التيار الكهربائي مُعاق ولم يصل إلى البوكمال!
لم تتضح حتى الآن بالنسبة للأهالي ما هي الأسباب الحقيقية التي تحول دون وصول التيار الكهربائي إلى مدينة البوكمال، خاصة بعد الوعد الذي قطعه وزير الكهرباء، لوفد ممثل عنهم منذ شهر تقريباً، بأن التيار الكهربائي سيصل المدينة، أسوة بمدينتي المياذين والعشارة.
هؤلاء الأهالي، مع الوفد الذي قابل الوزير، اعتبروا أن الوعد المقطوع من قبله لم يكن إلا بمثابة «إبرة مخدر»، حيث تبين بالنسبة لهم أنه وعد خلبي لا أكثر، فلا كهرباء وصلت حتى الآن ولا من يحزنون!.
تدشين رسمي لم يستكمل
في شهر أيار 2018، قام رئيس الحكومة على رأس وفد وزاري بزيارة إلى محافظة دير الزور، وقد دشن خلالها عودة التيار الكهربائي لمدينة دير الزور، و«أثنى على جهود العاملين في وزارة الكهرباء الذين بذلوا جهوداً مضاعفة لعودة التيار الكهربائي إلى محافظة دير الزور وبزمن قياسي».
وقد اعتبر ذلك مقدمة إيجابية لأهالي البوكمال على هذا المستوى.
محافظ دير الزور، وعبر إحدى المجلات الدورية السورية المعنية بالشأن الاقتصادي، صرح بتاريخ 13/7/2018، حول واقع ومستقبل الوضع الكهربائي في المحافظة بما يلي: «بتوجيه السيد رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء، قمنا بجولة واسعة على محطات التحويل لمتابعة واقع الأمر، ويمكننا أن نؤكد أن نسبة الإنجاز بلغت أكثر من 90% كجاهزية، أما فنياً قريباً ستكون الأمور جاهزة لاستقبال التوتر، وهناك تفاصيل فنية متعلقة بالربط عبر المحافظة ونقل خطوط التوتر العالي، وستكون جاهزة خلال الفترة القادمة، أما موعد تقريبي نقول: خلال شهر أو أكثر ستكون الأمور جاهزة، وقد تكون هناك بعض المعوقات الفنية، لكن من خلال النتيجة الجاهزية نقول: إنه خلال شهر ستكون جاهزة، وهناك قرار وتوجيه من السيد رئيس مجلس الوزراء لإعادة الكهرباء لمحافظة دير الزور بأسرع وقت».
وطبعاً الحديث عن مجمل المحافظة المكونة من مدن (دير الزور- المياذين- البوكمال) افتراضاً، وهو ما كان مصدر تفاؤل بالنسبة للأهالي في البوكمال عسى يصلون لحقهم بالحصول على التيار الكهربائي.
بتاريخ 5/12/2018، «تفقدت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية وإعادة تأهيل البنى التحتية في محافظة دير الزور مشاريع تأهيل البنى التحتية والخدمية في مدينة البوكمال»، وذلك حسب سانا، لكن لم يرشح شيء عن واقع الكهرباء خلال هذه الزيارة، وبقي الأهالي على حال الانتظار الممل والثقيل.
مشكلة مزمنة غير مبررة
أكثر من عام مضى على زيارة الوفد الحكومي للمحافظة، ولم يصل التيار الكهربائي للمدينة، علماً أن الموضوع أثير مراراً وتكراراً، بما في ذلك عبر وسائل الإعلام، حيث ورد في صحيفة تشرين بتاريخ 26/12/2018 ما يلي: «تغرق مدينة البوكمال كل يوم في ظلام دامس منذ تحريرها من الإرهاب وحتى الآن، برغم أهميتها الجغرافية والتجارية فهي منفذ سورية إلى العراق والطريق التجاري للعاصمة والمحافظات الأخرى، وقد استبشر الأهالي خيراً عندما عاد البعض منهم الى المدينة بأن الكهرباء ستصل بعد فترة قليلة إلى المدينة، ولكن خاب أمل الإخوة الآخرون بالعودة عندما سمعوا أن الكهرباء ليس لها ذكر في منطقة البوكمال وريفها، وللتأكد من ذلك والوقوف على حقيقة الأمر أجرينا اتصالاً مع مدير كهرباء دير الزور خالد لطفي نطلع منه على حقيقة عدم وصول التيار الكهربائي إلى منطقة البوكمال، أفادنا بأن شركة كهرباء دير الزور ليست لديها أية أعمال لإعادة التيار الكهربائي في البوكمال والموضوع يتعلق بوزارة الكهرباء هي صاحبة القرار وليست الشركة في دير الزور».
كما عرضت «قاسيون» المشكلة بتاريخ 11/3/2018، في مادة بعنوان «البوكمال.. مشكلة كهربائية مزمنة»، ومما ورد فيها: «لا تبعد البوكمال عن مدينة المياذين أكثر من ستين كيلو متراً، وعن العشارة خمسة وأربعين كيلو متراً، ومع ذلك فإن الطاقة الكهربائية وصلت وأنارت المياذين والعشارة، لكنها لم تصل إلى مدينة البوكمال!.. أهالي مدينة البوكمال يقولون: إن تغذية المياذين والعشارة تتم من خلال محطة التّيم، وكذلك كانت حال مدينتهم، ويتساءلون: ما معنى عدم إيصال الطاقة الكهربائية عبر الشبكة النظامية إلى البوكمال؟».
وأخيراً، تم عرض الموضوع والمشكلة من قبل الوفد الأهلي مع وزير الكهرباء مباشرة كما ورد أعلاه، ودون جدوى!.
أين مكمن الإعاقة؟
عدد العائدين والمقيمين في المدينة وصل إلى أكثر من 100 ألف نسمة حتى الآن بحسب الأهالي، وهؤلاء قيد التزايد، بانتظار عودة التيار الكهربائي لمدينتهم باعتباره من أساسيات مقومات الحياة، واستعادة الأنشطة الاقتصادية الاجتماعية إليها، وخاصة مع الحديث عن إعادة فتح معبر القائم الحدودي مع العراق، والذي يتطلب من كل بد استكمال تأهيل البنية التحتية في المدينة وخاصة التيار الكهربائي.
وبحسب الأهالي فإن وصول التيار الكهربائي لمدينتهم حسب المعطيات مرتبط بتوجيه من الوزارة، حيث قالوا: إن شركة كهرباء دير الزور قد قامت بما عليها وجهزت كل ما يحتاج لذلك من قبلها، وحديث مدير كهرباء دير الزور يؤكد ذلك بحسب ما ورد أعلاه، حين صرح بأن: «الموضوع يتعلق بوزارة الكهرباء هي صاحبة القرار وليست الشركة في دير الزور»، وكذلك بحسب مضمون تصريح المحافظ أعلاه، وما عزز ذلك عندهم أيضاً هو الوعد المقطوع من قبل الوزير للوفد الأهلي منذ شهر تقريباً، لكنه لم ينفّذ!.
والسؤال على ألسنة هؤلاء: تُرى من المسؤول عن معالجة الإعاقة التي أصيب بها التيار الكهربائي، ومنعه من الوصول لمدينتهم حتى الآن، وإلى متى سيطول انتظارهم بالحصول على هذا الحق؟.
برسم: رئاسة مجلس الوزراء- وزارة الكهرباء- محافظة دير الزور- شركة كهرباء دير الزور.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 914