العراق كغيره: حل الأزمات سياسيّ داخلي أولاً
يشارف العراق على دخوله أزمة اقتصادية حادة ستنتج بدورها أزمات سياسية تتراكب فوق الموجودة أساساً.
يشارف العراق على دخوله أزمة اقتصادية حادة ستنتج بدورها أزمات سياسية تتراكب فوق الموجودة أساساً.
الأزمة الاقتصادية الدولية التي تبدّت أول موجة انفجار لها في 2007 وثاني انفجار لها في 2020، سرّعت ظهور التغيرات في موازين القوى الدولية، وإثر ذلك يُعاد تشكيل السياسة الدولية بمخاض انتقالي طويل وصعب نعيشه اليوم... ولكن: (إلى متى)؟! سؤال تصعب الإجابة عنه، ولكن يمكن القول: إنّ مفاصل حاسمة في عالم اليوم تحدّد المسارات وطابع الحركة: هل سيستمر العالم بالتقدم بالنقاط أم بالقفزات؟
يناسب الأمريكيين كثيراً أن يستقر (المستنقع السوري) وفق تعبيراتهم، أي: أن يضمن الجمود السياسي تفاعل العوامل المتعددة لتستديم البلاد كمستنقع يبتلع ما تبقى من قدرات وموارد، وينفّر كل القادرين والراغبين بانتشال البلاد.
أظهرت بيانات رسمية أن اقتصاد بريطانيا انكمش 9,9% عام 2020، في أكبر تراجع سنوي في الإنتاج منذ بدء الاحتفاظ بسجلات حديثة، لكنه تجنب العودة إلى الركود في الربع الأخير من السنة.
يقترب العراق من أزمة مالية غير مسبوقة... فبلاد أنهكها الاحتلال والنظام السياسي المحاصصي القائم على أساسه، وتراكم مشكلات كبرى تجعل أزمة النفط وأزمة كورونا في عام 2020 مفصلاً قد يدفع العراق مجدداً نحو التدهور، ليكون كغيره من بلدان منطقتنا في قلب المعركة الاقتصادية الاجتماعية التي ستعيد تشكيل البنى السياسية وخيارات النموذج، أو ستدفعه نحو عقد جديد من الفوضى.
انفجرت شوارع البيرو بالمظاهرات في 9 تشرين الثاني 2020 مع أخبار اتهام الرئيس في حينه مارتن فيزكارا بجريمة «عدم الكفاءة الأخلاقية». على السطح، كانت هذه حلقة أخرى في صراع السطوة القائم بين السلطة التنفيذية والكونغرس في البيرو، والذي أصبح مألوفاً لمواطني البيرو. منذ 2018، عندما أجبرت السلطة التشريعية الرئيس بيدرو كوتشينسكي على الاستقالة، والبيرو تشهد سلسلة من الانتقامات والانتقامات المضادة بين مؤسستي الدولة، ليتهم كلّ منهما الآخر بالفساد.
عقد منتدى «نقابات عمال البريكس» اجتماعه العام السنوي عبر الفيديو في 30 تشرين الأول تحت رئاسة روسيا لـ«مجموعة بريكس»، واعتمد المندوبون إعلاناً يعكس المواقف بشأن القضايا الأكثر إلحاحاً.
تستمر قائمة الأزمات الطويلة التي يعيشها الشعب السوري بالازدياد في عدد مفرداتها وفي عمق كلٍ منها، حتى أنها باتت تشمل كل جوانب حياة السوريين دون استثناء؛ من الخبز إلى المحروقات إلى الحرائق إلى الكهرباء فالماء والتعليم والصحة، إضافة للوضع المعيشي الكارثي والمتفاقم يوماً بعد آخر، بالتوازي مع التوحش المتصاعد للأسعار وللناهبين الكبار وسياساتهم، مضافاً إلى ذلك كله العقوبات والحصار. وأيضاً تستمر أزمات اللاجئين والمهجرين والنازحين بالتعمق، ومعها تستمر أزمة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين دون أية حلول ملموسة.
الفوارق بين الأغنياء والفقراء في سورية لا تحتاج إلى إحصائيات وإثباتات، فأطفال الشوارع يفترشون الأرض ويستغيثون للحصول على الماء، مقابل رواد فندق مثل الفورسيزون مثلاً وسط دمشق، هذا عدا عن كبار الأغنياء الذين لا نراهم بل يتجمعون في مجمعات الثراء المنعزلة. ولكن الأرقام ضرورية وأبلغ من المشاهدات، ولذلك فإن إحصائيات فوارق الدخل بين الأغنى والأفقر، لم تكن يوماً في عداد حسابات الحكومية وهي دائماً في إطار التقدير والاجتهاد...
مع تعمق الأزمة الرأسمالية، وانعكاس نتائجها المباشرة والقاسية على الشعوب في بلدان المراكز الرأسمالية والأطراف، بدأ حراك شعبي واسع، افتتحته الطبقة العاملة بردها المباشر على إجراءات قوى رأس المال تجاه حقوقها، التي فقدتها، وكانت المتضرر الرئيس من الأزمة الاقتصادية لصلتها المباشرة بالإنتاج بمختلف مراحله، حيث فقدت الكثير من المكاسب التي حصلت عليها في مرحلة توازن القوى التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية، بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، والمعسكر الرأسمالي بقيادة الإمبريالية الأمريكية.