدد على أن هذا الفيلم هو سلعة ثانوية ولكنها ذات ريع مادي لغزو واحتلال دمر شعباً وقتل بشكل أو بأخر مئات الآلاف من العراقيين الذين خلافاً «للمجندين والمجندات الأمريكيين» لم يحظوا بأي ذكر من بيغلو في لحظة مجدها عندما تسلمت الجائزة».

وتحت عنوان فرعي يقول «خزانة التحالف» كتب ايسكوبار أن «ليلة الأوسكار في بغداد الحقيقية هي أبعد ما تكون عن نهايتها فهي تروج لنسختها الخاصة من التنافس بين «أفاتار» و«خزانة الألم» في ظل التنافس المحتدم بين رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، عميل الاستخبارات الأمريكية سابقاً، المدعوم من واشنطن، والمعروف سابقاً أيضاً في بغداد بأنه صدام من دون شارب، ورئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. وعلى الرغم من  أن الرجلين كليهما لا يضاهيان سحر بيغلو ومهاراتها التقنية إلا أنهما يعرفان بالتأكيد كيف يصوران مشهداً حربياً».

ويقول إنه إذا ما فاز علاوي بانتخابات الأحد الماضي فإن ذلك سيعيد عام 2004 عندما كان الاحتلال يتضخم طبقاً للرواية الرسمية من البنتاغون.

وبغض النظر عن أن علاوي زعيم القائمة العراقية كان من داعمي اجتياح الفلوجة في 2004 فإن أنصاره اليوم للمفارقة هم من مدن ومحافظات وسط العراق أيضاً مصطفون إلى جانب صفوة نماذج الديمقراطية الليبرالية الغربية في السعودية ومصر والأردن، وهو في كل الأحوال لن يحظى بما يكفي لتشكيل الحكومة بمفرده، في حين أن استمرار المالكي من حزب الدعوة وزعيم قائمة دولة القانون سيوضح استمرارية تحالف غير معلن بين بغداد وطهران بما يزعج آل سعود الموالين لواشنطن. وهنا فإن التحالف الوطني العراقي المناوئ للبعثيين حتى العظم لن يتحالف مع عميل سابق للسي آي إيه، ناهيك عن القضية الكردية والتي تشكل صاعق تفجير لحرب أهلية فتيلها كركوك والموصل وحتى ديالى ونينوى، في حين أن كسب الكتلة الصدرية يستدعي من المالكي تسريع إنهاء الاحتلال، أي عدم وجود أية قوات أمريكية، في وقت اكتفى فيه المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بالتشجيع على التصويت في الانتخابات «كيلا يتاح للبعض تحقيق أهداف غير مشروعة».

وهكذا فإن النتيجة غير المقصودة أو المقصودة بحكم الأمر الواقع الناتج عن فرض واشنطن لديمقراطيتها الليبرالية الغربية بقوة السلاح هي الطائفية.

ويخلص الكاتب إلى أن شبح الحرب الأهلية في العراق سيبقى، لدواعي سرور الفئة المهيمنة في واشنطن والتي لن ترغب بأي شيء أكثر من «بلقنة» العراق لإضعاف كل من العراق وإيران.