حاتم علي: انخفاض المردود الإعلاني يعني بالضرورة انخفاض كم الإنتاج
ما قدّمه حاتم علي من أعمال درامية تحف بكل معنى الكلمة، فالمخرج الذي برع في مختلف أنواع الأعمال من الاجتماعي إلىالتاريخي بات في مصاف كبار المخرجين العرب. قبل هذا عمل حاتم لسنوات طويلة أمام الكاميرا كممثل في أدوار عديدة نعرفها جيّداً، كما وكتب الأدب والسيناريو.. باختصار فنّان شامل هو صاحب «الزير سالم» و«الرباعية الأندلسية» و«التغريبة الفلسطينية».. منذ حوالي أربع سنوات يحضر حاتم علي لفيلم يتناول حياة «محمد علي باشا» (نص: د. لميس جابر) مؤسس مصر الحديثة، وقد تعرض المشروع للكثير من التأجيل، لكن مؤخراً تم إقرار تصوير المشروع في سورية، حول هذا الموضوع والجديد لدى هذا الفنان كان هذا الحوار..
• هل سيكون انتقال تصوير فيلم «محمد علي باشا» إلى سورية نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية كما تردد؟
ليس هذا السبب فقط، ولكن هناك مجموعة أسباب منها أن العمل يعتمد على الديكور، فقلعة محمد علي في مصر طالها كثير من التغيير، وهناك صعوبات كثيرة لأن القلعة معلم سياحي، بل هي من أهم المعالم السياحية في مصر ولذلك سيكون التصوير فيها صعباً، لذا قررنا إعادة بناء كل فضاء المكان ليكون التعامل معه سهلاً، ولتكييفه مع المتطلبات.. هكذا يكون الانتقال إلى سورية دون أية خسارة، وإنما بالعكس سيكون هناك كسب لكثير من المسائل، منها سهولة الترخيص من ناحية التعامل مع المسائل الفنية، ووجود تسهيلات حكومية، وإدخال المعدات، ووجود كومبارس لهذه النوعية من الأعمال على اعتبار أن الدراما السورية أنتجت الكثير من الأعمال التاريخية، وهذا شكّل خبرات كبيرة.. ثم إننا بعد حساب اكتشفنا أن تصوير الفيلم في سورية قد يقلص من ميزانيته التي تصاعدت، مع الأسف، بشكل غير محسوب، وأصبحت تعرض المشروع برمته إلى الخطر. طبعاً وُعدنا بمساعدات كثيرة، من المؤسسة العامة للسينما، ومن جهات رسمية لتقديم هذا الفيلم، وهذا مؤشر إلى حد ما على إدراك الجهات المسؤولة لأهمية السينما وأهمية المشاركة في إنتاجات سينمائية كبيرة.
• ما آثار انعكاسات هذه الأزمة على القطاع الدرامي؟
الأزمة بلا شكّ سوف تطال القطاع الإنتاجي الدرامي، سواء التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي، ومختلف مجالات الثقافة.. وذلك لأن الدراما التلفزيونية مرتهنة أساساً للسوق الإعلانية، وأنا برأيي أن السوق الإعلانية هي أولى القطاعات المتضررة بالأزمة الاقتصادية. انخفاض المردود الإعلاني يعني بالضرورة انخفاض كم الإنتاج الدرامي العربي، حتى على مستوى النوعية، بمعنى أن الكثير من المحطات أجلت إنتاجاتها الكبيرة، واكتفت بإنتاجات متوسطة أو عادية، كما أنني أعتقد أن ما كان يسمى بالعرض الأول الحصري سيلاقي صعوبات كبيرة في هذا الموسم، والأنباء الواردة من الخارج من هوليود، على سبيل المثال، تحمل الكثير من المؤشرات بهذا الاتجاه، و أظن أن السوق العربية ليست بمنأى عن هذا الإعصار.
• ما السبل إلى تحصين الدراما السورية، أو على الأقل لتقليص حجم الخسائر المتوقعه؟
سورية جزء من هذه الأزمة سواء أعلنا ذلك رسمياً أم لم نعلنه، في نهاية الأمر لا أعتقد أن هناك بلداً سيكون بمنأى عن التأثيرات الخارجية، ولكن طبعاً بنسب متفاوتة حسب طبيعة النظام المالي في كل بلد.. والدراما السورية ستتأثر شأنها شأن الدرامات العربية، لكن إذا كنا نريد أن نتحدث بالعموم من أجل حماية هذا المنتج السوري، ليس من تأثيرات هذه الأزمة وحسب، فقد قيل الكثير عن هذا الموضوع، وأصبحت الأمور واضحة، بل إن ما ينقصنا هو آلية اتخاذ قرار، كل صناعة غير محمية محلياً مهددة بأي أزمة طارئة، خصوصاً حين تكون مرتهنة أصلاً لرأس مال خارجي.. من أجل حماية مشروع دراما وطنية يجب على هذه الدراما أن تكون محمية داخلياً من خلال السوق المحلية.
• إلى أين وصلت تحضيرات فيلم «محمد علي باشا»؟
منذ أربع سنوات ونحن نشتغل على هذا الفيلم، في فترات متقطعة، لكن في الفترة الأخيرة أنجزنا مراحل مهمة، فالأدوار بمعظمها تم الاتفاق مع الممثلين الذين سيؤدونها، وتم التعاقد معهم، الأزياء ثم ما نسبته (80%) من تصميمها، الديكورات أصبحت تصوراتها واضحة على الورق، الاتفاقات مع الفنيين أنجزت، بالتالي الفيلم كان جاهزاً للانطلاق حتى لحظة التوقف..
• ماذا بخصوص عرض فيلم «سيلينا»؟
العرض سيكون في (15) الشهر الجاري في صالة «سينما دمشق» التي تحولت إلى «سينما سيتي» لتكون جزءاً من شبكة دور عرض متواجدة في أكثر من عاصمة عربية. تم تجديد الصالة وتحويلها إلى صالتي عرض، بتقنيات معاصرة، بحيث تؤمن شرط مشاهدة جيد، وأنا أظن أن هذه واحدة من الاقتراحات المهمة التي قدمها المنتج السوري نادر الأتاسي، وستكون جزءاً من خريطة عمل في غاية التعقيد..