هواجس امتحانية!
لم تخفف التصريحات الرسمية، حول سير العملية الامتحانية في الجامعات، من هواجس ومخاوف وقلق الطلاب من العملية الامتحانية ونتائجها، وانعكاساتها عليهم.
لم تخفف التصريحات الرسمية، حول سير العملية الامتحانية في الجامعات، من هواجس ومخاوف وقلق الطلاب من العملية الامتحانية ونتائجها، وانعكاساتها عليهم.
مما لا شك فيه أن الشهادة الثانوية العامة بكل فروعها تشكل عبئاً متزايداً، ليس على الطلاب فقط، بل على ذويهم، وحتى أقربائهم ومعارفهم، وذلك للأهمية المتزايدة لهذه الشهادة على مستوى تأهيل الطلاب والمستقبل المنشود من قبل كل منهم، أو ما ينشده ذووهم من خلف ذلك لأبنائهم.
عاودت وزارة التربية اتباع ذات النهج في محاولتها ضبط عمليات تسريب الأسئلة والغش في امتحانات الشهادة الثانوية للعام الحالي، حيث تم بالتعاون مع وزارة الاتصالات قطع الإنترنت عن كامل المناطق من الساعة 4 صباحاً وحتى الساعة 8 في فترة الامتحانات، بالإضافة إلى قطع الاتصالات الخلوية خلال فترة الامتحان.
في سابقة هي الأولى من نوعها في سورية، وفي اجتماع رسمي وأمام الموجهين ورؤساء الدوائر يوم الخميس الموافق 14/5/2009، صرح السيد مدير التربية بدير الزور «رامي الضللي»، مخاطباً الأهالي، بما يلي:
بدأت امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة بفروعها المختلفة بتاريخ 3/6/2009، وانتهت بتاريخ 25/6/2009، حيث تقدم نحو /376/ ألف طالب لامتحان شهادة التعليم الأساسي، و/365/ ألف طالب لامتحان الشهادة الثانوية العامة.
السيد وزير التربية.. جاءت تعليماتك الشفهية والخطية واضحة باتجاه أن تكون امتحانات عام 2009متميزة ونزيهة، في سبيل أن ينال كل طالب ما يستحقه بعرقه وجهده، ومكافحة كل أساليب الغش، ومعاقبة كل مراقب متهاون وهم قلة قليلة جداً، وهؤلاء ضعاف نفوس (كما وصفتهم).. لكن أهذا ما تم تطبيقه أثناء الامتحانات؟
لا يفوّت النائب الاقتصادي وكل من وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي، فرصة على المنابر أو في الندوات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية، إلا ويؤكدون فيها على سعيهم الحثيث لتطوير العملية التعليمية في سورية، موضحين أنهم حققوا في هذا الإطار نتائج مرضية، ليشيدوا بعدها بدور حكومتهم في رفع مستوى التعليم وانتشاره الأفقي والعمودي..
عندما يتوقف المرء عند العدد الذي وصل إلى امتحانات الثانوي بطرطوس يفوق/6000/ اعتراض من الطلاب والطالبات، فهذا المؤشر يدعو إلى القلق و عدم الاطمئنان بمستقبل أجيالنا بكل ما في الكلمة من معنى،
لا نكتشف جديدا عند الحديث عن الفساد، بل ربما أصبح الكلام عن هذه الظاهرة – الآفة – مملا، وقد باتت تنتشر عموديا وأفقيا، وتفتك بكل شيء جميل، ولها ثقافة وجملة مصطلحات ومقولات تعبر عنها، ولكن يحدث أن يمر معك حدث ما، لتستفزّ من جديد وتضاف جرعة جديدة إلى جرعات الرعب الذي نحس به أمام تفشي هذا السرطان انطلاقا من شعورنا بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية.
عند الامتحان، يهان المرء، أو يهان! ففي يوم 28/6/2007- وهو أشبه ما يكون بيوم الحشر - تجدد موعد طلاب كلية الاقتصاد في تقديم مادة (الجرد والميزانيات)، ذات معدلات النجاح المنخفضة جداً، لأسباب يعلمها القاصي والداني.