عرض العناصر حسب علامة : الأدب

مختارات عالم من ورق

أنتمي إلى ذلك الجزء من الإنسانية الذي يمضي جزءاً كبيراً من ساعات سهرته في عالم خاص، عالم مصنوع من أسطر أفقية حيث تتعاقب الكلمات واحدة وراء الأخرى، حيث تشغل كل عبارة وكل فقرة مكاناً محدداً:

قصة مترجمة ببغاء الحظ

كان أرنستو ألتيريو رجلاً صعب المعاشرة، لمن لا يعجبه مثلي ويضايقه، حتى إنه كان دائماً يقول عن نفسه: لا يطيق النسا. لا يعجبه الكلام. كل أحاديث الناس تبدو له مملة. يكره الأطفال، والأزواج الذين يتأبط واحدهم الآخر. ويكره أيضاً العائلات السعيدة. وما يريح الناس ويريحه أنه يعمل في المونتاج، الأمر الذي لا يضطره للتكلم مع أحد. وأخته الوحيدة تعيش في مدينة أخرى على بعد أكثر من ستمائة كيلومتر من محتله، مسافةً بعيدة بما يكفي لعدم مضايقته.
إرنستو ألتريو هو ممن يعتقدون أن الحيوانات أفضل من البشر. وعلى الرغم من أنه لا يبوح بذلك، إلا أنه يشعر أحياناً بالعزلة.

«الســـقافيون» الجدد..

ملتصقون بمؤخرة الثقافة، نحفظ شعراً حديثاً مفهوماً من الجميع إلا مبدعه، نتجرأ بعد وقت ليس بطويل ونرصف كلمات مشابهة متشابهة متلاصقة، بأماكن متغيرة، مبدعين ما يشبه القصيدة، نتقن مصطلحات مستعصية على فهم الحاضرين في جمل غالباً غير مفيدة، فيها... الإرهاصات والقلق الوجودي والديماغوجية واللبيرالية والسسيولوجية.. مذكرة حيناً ومؤنثة.

مختارات ساق اصطناعية

قال أب وهو يعقد ما بين حاجبيه وينفخ مللاً، ويدفع غطاء سرير المستشفى بعيداً، إنهم إذا قطعوا ساقه، فإنه سيطالب بزرع ساق ممثلة جميلة محل ساقه، وإنه سيسمح للجميع أن يتحسسوها. قال إنه سيطالب بساقين، واحدة لممثلة وأخرى لعارضة أزياء أو راقصة.

بمناسبة عرض (صح النوم) على تلفزيون قطر... تحولات غوّار الطوشة؟..

من قتل غوّار الطوشة؟!.. ليس هذا السؤال كاملاً، وربّما من الأنسب، مقاربةً للحقيقة، أن يكون: من قتل غوّار الطوشة في المرة الأولى، أو الثانية، أو.. إلخ. فالحقيقة أن غوّار الطوشة قُتِل أكثر من مرة، وأكثر من ذلك يمكن القول إنه انتحر في إحدى المرات!..

الصدمة الثقافية

ثمة فروق جوهرية بين أعراض ضربة الشمس، وأعراض الصدمة الثقافية في الأولى احمرار الجلد وشعور بالغثيان وإقياء، وفي الثانية ما من شيء من هذا القبيل، فالجلد لا يحمرّ، لأن مستوى الحياء، انخفض منسوبه إلى الحد الأدنى إن لم نقل نضب، ولم تعد تنفع معه المحاولات الاسعافية لبعث الحياة فيه، كما يتم العمل مع أحواض المياه في السنوات العجاف، قليلة المطر، والكلأ، أما الشعور بالدوخة ومن ثم التقيؤ، فهما حالتان لا تخصان الصادم الثقافي فعلا، وأشخاصا بل هما معنيتان بالمصدوم مثقفاً ومتلقياً، وعلى جري العادة واذا كانت الثقافة كإرث، وموروث يشكل الحاضنة الاجتماعية أو «يقيّد» المجتمع، وليس بالمعنى «المكبّل » او المعيق ونقصد الضوابط «العادات والتقاليد » كمفردتين مهمتين تشكلان التربة والمنظومة الخاصة بالمكان، فهل هما وجه مستبد، وجه آخر للمستلب «بكسر اللام» أم هما وجه مفيد ومحفز ؟!!

مختارات سفر ألف دال (الإصحاح الأول)

القطاراتُ ترحلُ فوق قصبين: ما كان ـ ما سيكونْ!

والسماءُ رمادٌ.. به صنع الموتُ قهوتهُ

ثم ذراه كي تتنشّقهُ الكائناتُ

فينسلُّ بين الشرايين والأفئدة

كلُّ شيءٍ ـ خلال الزجاج ـ يفرُّ:

رذاذُ الغبارِ على بقعة الضوء،

أغنيةُ الريح،

قنطرة النهرِ،

سرُ العصافيرِ والأعمدهْ.

كلّ شيء يفرّ،

فلا الماءُ تمسكه اليدُ،

والحلمُ لا يتبقّى على شرفات العيونْ..

والقطاراتُ ترحلُ، والراحلونْ

يصلونَ ولا يصلونْ.

■  أمل دنقل

«العهد الآتي»

ربّما! انمساخ التلقي

ما الذي يرفع التلقي إلى المستوى الموازي للإبداع؟ هذا السؤال هين، أما إجابته، أو إجاباته بالأحرى.. فشقيّة

ندوة تكريمية (متأخرة) للشاعر محمد الفراتي: احتفالية معاقة وتنظيم مشلول

قبل الحديث عن الندوة ومجرياتها وملابساتها.. والظلم والغبن الذي تعرض له الشاعر، حياً وميتاً، يجب أن نعرّف به، لنحقق له، ولو جزءاً بسيطاً من الحق لتاريخه النضالي، ولإبداعه الشعري..

الكتابة على حد الشفرة

الكتابة الحقة انزياح عن المألوف، ورغبة محمومة بالتجاوز، وعدم الركون إلى المقولة المنجزة التي طرق بابها كثيرون، فالجملة المنجزة إذا بقيت على حالها دون توليف واضح، أو رغبة من كاتبها في تجاوز القائل السابق لارائحة ولا نكهة لها، بل لادواعي ولا مبررات لكتابتها أصلاً.