لماذا التعالي على الحوار؟
لدي اعتقاد أن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية كلها غير متحمسة لفكرة تطويرها (باستثناء حزب البعث الذي تحتاج دراسة تطلعاته إلى بحث خاص(، والدليل على ذلك أنها لم تقدم أية دراسة متكاملة حول نوعية واتجاه التطوير، بل استماتت رموز القيادة الراهنة، خلال الإعداد للمؤتمر التاسع على الاكتفاء بتمجيد الجبهة دون تقييمها. فهذه الأحزاب كلها تكتفي فقط بالمطالبة بتحسين أدائها وفتح مراكز لها حيث لا توجد، وتعميم تمثيلها في كل الفروع. فالوضع الراهن للجبهة هو تماماً وضع هذه الأحزاب. فهذه الأحزاب لم تستطع تطوير نفسها، بل كانت تسير من ركود إلى ركود خلال السنوات الأخيرة، زد على ذلك أنها كانت تلفظ كل إمكانيات التطوير خارجها. وتمحورت مع الزمن حول الشخص والعائلة. ولهذا فهي غير جادة في مسألة تطوير الجبهة.
إنني أزعم أن هذه الأحزاب تتعايش على أطراف السلطة من حيث الوزارة ومجلس الشعب والإدارة المحلية... وغير ذلك من المكاسب. وكنا نلاحظ مدى حيوية اجتماعات اللجنة المركزية كلما كان موضوعها بحث تحديد الوزير أو المرشحين لمجلس الشعب...إلخ. لقد أصبحت شرعية هذه الأحزاب مأخوذة من الجبهة الوطنية التقدمية، أي من حزب البعث بكلمة أخرى. لأنها أحزاب أصبحت في حالة الطلاق مع الجماهير، ووزنها الوطني في حده الأدنى.
وفي الختام أعتقد أن إمكانية إنقاذ الحزب من الوضعية الراهنة التي تسير إلى الانتحار الذاتي الحتمي موجودة داخل الحزب وخارجه. ولا أزاود على أحد إذا قلت إن الشعب السوري عامة، والكادحين منه خاصة بحاجة إلى حزب شيوعي قوي وفاعل، إضافة إلى الوطن عامة، إلى حزب يستمد شرعيته من الشعب والكادحين بالدرجة الأولى. وهذا يتطلب من جملة ما يتطلب، إلى جانب ما ورد في الافتتاحية التي نحن بصددها، عقد كونفرانس عام لبحث:
تطوير الحزب فكرياً وسياسياً وتنظيمياً.
البحث عن الوسائل الجديدة في العلاقة مع الجماهير.
بحث موضوعة التحالفات بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عامة.
بحث واقع الجبهة الوطنية التقدمية ووضع تصور متكامل لتطويرها وتقديمها إلى حزب البعث والقوى الوطنية كافة.
معالجة الأوضاع التنظيمية التي جرت بعد المؤتمر التاسع على ضوء نتائج هذا الكونفرانس.
الدعوة إلى حوار جاد مع كافة الشيوعيين المتواجدين في التنظيمات أو خارجها لتشكيل جمعية عمومية للشيوعيين، هدفها توحيد جهودهم الوطنية ووضع خطة منهجية لتشكيل حزب شيوعي جديد على أرضية الحركة الشيوعية السورية الراهنة.
صالح بوزان
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 166