خطوة لإحياء العمل النقابي

خطوة لإحياء العمل النقابي

يدور بين الكثير من العمال وخاصة بين عمال القطاع الخاص والعديد من النقابيّين الأسئلة، التي قد طرحنا البعض منها سابقاً والتي تأتي من خلال النقاشات بين أوساط العمال والنقابيين والتي منها:

ما هي النقابة؟ وهل هذه النقابات تعمل على تمثيل العمال؟ وما هو شكل العلاقة التي يجب أن تكون بين العمال والنقابات وما هو العمل النقابي؟ كيف يمكن خوض نضال عمالي حقيقي يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للعمال من أجور مجزية وغيرها من الحقوق. وماهي الأدوات والوسائل التي تستخدمها النقابات؟ وكيف يجب أن تعمل النقابة على ترسيخ وعي العمال بالعمل النقابي؟ ما هي الأهداف التي تسعى النقابة إلى تحقيقها؟ ما هي العلاقة بين النقابات، والأحزاب السياسية الوطنية وكيف يجب أن تكون؟
كيف يختار العمال ممثليهم في النقابات؟ وكيف تقوم النقابات بتعبئة العمال؟ لخوض المعارك النضالية، التي تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية، وحقوقهم التشريعية والمهنية. ما العمل من أجل نقابة مبدئية وديمقراطية، تعمل على أن يشعر العمال بالتحسين المستمر لأجورهم وأوضاعهم المعيشية وظروف عملهم وسلامتهم المهنية؟ إننا بمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير التي يطرحها العمال وكافة العاملين بأجر، وكذلك الكثير من النقابيين الكفاحيين، نسعى لأن نصل إلى نتائج، تمكّن العاملين بأجر من امتلاك صورة حقيقية عن النقابات، وعن العمل النقابي، الذي يهدف إلى وضع النقابات، في موقع قيادة النضال النقابي والحراك العمّالي لصالح العمال، وتحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال التوزيع العادل للثروة الوطنية.
النقابات العمالية تعاني الكثير من قيود العمل النقابي، وقد ازداد شكل المعاناة هذه بعد انفجار الأزمة الوطنية، لذلك لا يمكن لنا أن نغض الطرف عن كسل النقابات الموجودة، فالطبقة العاملة لم تلمس تحركاً جدياً وحقيقياً اتجاه قضيتهم الأساسية وهي الأجور غير المجزية والتي لا تتناسب متطلبات حياتهم المعيشية، حيث هناك هوة واسعة بين أجورهم ومتطلبات حياتهم الأساسية اليومية.
بالتالي نرى العمال يبتعدون كثيراً عن النقابات، وأي حديث عن العمل النقابي بين أوساط العمال يواجه باللامبالاة أو الامتعاض، لأن هذه النقابات لم تكلف نفسها عناء ومشقة إقامة أي احتجاج عملي وكفاحي يزيد من وعي وتثقيف العمال بأهمية العمل النقابي لتحصيل حقوقهم ومطالبهم سواء الصغيرة منها أو الكبيرة، وتجيب عن كل الأسئلة التي يطرحها العمال، وتقدم الناشطين من العمال المسلحين بالوعي والموقف النقابي إلى صفوفها.
إن المهمة ليست بالسهلة أو البسيطة، غير أنها ممكنة التحقيق، فالأزمة الاقتصادية والمعيشية تتفاقم يوماً بعد يوم، وقوى النهب والفساد في تصاعد مستمر، فلا يمر يوم دون أن نسمع عن زيادة ضرائب هنا أو هناك من جيوب العمال وعموم العاملين بأجر، بينما قوى النهب والفساد تُمنح الإعفاءات والاستثمارات المختلفة ومنها منشآت قطاع الدولة وخاصة القطاعات التي تعمل بنجاح إلى حد ما، إضافة إلى تخلي الدولة عن واجباتها اتجاه المواطنين، في المزيد من تقليص الدعم، وعدم تأمين أساسيات الحياة من كهرباء ومحروقات وغيرها. كذلك نرى ذلك الاستياء والتذمر وعدم الرضا في صفوف كافة العاملين بأجر بسبب ضعف الأجور وغيرها من المنغصات التي يعانون منها، بصمت وبتعابير وجوهم الكالحة المختلفة، وهي لا ينقصها إلا عملية التنظيم لكي تثمر شيئاً مهماً ملموساً لمطالبها وحقوقها المسلوبة. إن المهمة الأساسية والأولى في العمل النقابي، والذي يجب أن تنطلق منها النقابات اليوم، التركيز بشكل جدي على كيفية تنظيم صفوفهم بهذه الأداة المهمة للقيام بعملية التغيير القائم على أساس تحرير الطبقة العاملة وتحقيق مطالبها المعيشية والديمقراطية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1078
آخر تعديل على الإثنين, 11 تموز/يوليو 2022 14:20