خطوة لإحياء العمل النقابي
يدور بين الكثير من العمال وخاصة بين عمال القطاع الخاص والعديد من النقابيّين الأسئلة، التي قد طرحنا البعض منها سابقاً والتي تأتي من خلال النقاشات بين أوساط العمال والنقابيين والتي منها:
يدور بين الكثير من العمال وخاصة بين عمال القطاع الخاص والعديد من النقابيّين الأسئلة، التي قد طرحنا البعض منها سابقاً والتي تأتي من خلال النقاشات بين أوساط العمال والنقابيين والتي منها:
البدء في نقاش قانون التنظيم النقابي يشارك فيه العمال على نطاق واسع بات ضرورة عملية ميدانية تستدعي النقابين كلهم والقوى كلها التي تؤكد في برامجها ومواقفها انحيازها وارتباطها بالطبقة العاملة، وتؤمن بالتغير الجذري لصالح الطبقة العاملة.
أزمة الأجور وارتباطها بالمستوى المعيشي المتدني للطبقة العاملة السورية، هي أزمة ضاغطة على الحركة النقابية والعمال، آثارها الاجتماعية والاقتصادية ملموسة للجميع، ولا تحتاج إلى الكثير من الجهد والتعب البحثي الذي تغرق به الحكومة وبعض الأوساط الأكاديمية العاملة في المجال الاقتصادي لكي تجد الحلول المطلوبة، وهنا لا نقلل من أهمية البحث العلمي فهو مطلوب في الأوقات كلها وفي المجالات كلها، ولكن هنا تستخدم الأبحاث من أجل تقديم ما يلزم من تبرير للحكومة لتأخير أو تأجيل عملية رفع الأجور بما يتناسب مع وسطي المعيشة للطبقة العاملة، التي تحتاج للوصول إليها إلى سبعة أو ثمانية أضعاف الأجور الحالية، فكيف السبيل إلى ذلك؟
عقدت نقابة المصارف والتأمين في دمشق لقاء نوعياً مع المدير العام للمصرف التجاري السوري أحمد دياب، وأعضاء اللجان النقابية في الفروع كافة، بحث فيه معظم القضايا العالقة بين العمال والإدارات في فروع المصرف التجاري، تمخض عن اللقاء عدة قرارات أهمها وضع حد للقضايا المتراكمة في المصرف، والتي لم تلق الحل رغم إثارته في أكثر من مناسبة.
من أخطر الصيغ التي أثارت حفيظة وتحفظ الاتحاد العام لنقابات العمال في قانون العمل الجديد أنه احتوى في أحد أهم بنوده على إلغاء لجان قضايا التسريح التي نص عليها المرسوم /49/ لعام 1962، فالصيغ الجديدة التي أتت بها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ستشكل خطراً كبيراً على مصالح العمال مستقبلاً، وعلى المكتسبات التي حققتها الطبقة العاملة تاريخياً بزنود عمالها، وبالتالي إلغاء تعويض التوقف عن العمل، من خلال نص مجحف ورد في المادة /65/ من المشروع يعطي لرب العمل كامل الصلاحية لتسريح أي عامل، مع تقييد حركة العمال في الدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، أي إلغاء جميع الحمايات القانونية القائمة من أخطار التسريح التعسفي، تحت حجة تطوير قوانين العمل.
عقدت نقابة الأسمنت اجتماعاً استثنائياً لبحث موضوع الأرباح لدى الشركات الرابحة والنسب التي صرفها وزير المالية لها، ومناقشة الوضع الاقتصادي للشركات التابعة للنقابة.
يبدو أن البوصلة التي تحدد اتجاه الانتخابات النقابية عندنا، لم يعد لها قطبُ أو شمال مغناطيسي يجذبها نحو الاتجاه الرئيس ويحدد بقية الاتجاهات، ومن المفترض أن مضمون الاتجاه الرئيسي هو الكفاءة و مصلحة الوطن، إلا أن الوقائع تؤكد أن هذا الاتجاه قد تشتت وتشظى في الجهات الأربع، لتكون شظاياه ناراً خفية تتطاير هنا وهناك وتهدد بحرائق متعددة مستقبلاً. وقد غطت «قاسيون» سابقاً ما حدث في انتخابات نقابة المحامين في دير الزور، وهو الأمر نفسه الذي يجري في انتخابات وحدات نقابة المهندسين مع اختلافات طفيفة في الشكل والمضمون. وبمتابعة ما تمَّ منها يُلاحظ ما يلي :
في جو ساده التوتر والانفعال عقد مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال اجتماعه الدوري يومي الأحد والاثنين، بحضور أسامة عدي عضو القيادة القطرية ورئيس مكتبي العمال والفلاحين، وعبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وفؤاد عيسى الجوني وزير الصناعة وعادل سفر وزير الزراعة، ومحمد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال.
إن من يخاف النقد أو يخشاه لا يمكن أن يكون حريصاً على الحقيقة وانتصارها. والمخلصون للطبقة العاملة هم الذين ينتصرون للحوار وللحقيقة، ولا يصح ممارسة جزء من الحوار دون الجزء الآخر منه، والجزء الأهم يرتبط بالبيت الداخلي، أي داخل الحركة النقابية، ومن الخطأ التصور أن الحديث باتجاه البيت الداخلي يؤدي إلى التقليل من شأن المنظمة النقابية، بل هو دليل حيوية الحركة النقابية التي تشكلت قبل تأسيس معظم الأحزاب السياسية، لذلك فإن من الأخطار الكبيرة التي تهدد النقابات، احتواءها ضمن أحزاب، وحتى الأحزاب الاشتراكية والتقدمية، وحتى إن استفادت من تجارب هذه الأحزاب. أما أن يهيمن حزبٌ على النقابة، والشيء نفسه يقال عن تدخل الإدارة، فهذا يعني تحجيمها، لأن النقابة تضم في صفوفها عمالاً من كل التيارات السياسية.
يظل لساحلنا السوري- شأنه شأن جميع مناطق سورية الغالية – حضوره الفعال في ميادين النضال الوطني والطبقي، ففي مدنه وقراه، في السهل والجبل، تتردد أصداء ملاحم الكفاح وتضحيات الثوار والمناضلين من أبنائه الذين كرسوا منذ أوائل القرن الماضي تقاليدهم المشرفة التي ألهمت وتلهم الأجيال المتتالية أن تتابع درب العزة والكرامة والحرية، وفي الوقت ذاته يبقى اتصال الأمس باليوم نحو غد لابد أن يأتي حافزاً لنا جميعاً لنكون جديرين برفع راية الشعب والوطن عزيزة خفاقة.
ضيف هذا العدد هو الرفيق رئيف مرشد بدور..