الانتخابات العمالية والمحلية.. لتكن على قدر التحديات
... مع صدور هذا العدد، تكون الانتخابات العمالية قد بدأت، وبعدها بأيام ستبدأ انتخابات الإدارة المحلية، ويلاحظ حتى الآن، ضعف الاهتمام والإقبال الشعبي سواء في الترشيح، أو في المشاركة، عدا أحزاب الجبهة التي أوعز لها بزيادة الترشيحات كما حصل في انتخابات مجلس الشعب، والسبب حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها الشعب، فالنتائج في الغالب، متوقعة مسبقاً، وإن نجح أحد خارج رغبات «بعض الجهات»، فممارسات أخرى تقف له بالمرصاد، كما حدث مع رفيقنا «حسين الشيخ» في الدورة المحلية السابقة؟؟
عادة، في بعض دول العالم تجري عملية المحاصصة واقتسام المناصب ومهام العمل بعد الانتخابات، لكن عندنا يحدث العكس.
وإذا تابعنا المشهد على مستوى الوطن، نجد أمامنا ما يسمى «قوى المعارضة» عاجزة عن إحداث أي حراك سياسي جماهيري، وعزلتها وانكفاؤها يدفعانها للمقاطعة وأحزاب الجبهة، بعضها يسمي أكثر من مرشح حسب الطلب وحسب العلاقات داخلها، وبعضها يتقاسم الحصص والأدوار، ومنها ما يجري «استئناساً»، لكن هذا الاستئناس غير ملزم كما «الشورى التي ينادي بها البعض»، ففي النهاية القرار لصاحب القرار، وهذا يتنافى مع الممارسة الديمقراطية المرجوة، ناهيك عن سيطرة الانتماءات العشائرية والعائلية والدينية المغلقة، نتيجة تغيب المشاركة الديمقراطية، والوعي الديمقراطي، بالإضافة لبروز «قوى المال» والانتهازية.
ورغم هذا المشهد المأساوي، المشاركة في الترشيح والانتخاب حقّ وواجب والإحجام عنه يتيح مزيداً من الفرص لبروز القوى السيئة التي لا يتم اختيارها على أساس الوعي والكفاءة، وإنما على أساس الانتماءات السابقة الذكر، وذلك على حساب الانتماء للوطن ومصلحة الشعب.
قد تبدو المشاركة «صعبة» لكنها تؤسس لوعي ومشاركة فعليين وتشكل حافزاً لإحداث حراك سياسي و اجتماعي بدل الابتعاد عن الشعب والعزلة.