الموضوعات والتحالف المطلوب
تواجه بلادنا والمنطقة خطر المشروع الأمريكي- الصهيوني وأعوانهما الرجعيين والليبراليين الجدد، الرامي إلى الهيمنة الشاملة على المنطقة ونهب ثرواتها النفطية، وإجهاض أي حركة تحرر وطني اجتماعي في المهد، أو تطور تكنولوجي لدولةٍ مستقلة، وتحويل المنطقة إلى قوة احتياطية للهيمنة على العالم والتفرد بمصير الشعوب.
ولهذا الهدف ومن أجله تحشد الامبريالية الأمريكية مختلف قواها العسكرية المتطورة في البر والبحر والجو لتحقيق مشروعها المتعثر أمام عناد وعنفوان المقاومة الشعبية المتنامية في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان، ودور دول الممانعة في سورية وإيران.
فالمصلحة الوطنية اليوم قبل الغد تقتضي توسيع ساحة المقاومة واحترام إرادة الجماهير ودورها في القرار السياسي وإقامة أوسع تحالف وطني شعبي فاعل على الأرض لمواجهة أي عدوان خارجي قد نفاجأ به.
والسؤال: ما هو التحالف الذي يحتاجه الوطن؟
قبل ذلك نتساءل: أما آن الأوان لتقييم (الحبهة الوطنية التقدمية) القائمة في بلادنا منذ عام 1970، من حيث تركيبها، ميثاقها، نفوذها، ودورها في صنع القرار، وعلاقتها بالجماهير، وأين نجحت؟ وأين أخفقت؟..
في ضوء الإجابة على هذه الأسئلة الهامة لا بد من وضع الأسس التظرية للتحالف المطلوب وممارسته على الأرض، وليكن مضمونه قبل كلّ شيء، حماية الاستقلال الوطني من أي عدوان خارجي محتمل، وتحرير جولاننا المحتل من العدو الإسرائيلي، واجتثاث آفة الفساد الذي استشرى كالسرطان في الدولة والمجتمع، والنضال في سبيل التطور الاقتصادي الاجتماعي، وحلّ قضايا الجماهير المعاشية وضمان كرامة المواطن.
كذلك لا بد من أن يقوم هذا التحالف على أساس الحوار الديمقراطي والشفافية بين الأحزاب الوطنية والنقابات والاتحادات والجمعيات والشخصيات الوطنية، وعلى مستوى الإعلام والجامعات وغيرها.
إنّ أي تحالف من أجل أن يكون فاعلاً على الأرض يجب أن يقوم على أسس ومبادئ ومنها:
التمركز حول مصالح الشعب والوطن، والابتعاد عن المصالح النفعية الذاتية والفئوية والحزبية الضيقة، ومكافحة النزعات العرقية والدينية والطائفية والعشائرية التي تسيء للوحدة الوطنية.
ممارسة مبدأ احترام الحريات الديمقراطية، كحرية الصحافة والرأي والإضراب والتظاهر واستقلالية النقابات، وإصدار قانون الأحزاب وقانون انتخابات حقيقي.
احترام مبدأ سيادة القانون، وعدم التمييز بين المواطنين في العمل والوظائف في الدولة على أساس حزبي أو قومي أو عشائري أو طائفي، وما شابه ذلك من اعتبارات.
إشراك الجماهير في صنع القرار، وتحقيق مصالحها الاقتصادية والاجتماعية في العمل والتعليم والصحة والسكن والأجور... والعمل الجدي على تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة في البلاد.
دير الزور - حسين الشيخ