انتقاد أحزاب الجبهة مشروع.. بل مطلوب
تكونت الجبهة الوطنية التقدمية في أوائل السبعينات من أحزاب فاعلة ولها وجود واقعي على الأرض، ومثلت التيارات السياسية الرئيسية التي استطاعت أن تجد فيما بينها قواسم مشتركة جوهرها العداء للإمبريالية والصهيونية.
تكونت الجبهة الوطنية التقدمية في أوائل السبعينات من أحزاب فاعلة ولها وجود واقعي على الأرض، ومثلت التيارات السياسية الرئيسية التي استطاعت أن تجد فيما بينها قواسم مشتركة جوهرها العداء للإمبريالية والصهيونية.
يتراشق الحديث حول أحزاب الجبهة، والحديث سلسلة من الأسئلة الواسعة، وحلقات متقطعة من الإجابات الضيقة، وبما أنه كذلك.. ونعني واسع الأسئلة، ضيق الإجابة، فلنبدأ بالأسئلة:
يجري حديث كثير ونقاش واسع حول واقع الجبهة الوطنية التقدمية وآفاقها، ولا شك أن الجبهة حينما تأسست في أوائل السبعينات كانت استجابة لحاجة موضوعية وقد لعبت دوراً هاما ًفي إيجاد قاسم مشترك بين الأحزاب الوطنية والتقدمية حول القضايا السياسية الكبرى للحفاظ على دور سورية الوطني وتوطيده.
تحدثت بعض الصحف المحلية عن رفع الحظر عن نشاط أحزاب الجبهة بين الطلاب ومع كل اهمية هذا القرار فإنه في نهاية المطاف إقرار بأمر واقع جرت ممارسته منذ تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية، فعمل أحزاب الجبهة بين الطلاب لم يتوقف عملياً منذ ذلك الحين، وكانت تمثل دورياً في كل الهيئات التمثيلية للاتحاد الوطني لطلبة سورية. أي في الجامعات والمعاهد.
لدي اعتقاد أن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية كلها غير متحمسة لفكرة تطويرها (باستثناء حزب البعث الذي تحتاج دراسة تطلعاته إلى بحث خاص(، والدليل على ذلك أنها لم تقدم أية دراسة متكاملة حول نوعية واتجاه التطوير، بل استماتت رموز القيادة الراهنة، خلال الإعداد للمؤتمر التاسع على الاكتفاء بتمجيد الجبهة دون تقييمها. فهذه الأحزاب كلها تكتفي فقط بالمطالبة بتحسين أدائها وفتح مراكز لها حيث لا توجد، وتعميم تمثيلها في كل الفروع. فالوضع الراهن للجبهة هو تماماً وضع هذه الأحزاب. فهذه الأحزاب لم تستطع تطوير نفسها، بل كانت تسير من ركود إلى ركود خلال السنوات الأخيرة، زد على ذلك أنها كانت تلفظ كل إمكانيات التطوير خارجها. وتمحورت مع الزمن حول الشخص والعائلة. ولهذا فهي غير جادة في مسألة تطوير الجبهة.
إن اتحاد ووحدة عمل القوى الديمقراطية والتقدمية في نضالها ضد الاستعمار وأعوانه، ومن أجل بناء الوطن وازدهاره، هي مسألة دائمة الحضور في فكر وسياسة الأحزاب الشيوعية والوطنية، وتعتبر مسألة التحالف إحدى المسائل الأساسية في نظرية واستراتيجية وتكتيك الطبقة العاملة في كفاحها لإسقاط الرأسمالية وبناء الاشتراكية.
انتهت أعمال الاجتماع السنوي للجبهة الوطنية التقدمية الذي ضم القيادة المركزية للجبهة وأعضاء المكاتب السياسية للأحزاب المشاركة في الجبهة وقيادات فروعها بالإضافة إلى حضور حزبين بصفة مراقب، ولم يعلن أي شيء عن القرارات أوالتوجهات أو التوصيات التي تم التوصل إليها.
تحسين عمل الجبهة يتطلب:
■ جرأة في المراجعة..
■ نكران ذات في المعالجة..
■ شجاعة في التنفيذ..
... مع صدور هذا العدد، تكون الانتخابات العمالية قد بدأت، وبعدها بأيام ستبدأ انتخابات الإدارة المحلية، ويلاحظ حتى الآن، ضعف الاهتمام والإقبال الشعبي سواء في الترشيح، أو في المشاركة، عدا أحزاب الجبهة التي أوعز لها بزيادة الترشيحات كما حصل في انتخابات مجلس الشعب، والسبب حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها الشعب، فالنتائج في الغالب، متوقعة مسبقاً، وإن نجح أحد خارج رغبات «بعض الجهات»، فممارسات أخرى تقف له بالمرصاد، كما حدث مع رفيقنا «حسين الشيخ» في الدورة المحلية السابقة؟؟
وجه السيد رئيس الجمهورية خلال ترؤسه لاجتماع القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الذي انعقد صباح الاثنين 3/9/2007، إلى «ضرورة أن ينعكس أي إجراء يتم اتخاذه بصورة إيجابية على حياة أبناء الشعب وأسرهم،