انتخابات الوحدات في نقابة المهندسين.. قراءة أولية
يبدو أن البوصلة التي تحدد اتجاه الانتخابات النقابية عندنا، لم يعد لها قطبُ أو شمال مغناطيسي يجذبها نحو الاتجاه الرئيس ويحدد بقية الاتجاهات، ومن المفترض أن مضمون الاتجاه الرئيسي هو الكفاءة و مصلحة الوطن، إلا أن الوقائع تؤكد أن هذا الاتجاه قد تشتت وتشظى في الجهات الأربع، لتكون شظاياه ناراً خفية تتطاير هنا وهناك وتهدد بحرائق متعددة مستقبلاً. وقد غطت «قاسيون» سابقاً ما حدث في انتخابات نقابة المحامين في دير الزور، وهو الأمر نفسه الذي يجري في انتخابات وحدات نقابة المهندسين مع اختلافات طفيفة في الشكل والمضمون. وبمتابعة ما تمَّ منها يُلاحظ ما يلي :
• لأول مرة تجري انتخابات الوحدات مفتوحةً دون أن تكون هناك قائمة للجبهة.
• غلبة طابع التنافس فيها بين الريف والمدينة، إضافة للعشائرية !!
• خلوها من التوجهات السياسية والتحالف على أساس سياسي، أو القوائم والبرامج ولو بما يتعلق بالمهنة وقضاياها!!
• تغير الاتفاقات في اللعبة الانتخابية بين لحظةٍ وأخرى حسب موازين القوى في كل وحدة، والمزاجية، ونفوذ الإدارات في وحدات العاملين في الدولة.
• نسبة الانسحابات في بعضها عالية، ونجاح قسم كبير من المرشحين بالتزكية في الوحدات بسبب هيمنة مدراء الدوائر، أو نتيجة عدم الاهتمام وفقدان الثقة بهذا الشكل من الانتخابات!!
• توقع ومعرفة أغلب النتائج قبل إجراء الانتخابات.
• ما جرى فيها عموماً لا يتناسب مع مستوى المهندسين كشريحة واعية.
لا شك أن ما جرى للآن يختلف نسبياً عن الانتخابات في السنوات السابقة، حيث كان يمنع ترشيح المهندسين الأعضاء في أحزاب الجبهة كمستقلين، ولم تكن هناك غرف سرية وخاصةً في انتخابات الوحدات ومكتب الفرع ، ويدور حالياً في أوساط المهندسين حديث عن مرشحٍ مدعوم من أحد المتنفذين، لأن يكون رئيساً لمكتب الفرع في انتخابات الفرع القادمة ومعروف أنه ليس لديه اهتمام وإلمام أو مشاركة سابقة في العمل النقابي، وكذلك باحتمال استبعاد مقعد الجبهة كما حدث في انتخابات نقابة المحامين، أو مقعد من المقعدين المخصصين للمستقلين .
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا غابت الانتماءات والتوجهات السياسية في العمليات الانتخابية وبرزت بدلاً عنها انتماءات أخرى.. ولمصلحة من ذلك.. وما انعكاساتها مستقبلاً على المهنة ومهندسيها ودورها في التنمية، أو على الوطن والشعب ككل!! وبانتظار انتخابات الفرع، نتساءل هل ستبقى الأمور تسير بالطريقة نفسها؟
نعتقد أن الإجابة واضحة .. وهذا ليس الدور الذي نأمله، لكن ستبقى كرامة الوطن والمواطن فوق كلّ اعتبار .