امتحانات الثانوية تقطع الاتصالات!!
عاودت وزارة التربية اتباع ذات النهج في محاولتها ضبط عمليات تسريب الأسئلة والغش في امتحانات الشهادة الثانوية للعام الحالي، حيث تم بالتعاون مع وزارة الاتصالات قطع الإنترنت عن كامل المناطق من الساعة 4 صباحاً وحتى الساعة 8 في فترة الامتحانات، بالإضافة إلى قطع الاتصالات الخلوية خلال فترة الامتحان.
ورغم عدم قدرة الوزارة العام الماضي على تحقيق النتيجة المرجوة من ذلك الإجراء، إلا أنها لم تتردد العام الحالي في تكرار السيناريو الذي لم يلق قبولاً في نفوس المواطنين، معتبرين ذلك سذاجة في التصرف، وضرراً بمصالحهم الشخصية، خاصة وأن عمليات تسريب الأسئلة الامتحانية عبر شبكات التواصل الاجتماعي مستمرة ولم تتوقف حتى اليوم.
مواطنون: حلّوا مشاكلكم
بعيداً عنا!
انتقادات المواطنين تركزت حول طريقة المعنيين في وزارة التربية بمحاولة إيقاف تسريب الأسئلة، وإحداث «شوشرة» بين الطلاب قبل ساعات من بدء العملية الامتحانية، وطالبوا الوزارة بإيجاد حل لمشاكلها بعيداً عن حقهم في استخدام الأنترنت وبأي وقت، وبما لا يضر مصالحهم الشخصية، حيث أن الشبكة العنكبوتية باتت جزءاً لا يتجزأ من أساسيات العمل لمختلف المهن والوظائف ودوائر الدولة، وإن توقيف الشبكة بهذا الشكل معطلاً لهم ومضراً بمصالحهم بشكل مباشر.
تسريب الأسئلة الامتحانية أو غش الطلاب أثناء الامتحانات، قضية قديمة وليست حديثة أو مرتبطة بالتكنولوجيا، إذ طالما تداول الطلاب سواء في الثانوية العامة أو الجامعات نسخاً قالوا إنها أسئلةٌ امتحانيةٌ مسربة، كذلك كان للفساد والرشوة دورُ في تلك التسريبات غير خفي على أحد.
وبالنسبة للغش فليس مرتبطاً بالتكنولوجيا وأجهزة الهاتف المحمول، بل كانت له أشكالاً عدة متنوعة ومعروفة من جميع أطراف العملية التعليمية سواء كانوا طلاباً أم مراقبين، ابتداءً من النقل الشفهي أو بالنظر لورقة طلاب آخرين، إلى «الراشيتة» والكتابة على اليد والمقعد، والهمس وغيرها من وسائل وأساليب غش قديمة قدم العملية الامتحانية نفسها.
خلل من الأساس!
يسعى الطلاب للاستفادة من بعضهم البعض والحصول على أعلى النتائج الامتحانات لتحقيق شروط الالتحاق بالجامعات التي تزداد صعوبتها مع ارتفاع المعدلات، واعتماد علامة امتحانات الصف الثالث الثانوي الأخيرة فقط في فرز الطلاب والموافقة على التحاقهم بفروع الجامعات، الأمر الذي دفع بالطالب إلى عدم الاهتمام بالدراسة في الصفوف الانتقالية واعتبارها تحصيل حاصل لا أكثر للوصول إلى امتحان الشهادة الثانوية، وبالتالي: كان لا بد من إعادة النظر بمجمل العملية التعليمية ومن ضمنها مراقبة الامتحانات ونتائجها، وهو الأمر الذي اتجهت له مؤخراً وزارة التربية، إذ تسعى لإدخال تعديلات على معايير النجاح في الشهادة الإعدادية، حيث سيتم تخصيص نسبة لنتائج امتحانات الطالب في الصفين السابع والثامن من مجمل نتيجته النهائية في شهادة التعليم الأساسي، وعلى أمل نجاح هذه التجربة ليصار إلى تعميمها على المرحلة الثانوية، فلا يبقى الالتحاق بالجامعات معتمداً فقط على امتحان الثانوية العامة وحده، وإنما على المجموع التراكمي الذى يحصل عليه الطالب في سنوات الثانوية الثلاث جميعها.
الوزارة «استسهلت» ومازالت!
وكانت وزارة التربية العام الماضي ضبطت شبكة سربت أسئلة امتحانات الثانوية العامة في دمشق، ومحافظة ثانية، بعد أن أكدت على لسان معاون وزير التربية عبد الحكيم عماد إنها «استسهلت» التعامل مع قضية الغش في الامتحان عبر اللجوء إلى أسهل الحلول برأيها، وهو: قطع الاتصالات عن الجميع، خاصة وأن الكشف عن التقنيات المتطورة التي يستخدمها الطلاب في الغش يحتاج لأجهزة كشف غير متوفرة.
يشار إلى أنه ورغم استياء الناس مما تقوم به وزارة التربية لعام آخر، وتحديداً مع عدم كفاءته، لم تصدر الوزارة أية وعود بالعمل على إيجاد حلول أكثر ملائمة وأقل إضراراً بمصالح مختلف الشرائح المجتمعية، واكتفت بالصمت منتظرة انتهاء الامتحانات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 813