تراث عندما تسقط بغداد
كثيرا ما يجد المؤرخون لذّةً كبيرة في تحديد نقاط تاريخية مفصَّلية يعتبرونها علامةً على حدوث تغيُّر كبير في المسيرة التاريخية للشعوب والأمم، بحيث لا تعود الأمور والاحداث بعدها تجري بالطريقة والوتيرة نفسها التي كانت تجري بها من قبل، وترتبط هذه النقاط التاريخية عادةً بحدث تاريخي شديد الأهمية والخطورة. وهكذا فإن دارسي التاريخ الإسلامي يحددون عام 656هـ على أنه نقطة تاريخية مفصَّلية في التاريخ العربي الإسلامي إذ شهد هذا العام سقوط مدينة بغداد بيد المغول مع كل ما استتبعه ذلك من تغيرات تاريخية كبيرة، ويمكن لمؤرخي المستقبل أيضا أن يحدِّدوا عام 2003م على أنه نقطة مفصَّلية أخرى في تاريخنا باعتباره قد شهد سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال الامريكي مع ما جره ذلك السقوط من تطورات تاريخية نعيشها اليوم.