«القدس» في قلب الإعصـار
عادت معركة حماية عروبة القدس، وانقاذ مقدساتها الإسلامية والمسيحية لتحتل صدارة الحراك السياسي/الكفاحي الشعبي داخل الوطن المحتل، الذي تعاظم منسوب حركته مع بدء عمليات هدم الطريق المؤدي لباب المغاربة.
عادت معركة حماية عروبة القدس، وانقاذ مقدساتها الإسلامية والمسيحية لتحتل صدارة الحراك السياسي/الكفاحي الشعبي داخل الوطن المحتل، الذي تعاظم منسوب حركته مع بدء عمليات هدم الطريق المؤدي لباب المغاربة.
كشفت مجلة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية في عددها الصادر في شباط2007 النقاب عن خطط إسرائيلية لإنشاء خط ترام يسير على جدران القدس منفذا خطة الفصل العنصري بين العرب والصهاينة بما يعني الانتهاء تماما من عملية تهويد القدس.
أكدت قيادة كتائب شهداء الأقصى على تمسكها بالسلاح حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. كما دعت عناصرها إلى الحذر، وعدم الانجرار وراء تسليم السلاح مقابل المنصب والمال.
عادت معركة الدفاع عن عروبة القدس تتصدر الأنباء، لأن مايحصل للمدينة ومحيطها من عمليات تهويد لايقل بوقائعه ونتائجه عما تفعله آلة العدوان الصهيونية، التي تمارس وحشيتها المتنقلة من مخيم «البريج» حيث المجزرة الوحشية التي أحدثها سقوط القنبلة الفراغية التدميرية على منزل أحد قادة حركة الجهاد الاسلامي، إلى المذابح اليومية في رفح وجباليا وبيت لاهيا وخان يونس وجنين وبيت لحم ونابلس.
تتسارع خطوات العديد من المسؤولين الفلسطينيين نحو طاولات الحوار التي تتم الدعوة إليها بناء على خطة «التسويف الزمني» التي يتقنها قادة العدو، وبالأخص الحكومة الحالية بقيادة أولمرت. ولهذا شهدت الأشهر الأخيرة عدة اجتماعات نصف شهرية، لم يَرْشَحْ عن نتائجها، سوى عدة بيانات صحفية، تعيد استنساخ ماذكره البيان الأول عن اللقاء الأول، مع إدخال تعابير منتقاة بدقة عن «أفق الحل» و«إطار الحل». إنها وبالتعبير الشعبي «طبخة حصى»، باستثناء «الطبخة الدسمة» التي تناولها اولمرت من يدي زوجة صائب عريقات في اجتماعات أريحا بين الوفدين قبل عدة أسابيع، تتكرر الوعود ذاتها في كل البيانات عن إمكانية إطلاق عدد محدود من الأسرى، وآخر هذه «المَكْرُمات» مايتردد عن إطلاق 90 معتقلاً، معظمهم من حركة فتح أوشكت فترة محكوميتهم على الانتهاء، من أصل 11500 أسير يقبعون داخل زنازين الموت البطيء في سجون الاحتلال. وهذا ماذهب اليه الكاتب جدعون ليفي في مقالته المنشورة بصحيفة «هآرتس» (الإسرائيلية) يوم 23 من هذا الشهر تحت عنوان «القائد الدمية» أثناء تعليقه على اجتماعات أولمرت/عباس وتوقعاته حول لقاء بوش الخريفي (حتى اجتماعاته مع ايهود أولمرت أصبحت شيئاً فشيئاً تتطور إلى عار، وأصبحت إذلالا لشعبه. لن ينتج عنها شيء مفيد. لقد أصبح من المستحيل أن يتحمل إنسان منظر "الزعيم" الفلسطيني في زياراته المرحة إلى القدس وهو يقبل وجنتي زوجة رئيس الوزراء ذاته الذي يهدد بحصار شعبه).
في الوقت الذي كان ملوك الخليج يحضرون مراسم الجولات السياحية الاستثنائية للرئيس الأمريكي جورج بوش فوق أراضيهم العربية، سجل رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، المطران عطا الله حنا، موقفاً عربياً أصيلاً برفضه استقبال مجرم الحرب بوش في كنيسة المهد في بيت لحم عندما «دنسها» خلال زيارته للأراضي المحتلة في مستهل جولته في المنطقة.
ربما كانت العودة إلى سيرة المتصوف والفيلسوف «شهاب الدين السهروردي» ضروريةً لكي نطرح السؤال التالي: ماهو المآل الذي آل إليه تاريخيا الإنتاج الحضاري والتعدد الفكري الإسلامي في زمن المواجهة مع العدو الخارجي؟
ها قد انتهت «همروجة» الحشد الدولي ـ والعربي ضمناً ـ في «أنابوليس»، وعادت الوفود إلى بلدانها بين واهم بتحقيق إنجاز ما من هذا المحفل الدولي المدروس بعناية من قبل مستضيفه، وبين عارف بأن ما سمّي مؤتمراً دولياً لحلّ القضية لا يعدو كونه حلقةً جديدةً في إستراتيجية تل أبيب وواشنطن الرامية إلى إغلاق القضيّة الفلسطينيّة، وخلق وقائع على الأرض تفضي إلى شطب الحقوق الوطنيّة الثابتة للشعب العربي الفلسطيني في العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس...
تتصاعد لغة الخطاب السياسي/الإعلامي الاستفزازي والعدواني لقادة كيان العدو مع كل يوم يقترب فيه موعد اللقاء/الاجتماع الذي دعا إليه بوش في الأيام القادمة في أنابولس. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدة خطوات على طريق التصعيد الإعلامي/الاجرائي في أكثر من مجال. فقد صادق أعضاء الكنيست بالقراءة التمهيدية وبأغلبية كبيرة على مشروع القانون الجديد الذي يشترط موافقة أكثر من 80 عضواً بدلاً من 61 لإحداث أي تغيير على وضعية القدس كـ«عاصمة أبدية» للكيان، حسب التعبير الاحتلالي الذي تحرص على تعميمه الماكينة الإعلامية المعادية. المفاجأة الأكثر صخباً واستفزازاً، كانت التصريحات التي رددها أولمرت في أكثر من مناسبة عبر إملاءات جديدة، وضعها لاستمرار المفاوضات مع سلطة الحكم الذاتي. فقد أعلن حسب ماذكرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية (إننا لن ندخل في أية مفاوضات حول وجودنا كدولة يهودية، هذا منطلق لكل المفاوضات القادمة... كل من لايعترف بذلك لايمكنه التفاوض معنا).
حسب تقرير معهد «اليهودية المعاصرة»– أهيرمان– وهو مؤسسة تابعة للجامعة العبرية في القدس، يقدر عدد اليهود بأمريكا الوسطى والجنوبية عام 2000 بـ 428 ألف يهودي، ويتوقع المعهد هبوط عددهم عام 2010 إلى حوالي 298 ألف يهودي، موزعين على الأرجنتين 220 ألف، البرازيل 100 ألف، المكسيك 40 ألف، فنزويلا 20 ألف، وما تبقى على العديد من الدول الأخرى.