لا ينفك الحديث عن أدب السجون والمعتقلات الصهيونية، دون المرور ولو بالخيال على سرادق الألم ووحشة الظلام، والحزن وابتلاع سنابل الدمع مع الكثير من الأحلام، ولا تنفصل عنا رطوبة الزنازين والسراديب، بعد أن أصبح ما كتبه المعتقلون والأسرى الفلسطينيون في المعتقلات الصهيونية صورة حية وواقعية للمعاناة التي مروا بها وعايشوها، ولم يكن هذا الأدب متنفساً عن حالة اختناق أو تفريغ لحالات البطولة على ورق، بل كان يمثل عمق التجارب الإنسانية وأبعاد إيديولوجية وكفاحية.
وشكل النتاج الإبداعي في زنازين القهر الصهيونية، واجهة الصراع الإنساني والسياسي في القضية الفلسطينية، بعد أن تصدرت واجهة الأدب المقاوم، لفضحه مختلف الأساليب اللاإنسانية المتحكمة في سلوك السجان الصهيوني، كونه الأغنى والأكثر شمولية وزخما من حيث الكم والكيف بين تجارب الشعوب وحركات التحرر على مستوى العالم، وامتداد للجذور في تاريخنا الفلسطيني، وفي التاريخ العربي والعالمي.