«مختارات من سينما العالم».. بانوراما الإحساس الكوني
بعيداً عن المهرجانات وبرتوكوليتها المتزمتة، وضمن توجهاتها لتنشيط الحراك الثقافي البصري، وإعادة التواصل بين جمهور السينما في سورية وتحف السينما العالمية بهدف ترسيخ ثقافة السينما لدى الجمهور، خصصت المؤسسة العامة للسينما في برنامجها الصيفي لهذا العام تظاهرة «مختارات من سينما العالم» التي انطلقت في 15/7 و تستمر لغاية 26 /7 في صالة الكندي.
التظاهرة التي تشمل (34 فيلماً) من روائع الإنتاجات والرؤى البصرية التي شكلت مفاصل رئيسية في المشهد السينمائي الكوني، وهي: «سنو وايت، قلوب في أتلانتس، الأحد الدموي، أريكة في نيويورك، عرض غير لائق، انتحار العذراء، بحر أزرق دموي، متنزه غورسفورد، رجل ميت يمشي، رجل للذكرى، مركز الأرض، فقدان أيسايا، فتاة مضطربة، التحدث إلى السماء، قضية الأطفال، حتى توقظنا الأصوات النسائية، بينوكيو، الممثلون، علاقات خطيرة، مقاسات للحد الأقصى، الموت الهادئ، الإرسالية، العودة إلى البحيرة الزرقاء، رجل كعكة الزنجبيل، نهاية العلاقة، انتصار الحب، جمال خاطف، المحاربون، الصدمة، المتاهة، جريمة الأب، أمارو، الملاكم، حرارة الجسد».. وبمعدل عرض يشمل ثلاثة أفلام يومياً على ثلاث فترات (3-6-9) مساءً. وان كانت التظاهرة في حد ذاتها قد تقع في خانة الاستعادة، أو الارتجاعية لتلك الأفلام التي عرضت في الكثير من التظاهرات السابقة، لكن التميز يأتي في توليفتها معاً لتشكل مشهداً بانورامياً يتنوع بتنامي الإحساس، واختلافات الرسائل والمضامين الرمزية، وجهداً يسجل للقائمين عليها في المؤسسة العامة للسينما.
بدأت العروض بفيلم الإنميشين الياباني «الروح النشيطة» الحائز على جائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي عام 2002 ، وفيه يقدم مؤلف ومخرج العمل «هاياو مايازاكي» قصة فتاة صغيرة «شيهيرو» تدخل في نفق مع عائلتها يوصلها لعالم آخر سريالي بكائناته ومكوناته، فتواجه ذلك وتحاول الخروج منه واستعادة والديها وقد تحولا إلى حيوانين، ليرفع الفيلم بذلك ثيمة رئيسية عن قوة وقيمة فضائل الحب والتضحية والخير والجمال، وهو ما تختصره الفتاة بقولها:« بالحب وحده يمكن تجاوز اللعنة».
ومن الأفلام التي تم عرضها أيضاً فيلم «قلوب في أتلانتيس» للمخرج الكبير «سكوت هيكس» وهو عن قصة روبرت بوبي الذي لعب شخصيته العملاق «أنتوني هوبكينز» الذي يعود بعد زمن طويل إلى بلدته ليبحث عن رفيقته وحبيبته أيام الصبا «كارول» لكنه يصدم بموتها، ومن هنا يتابع الفيلم خيوطه السردية عبر فلاش باك يعود بنا إلى عام 1960، وهو يحتفل بشكل بسيط بعيد ميلاده الـ 11 لأن والدتها لا تملك المال الكافي لتقيم له احتفالاً كبيراً، أو حتى لتجلب له الدراجة التي يتمناها، وحجتها أن والده عندما توفي قبل ست سنوات كان قد خسر كل شيء وترك إرثاً من الديون بسبب لعبه للقمار، وهنا يظهر العجوز «تيد» ليغير إيقاع حياة الطفل حين يساعده ويصبح صديقاً له، ولكنه رجل هارب من أشخاص يلاحقونه بسبب ما يمتلك من ملكة قراءة أفكار الآخرين، والتي بفضلها ينقذ بوبي في أكثر من مأزق.
تمر الأيام سريعاً ويكتشف بوبي كذب أمه، فوالده كان إنساناً صالحاًَ، بينما الأم هي شخصية مستهترة همها التزين والملابس، وينتهي الفيلم بالقبض على تيد وبرحيل بوبي مع والدته إلى بلدة أخرى تاركاً وراءه أول فتاة أحبها، وتمر السنوات ليعود اليوم من جديد باحثاً عن كارول وليتعرف مصادفة على ابنتها.