البوكمال.. الضرورات ومشجعات الاستقرار
استبشر أهالي البوكمال خيراً بتحرير مدينتهم من رجس داعش منذ أكثر من عام، وحلموا بالعودة إلى مدينتهم، لكن وكما يقال: (راحت الحزينة لتفرح ما لقت مطرح) حيث ما زال حلم العودة قائماً عند أهالي البوكمال وريفها، وبعض العراقيل ما زالت مستمرة وتعيق عودتهم.
ولعل حال هؤلاء شبيه بحال أهالي مدينة دير الزور وريفيها الشرقي والغربي جنوب نهر الفرات أيضاً، وغيرهم ممن يعانون نفس المعاناة في بقية المناطق على مستوى القطر.
واقع ووقائع
لِكَيْ تعود إلى مدينتك البوكمال، لابد من حصولك على موافقات الجهات المختصة ثم موافقة المحافظة أيضاً، وإذا عدت ولم يكن بيتك في المناطق أو الأحياء المسموح دخولها فكأنك (يا أبا زيد ما غزيت) فلا تستطيع أن ترى أو تعاين منزلك، حيث ما تزال الكثير من الأحياء ممنوعاً دخولها.
ومن دخل بيته، واستطاع إليه سبيلاً، من أبناء المدينة لم يجد فيه سوى الجدران جراء عمليات التعفيش والسرقة التي طالته بكامل محتوياته، ولو كانت هذه الجدران قابلة للتفكيك لعفشوها أيضاً.
وبالرغم من ذلك ما يزال المعنيون يطالبون الأهالي بالعودة إلى المدينة وريفها، وكأنه نوع من ذر الرماد في العيون لا أكثر!.
بين الضروري والهامشي
يتساءل الأهالي هل أصبحت المدينة مؤهلة، ولو بالحد الأدنى، من حيث البنية التحتية كالماء والكهرباء والصرف الصحي والهاتف وغيرها؟
وهل جميع الدوائر الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطن موجودة؟
أم أن إنشاء ثلاث أو أربع دوارات على مفارق بعض الطرق الداخلية كافية لعودة الأهالي، أو إنشاء بعض الجزر الطرقية لتكون المدينة قد تأهلت فعلاً؟
فبشهادة الكثير من أبناء البوكمال يعتبرون أن ما قامت به بلدية البوكمال من إنشاء الدوارات والجزر الوسطية ودهن الأرصفة الظريفة، لم يكن إلا باباً من أبواب «البروظة والبهرجة» الهامشية التي لا تخلو من عوامل الفساد! حيث يعتبر هؤلاء أنّ هناك الكثير مما هو أولى من هذه المظاهر التي تنفع للتصدير الإعلامي فقط!
مطالب
الأهالي الذين استبشروا خيراً بزيارات الوفد الحكومي إلى محافظة دير الزور، مع الدعاية المرافقة لهذه الزيارات، لم يلحظوا أيّ اهتمام بمدينة البوكمال وريفها بالشكل الجدّي المطلوب، بل جلّ ما حصدوه هو بعض الطنة والرنة المرافقة، وربما هم بذلك لا يختلفوا عن أهالي دير الزور نفسها.
وهؤلاء يطالبون باستكمال تأهيل البنى التحتية وإعادة كامل الخدمات إلى المدينة وريفها، بالشكل الذي يلبي الاحتياجات والضرورات الحياتية، مع المطالبة بإلغاء موافقات الدخول والخروج، أو التخفيف منها قدر الإمكان والحد من أوجه الاستغلال فيها، حيث تعتبر هذه القضايا وغيرها من المقدمات الضرورية للاستقرار ومن مشجعات العودة، التي يرغب بها جميع الأهالي اليوم قبل غداً.
فهل هذه المطالب البسيطة تعتبر عصية عن الحلول؟