فيلم «غزة 2009».. تشتت الشكل وغموض المضمون
يحاول الفيلم التسجيلي القصير(غزة 2009)، الذي أنتجته شركة فلسطين للإنتاج الإعلامي، أن يروي عبر 27 دقيقة قصة صاغتها التداخلات الاجتماعية الطارئة الناشئة عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين..
يحاول الفيلم التسجيلي القصير(غزة 2009)، الذي أنتجته شركة فلسطين للإنتاج الإعلامي، أن يروي عبر 27 دقيقة قصة صاغتها التداخلات الاجتماعية الطارئة الناشئة عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين..
موقف النظام المصري مما بات يعرف باسم «خلية حزب الله في مصر» معروف وغير مستغرب، على اعتبار أن الرئيس حسني مبارك في سنواته الأخيرة بات في أحسن الأحوال موظفاً مأجوراً يأتمر بتوجيهات واشنطن وتل أبيب (وهذا ليس باتهام انفعالي ملقى جزافاً بقدر ما هو حكم معزز بالقرائن المخزونة في ذاكرة أي مراقب). ولكن أن يصل أمر الهجوم على حزب الله، وتسفيهه، وتوعده بالويل والثبور، والتبرؤ من «أخطاء» الانتصار له والتضامن معه سابقاً، إلى مجموعة من الممثلين والإعلاميين والمثقفين المصريين، الذين عُرفت عنهم سابقاً مواقفهم الوطنية والقومية، فهذه هي الطامة الكبرى، وبالتحديد على الرأي العام المصري، بمعنى صناعته وإعادة توجيهه لخدمة أهداف النظام، أي أهداف إسرائيل أو أي من أعداء شعوب المنطقة.
تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة والثلاثون ليوم الأسير الفلسطيني «السابع عشر من ابريل/ نيسان» الذي تقرر أن يكون ذلك اليوم من كل عام، يوماً وطنياً، (أقره المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التي انعقدت عام1974، في ذكرى إطلاق سراح أول أسير فلسطيني وهو محمود بكر حجازي). منذ ذلك التاريخ، تتحول هذه المناسبة، لتصبح لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وقفة تضامن وطنية، عبر العديد من الفعاليات والنشاطات الجماعية، على امتداد مساحة فلسطين التاريخية المحتلة، وفي مناطق التجمع الفلسطيني في قارات العالم، كنوع من الوفاء للأسرى واعترافاً بتضحياتهم الهائلة، وتأكيد على أن تكون قضية حريتهم وخروجهم من معتقلات ومراكز الموت الصهيونية، البند الأول في أجندة الحركة الوطنية، بتسليط الضوء على معاناتهم السياسية والإنسانية، وتعريف شعوب العالم بها، من أجل حشد أوسع تضامن أممي في سبيل الضغط على حكومة العدو، لتحسين شروط اعتقالهم، وتوفير المحاكمات العادلة لهم، لكونهم مناضلين ومناضلات من أجل حرية وطنهم وشعبهم.
شيء مفجع هو تلك الحملة المسعورة الموجهة ضد حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله ، حتى أثناء التحقيق أمام النيابة في الواقعة المنسوبة الى الحزب، وإعطاء البعض لنفسه حق إصدار حكم غير قابل للنقض. والغريب أنه تم تجاهل القاعدة المتبعة في مصر بحظر النشر في بعض القضايا منعاً للتأثير على التحقيق أو المحاكمة. أي لحماية العدالة من أي مؤثرات خارجية. رغم أنه ومنذ شهور قليلة تمت محاكمة صحفيين كبارٍ بتهمة خرقهم لحظر النشر في قضية مقتل الفنانة اللبنانية المتهم فيها أحد أقطاب الحزب الوطني الحاكم، عضو لجنة السياسات بالحزب وضابط سابق بمباحث أمن الدولة.
لم تكن تلك الكلمات المتدحرجة من فم نتنياهو، في اجتماع الحكومة، وأمام الميكروفونات الإعلامية، أو على مسامع الموفد الأمريكي للمنطقة جورج ميتشل، مفاجأة للمراقب المهتم بمتابعة تطورات الصراع العربي/الصهيوني. فالحديث عن اعتراف الفلسطينيين وباقي العرب بـ«يهودية» الكيان الإرهابي لم يكن جديداً، فقد تم تداول تلك الصفة/ المضمون في لقاء جمع بوش وعباس وقادة العدو الصهيوني، وبعض حكام دول «الاعتلال» العربية في شرم الشيخ قبل عامين تقريباً، كما أن مجرمة الموساد تسيبي ليفني كررت استخدام هذه الصفة خلال الأشهر الأخيرة من مدة حكمها، وهي توجه كلامها الغاضب والتحذيري للمواطنين العرب، أصحاب الأرض في مدن عكا ويافا وأم الفحم المحتلة منذ عام 1948، أثناء تحركاتهم الاحتجاجية على عنصرية القوانين، وفاشية الممارسات الرسمية للسلطات، وبلطجة الزعران من أعضاء عصابات الحقد اليهودية، المنفلتة في الشوارع، وهي تنعق «الموت للعرب» تحت سمع وبصر ودعم أجهزة القمع الحكومية.
لعله من المفيد التذكير أن لكل وسيلة إعلامية، خاصة أو حزبية أو رسمية، خطة استراتيجية ذات وجهة وطبيعة محددة لا تعرف أي نوع من الحياد في كل الموضوعات، وهي متغيرة وديناميكية، لكنها ترتبط دائماً وأساساً بإيديولوجية صاحبها أو راعيها وبأشكال تطورها، وبنوع الرسائل المراد إيصالها في كل مرحلة، والشرائح المستهدفة ومستوى وعيها... ومن هذا المنطلق فإن جملة العناصر الداخلة في تصنيع المنتَج الإعلامي تكون مدروسة بعناية فائقة، بدءاً من البنى التحتية اللازمة، مروراً بالكوادر المطلوبة ومستوى ونوع ثقافتها وتأهيلها، وصولاً إلى أشكال ووسائل الخطاب والتأثير المتناغمة عضوياً، والتي قد تؤمن حداً مرتفعاً من احتمالات تحقيق الأهداف الموضوعة آنياً واستراتيجياً.. فهل ينطبق ذلك على الإعلام الرسمي السوري؟
إذا كان العديد من الأعمال الدرامية هذا الموسم يبعث على الأسى شكلاً ومضموناً، ويطرح جملة من الأسئلة عن واقع ومستقبل الدراما السورية خاصة، والعربية عموماً، فإن النقد الدرامي الموازي بمعظمه – وسأخرج هنا عن اللباقة – يبعث جدياً على القرف..
واكبت وسائل الإعلام الحدث التركي من خلال العديد من القراءات، السطحية، والمضللة، والمشوهة، غطت من خلالها كعادتها، على ما هو جوهري وعميق، في محاولة الانقلاب التي جرت في هذه الدولة، ومعناه، ودلالاته، حيث بات يتوقف، الآن وإلى حد ما، اتجاه سير عموم الوضع الإقليمي على اتجاه تطور الأحداث في تركيا، وعلاقة ذلك بالتوازن الدولي، بما يعنيه هذا الأخير في الإسهام بتحديد اتجاه تطور الأحداث عالمياً.
نقرأ في فقرة مهام الشيوعيين من مشروع الموضوعات، الموضوعة 28، أنّ أحد معاني الدور الوظيفي هو «.. استعادة الشيوعيين لمواقعهم التي يجب أن تكون متقدمة ﻓﻲ اﻟﻤﺠال المعرفي – الفكري كي يستعيدوا قدرتهم على جذب أكثر العناصر طليعية ﻓﻲ المجتمع- كما أن ظروف الحياة المعاصرة ﻓﻲ الصراع الحاد والشديد الذي تشهده على الجبهة الإعلامية مع قوى الامبريالية ومختلف حلفائها، تتطلب إيلاء أهمية خاصة لهذا اﻟﻤﺠال للوصول إلى تكافؤ معيّن يساعد على تطوير المعركة العامة بالاتجاه المطلوب».. بناءً على ذلك أقترح فيما يلي بعض الأفكار حول الأدوات التي يمكن أن يستعملها الشيوعيون في نضالهم على الجبهتين الفكرية والإعلامية.
البشرية أمام مفترق طرق خطير.. فالتحضيرات الحربية لمهاجمة إيران بلغت «حالةً متقدّمة من الجاهزية»، حيث تمّ نشر منظومات الأسلحة عالية التقنية على نحوٍ شامل.. وللتذكير، فإن هيئة التخطيط في البنتاغون أعلنت هذه المغامرة العسكرية منذ أواسط التسعينيات: أولاً العراق، ثمّ إيران وفق وثيقةً نشرتها القيادة المركزية في العام 1995.. إن هذا التصعيد هو جزءٌ من الأجندة العسكرية. ففي حين تكون إيران مع سورية ولبنان الهدف التالي، يهدّد الانتشار العسكري الاستراتيجي كوريا الشمالية والصين وروسيا..