البوكمال وبدعة الطابور الأبجدي
الصورة المرفقة هي للازدحام من أجل الحصول على مخصصات الرز والسكر في البوكمال، ولتذهب إجراءات الوقاية من الكورونا، وكل الحديث عنها، إلى الجحيم!
الصورة المرفقة هي للازدحام من أجل الحصول على مخصصات الرز والسكر في البوكمال، ولتذهب إجراءات الوقاية من الكورونا، وكل الحديث عنها، إلى الجحيم!
تشتهر منطقة نهر الفرات، أو شرق سورية عموماً (دير الزور- البوكمال)، بخيراتها المتعددة، الزراعية والنفطية وغيرها من الخيرات، وغالبية أهالي هذه المنطقة يعملون في الزراعة، لكنهم دائماً يدفعون فاتورة التكاليف المرتفعة على حساب معيشتهم.
أثبتت السياسات الحكومية أنها قادرة على فرض تجويع المواطنين في شتى أنحاء البلاد، دون أن يُعرقل مسيرتها التجويعية أي معرقل، لكن لعل الاختلاف الوحيد بين مدينة وأخرى أو منطقة وأخرى، هو نوع وحجم التوابل المضافة إلى هذه السياسات، بحسب جغرافية وأهمية المنطقة وموقعها.
سؤال ملح وصلنا على ألسنة الأهالي في مدينة البوكمال: وهو ماهي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة الصحة ومحافظة دير الزور، للوقاية من فيروس الكورونا في المدينة؟.
عشرات الآلاف من المواطنين عادوا واستقروا في مدينة البوكمال وقراها خلال الأشهر الماضية، وقد عادت بعض الخدمات الأساسية للمدينة خلال هذه الفترة تباعاً، بالرغم من البطء فيها وعدم استكمالها بما يتناسب مع التعداد السكاني والمتطلبات الحياتية اليومية في المدينة والريف.
وصلت إلى قاسيون صورة عن شكوى مقدمة باسم أهالي وسكان مدينة البوكمال موجهة للسيد وزير الكهرباء، حول عدم وصول التيار الكهربائي للمدينة حتى تاريخه رغم الوعود المقطوعة بهذا الشأن، وفيما يلي نص الشكوى:
تخلص أهالي البوكمال من معاناتهم مع التنظيم الإرهابي «داعش»، ومن ممارساته المتمثلة بالقتل والذبح والقتل والاعتقال، بالإضافة للممارسات الأخرى المتمثلة بالابتزاز والنهب والسرقة والإتاوات على السلع والبضائع الداخلة إلى المدينة كاحتياجات وضرورات ومقومات للحياة، وذلك بعد أن تحقق حلمهم بدخول الجيش السوري إلى المدينة وتحريرها من هذا التنظيم وممارساته الإرهابية والترهيبية، واستعادة الدولة سيطرتها على المدينة.
لم تتضح حتى الآن بالنسبة للأهالي ما هي الأسباب الحقيقية التي تحول دون وصول التيار الكهربائي إلى مدينة البوكمال، خاصة بعد الوعد الذي قطعه وزير الكهرباء، لوفد ممثل عنهم منذ شهر تقريباً، بأن التيار الكهربائي سيصل المدينة، أسوة بمدينتي المياذين والعشارة.
لا تبعد البوكمال عن مدينة الميادين أكثر من ستين كيلو متراً، وعن العشارة خمسه وأربعين كيلو متراً، ومع ذلك فإن الطاقة الكهربائية وصلت وأنارت المياذين والعشارة، لكنها لم تصل إلى مدينة البوكمال!.
استبشر أهالي البوكمال خيراً بتحرير مدينتهم من رجس داعش منذ أكثر من عام، وحلموا بالعودة إلى مدينتهم، لكن وكما يقال: (راحت الحزينة لتفرح ما لقت مطرح) حيث ما زال حلم العودة قائماً عند أهالي البوكمال وريفها، وبعض العراقيل ما زالت مستمرة وتعيق عودتهم.