«التغيير والتحرير»: القدس لنا... الاحتلال إلى زوال
إن جبهة التغيير والتحرير، تدين قرار الإدارة الأمريكية الأخير بشأن مدينة القدس العربية الفلسطينية، وترى فيها أحد أوجه الوقاحة المعهودة للإدارات الأمريكية المتعاقبة، في دعم الكيان الصهيوني،
إن جبهة التغيير والتحرير، تدين قرار الإدارة الأمريكية الأخير بشأن مدينة القدس العربية الفلسطينية، وترى فيها أحد أوجه الوقاحة المعهودة للإدارات الأمريكية المتعاقبة، في دعم الكيان الصهيوني،
خرج مستر ترامب يوم أمس، وبكل ما لديه من عنجهية وحماقة، ليعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
يسجل أبناء الضفة الغربية انتصاراً جديداً للقضية الوطنية، بعد نجاحهم في إجبار الاحتلال الصهيوني على التراجع عن مجمل الإجراءات المتخذة في المسجد الأقصى وفي محيطه، بعد الأحداث التي شهدها يوم الرابع عشر من تموز الحالي، وما تلاه من تحركات شعبية واسعة شارك فيها عشرات الآلاف من مواطني القدس، وباقي مناطق الضفة الغربية...
يقول المثل العربي: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، أما العرب في علاقتهم بزعيمة الإمبريالية العالمية فقد لدغوا كثراً من الجحر الأمريكي خصوصا ًوالغربي عموماً، فخلال السنوات الخمسين على قيام الكيان الصهيوني في خاصرة العالم العربي، والولايات المتحدة الأمريكية لم تتوقف لحظة واحدة عن تقديم جميع أنواع الدعم لهذا الكيان، ولم تتوقف لحظة عن إبداء عدائها الدائم للعرب وللقضايا العربية، مع أنها الناهب الأكبر للثروات العربية وخصوصاً النفط.
صدر كتاب «القدس ذاكرة فنية عربية» حاملاً الرقم الـ18 ضمن سلسلة «كتاب الشهر» التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب ودار البعث. وهو من تأليف الناقد والصحفي محمد منصور، وقد جاء بحثاً تاريخياً في الذاكرة الفنية الغنائية التي تناولت القضية الفلسطينية من حيث إسهامات المطربين العرب، ومن ثم التبادل الثقافي الفني والتكامل بين السوريين والفلسطينيين، آخذاً من «إذاعة القدس» التي أسسها الانتداب البريطاني عام 1936 مرتكزاً بحثياً وشاهداً معبراً عن حالة التلاقي الفني.
تتواكب العمليات الإسرائيلية بتهويد القدس مع إعلانها هذا العام «عاصمة الثقافة العربية»، وكأن إسرائيل تحث الخطى بسرعة لمحو هذه المدينة من الذاكرة العربية والعالمية، لتأكدها من خطورة هذا الاسم على خريطتها الملفّقة. هكذا أخذت الأحياء اليهودية تزحف تدريجياً لاقتلاع ما تبقى من التاريخ العربي لهذه المدينة المقدّسة. تخلّت اتفاقية أوسلو عن القدس الغربية بما يشبه الهدية التذكارية لإسرائيل، ثم انتهى الأمر بالمطالبة ببعض أحياء القدس الشرقية.
أهي المصادفات وحدها؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن ثمة ما دبر بليل بين بعض العرب ومغتصبي القدس من اليهود الصهاينة؟ وإذا. ما هو سر التزامن بين منع الشيخين عكرمة صبري ورائد صلاح من دخول مدينة القدس والوصول إلى الأقصى، وبين زيارة المفتي المصري علي جمعة، بصحبة مسؤول أردني كبير إلى المدينة والمسجد، وأيضا عقب زيارات متكررة لمسؤولين أردنيين كبار إلى القدس؟
عشية ذكرى ميلاد المعلم الثائر الكبير الذي طرد اللصوص تجار الدين من بيت الله في القدس قبل نحو 2000 عام، وفي مشهد يعيد للذاكرة الحية مأثرة طلبة بيرزيت قبل أعوام قليلة حين بشروا بالإنتفاضة الثانية بطردهم جوسبان رئيس الوزراء الفرنسي السابق من هيكلهم العلمي جراء تطاوله على المقاومة اللبنانية، يأتي مشهد ما جرى بالأمس في الحرم القدسي الشريف ليؤكد ببساطة واضحة أن إجهاض ثورة الـ 36 بوعود معسولة من بعض الحكام العرب وإستطالاتهم في الداخل الفلسطيني أمر لن يتكرر، وأن «الصلاة» في القدس على مذهب الخائن السادات ممنوعة بعد الآن و مسموحة على مذهب المجاهد شنودة الثالث، بعد التحرير.
الصهاينة يهودونها، وأمريكا تشتري أرضاً لسفارتها فيها، ومعظم الحكام العرب يتحرجون من انتفاضة الأقصى الباسلة ويطالبون بإعطاء فرصة لشارون، والآن يهللون لتقرير جورج ميتشل علهم يفلحون في وقف الانتفاضة ولجم الشارع العربي عن الإطاحة بعروشهم.
ربطت قمة القدس، المنعقدة بين 12 و14 تشرين الأول 2003 في فندق الملك داوود، بين ثلاث مجموعات داعية للحرب: قدماء حرب واشنطن الباردة، والأصوليين الإنجيليين، والمافيا الروسية في إسرائيل. ملتفّين حول رتشارد بيرل ووزراء حكومة شارون. احتفل المشاركون «بسياسة الأخلاق» التي ستؤدي إلى مجيء «القدس السماوية» بعد القضاء على الإسلام. كان ذاك اجتماعهم الأول، وأسسوا أثناءه هيئةً دائمة لتنسيق سياستهم المشتركة.