الرسالة الأصــح
عشية ذكرى ميلاد المعلم الثائر الكبير الذي طرد اللصوص تجار الدين من بيت الله في القدس قبل نحو 2000 عام، وفي مشهد يعيد للذاكرة الحية مأثرة طلبة بيرزيت قبل أعوام قليلة حين بشروا بالإنتفاضة الثانية بطردهم جوسبان رئيس الوزراء الفرنسي السابق من هيكلهم العلمي جراء تطاوله على المقاومة اللبنانية، يأتي مشهد ما جرى بالأمس في الحرم القدسي الشريف ليؤكد ببساطة واضحة أن إجهاض ثورة الـ 36 بوعود معسولة من بعض الحكام العرب وإستطالاتهم في الداخل الفلسطيني أمر لن يتكرر، وأن «الصلاة» في القدس على مذهب الخائن السادات ممنوعة بعد الآن و مسموحة على مذهب المجاهد شنودة الثالث، بعد التحرير.
الحدث، على إمتلائه بالرموز التاريخية البعيدة والقريبة والراهنة، مفعم كذلك بالدلالات المستقبلية. فإذا كان بعض الحكام العرب قد نجحوا، بالقمع أو التضليل أو بكليهما معا إضافة إلى «مباركات» سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود، نجحوا (إلى الآن) في تجاوز أزمتهم الداخلية مع شعوبهم جراء تخاذلهم وقعودهم عن دعم شعب فلسطين المنتفض المقاوم ولو بأضعف أشكال الدعم السلبي كطرد سفراء العدو من عواصمهم ووقف كل أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني إنفاذا لقرار صريح من القمة العربية، فالشعوب ليست بغافلة عما يفعلون و دجلهم و تلفيقهم لا ينطلي عليها. الشعوب تمهل و لا تهمل، إنها في داخل وخارج الأرض المحتلة ترى وترصد وتفهم وتسجل كل ذلك على دفتر الحساب الذي ما عاد يتسع للمزيد كما يبدو، فقد طفح الكيل بعدما إستقوى هؤلاء الحكام بالغزو الأمريكي-البريطاني-الصهيوني للعراق و لم يجدوا في هذه الظروف المأساوية الخطيرة سوى الفرصة المناسبة للتحرك على خط وقف الإنتفاضة و المقاومة لتأمين «الهدوء» عربيا (نفطيا!) لمعركة الإمبراطور بوش الصغير الإنتخابية ومن ثم نيل بركته و رضاه.
في الوقت الذي يسعى الإعلام العولمي المتصهين و بعض «المثقفين» من أبناء جلدتنا لـ «تفهيمنا» أن أسر أو إعتقال الطاغية صدام على يد قوات الإحتلال الأمريكي هو «رسالة» إلى باقي الحكام العرب حول «الديمقراطية» و«حقوق الإنسان» (؟!)، ولا نرى من جهتنا مضمونا لهذه الرسالة المزعومة أكثر مما هو معروف من قديم الزمان عن إستعداد الأسياد الدائم لمسح الأرض بأتباعم مهما طالت مدة و/أو جودة خدماتهم، في هذا الوقت المشحون المنبيء بالعواصف، أرسل بعض المصلين الذين تصادف وجودهم في المسجد الأقصى المبارك، أرسلوا عفويا وبالنيابة عن شعب الإنتفاضة الباسل وباقي الجماهير العربية (بما فيها المصرية) الرسالة الصح، إلى العنوان الصح، بالمضمون الصح وبالتوقيت الصح. إنها الرسالة-البشارة: الإنتفاضة مستمرة ولن يسمح شعب الإنتفاضة لأحد بالبيع والشراء و السمسرة في بيت أبيه و قبض الثمن (كراسي الحكم-النهب) على حساب الأرض والكرامة ودم الشهداء.
●عن نشرة (كلنا شركاء)،
تاريخ 23/12/2003
■ حسني العظمة
سلمت أياديكم ياأبطال الحجارة
نقل وزير الخارجية المصري احمد ماهر الاثنين في 22/12/2003 الى المستشفى بعد ان هاجمه خلال زيارته للمسجد الاقصى عدد من الفلسطينيين وقذفوه بالاحذية.. واعتبروه وزير خارجية بلد خائن.. وقد اغمي على ماهر ونقل الى مستشفى اسرائيلي..
ووقع الهجوم على ماهر في نهاية زيارة مدتها يوم واحد الى الكيان الاسرائيلي اجرى خلالها محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مجرم الحرب أرييل شارون ووزير خارجيته سيلفان شالوم.
■ سلمت أياديكم ياأبطال الحجارة..