لبنان على حد السيف
يتجه المشهد في لبنان نحو المزيد من الانفجار مجهول العواقب والنتائج لناحية ما يسمى هناك عادة: السلم الأهلي.
يتجه المشهد في لبنان نحو المزيد من الانفجار مجهول العواقب والنتائج لناحية ما يسمى هناك عادة: السلم الأهلي.
ي الذكرى الخامسة للعدوان الصهيونيّ على لبنان، والذي يُسمى إسرائيلياً بحرب لبنان الثانيّة، يواصل الإعلام العبريّ استخلاص العبر والنتائج من أكبر فشل عرفته الدولة العبريّة، ولكنّ صحيفة «يديعوت أحرونوت»، خلافاً لباقي وسائل الإعلام اختارت الكتابة عن المستقبل وعدم الالتفات إلى الماضي.
بمناسبة مرور 5 سنوات على الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان، في تموز 2006، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الثلاثاء 2011/7/12، أن قيادة أركان الجيش الإسرائيلي تدرك أن «حرب لبنان الثالثة» ستكون مختلفة تماماً عن «الحرب الثانية» التي وصفت بأنها «خلقت شعوراً ثقيلاً بتفويت الفرصة لدى الجيش،
أعلنت مصادر رسمية لبنانية أن لبنان تقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة احتجاجا على قيام «إسرائيل» برسم حدودها البحرية معه من جانب واحد، وبالشكل الذي يلغي ما كان قد قدمه لبنان إلى المنظمة الدولية في ظل خلاف حول الاحتياطي الضخم من الغاز الذي تم اكتشافه تحت البحر الأبيض المتوسط. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الحدود التي رسمها لبنان لمنطقته الاقتصادية البحرية، وعرضها على المنظمة الدولية العام الماضي «تتعدى على حدود إسرائيل».
لا تزال حالة الاحتقان السياسي سيدة الموقف على الساحة اللبنانية التي تشكل مسرحاً آخر من مسارح الصراع مع المشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني بأدواته وأزلامه وثنائياته الوهمية. فإلى أين تتجه الأمور حالياً في لبنان؟ وما حقيقة وحجم تسليح جماعات جعجع وجنبلاط والحريري؟ وماذا عن معزوفة التدخل السوري؟ وما دور الأداء الاقتصادي الاجتماعي لحكومة السنيورة وباريس 3 فيما يجري؟ وماذا عن قوات اليونيفيل ووضع المقاومة الوطنية اللبنانية؟ وما هي المخارج من حالة الاستعصاء القائمة وارتباطها بأوضاع المنطقة؟
هذه الأسئلة وغيرها حملناها هاتفياً إلى لبنان لأن «أهل مكة أدرى بشعابها»، وكانت هذه الحوارات التي نعيد إخراجها حسب محاورها مع ضيوفنا الذين حال ضيق وقتهم في منحنا أوقاتاً متساوية فيما بينهم جميعاً دون أن يؤثر ذلك بالطبع على قيمة المعلومات والمواقف التي قدموها، وهم حسب الأحرف الأبجدية: الدكتور علي فياض رئيس مركز الدراسات والأبحاث في حزب الله، والأستاذ غالب أبو مصلح الباحث الاقتصادي من جبل لبنان، والأستاذ ميخائيل عوض الكاتب والمحلل السياسي من بيروت. حاورهم عبادة بوظو.
تمكن الكيان الإسرائيلي من تهريب وزير الحرب السابق عمير بيرتس من لندن سراً وبسرعة إثر صدور مذكرة اعتقال بحقه.
كثيرة هي الشبهات التي أحاطت ولا تزال بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فمنذ ما قبل نشأتها حامت الشكوك ودارت التساؤلات حول قانونية هذه المحكمة ومدى دستورية وشرعية الأساس الذي قامت عليه كل هذه المنظومة المسماة «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» التي شغلت دوائر القرار في العالم وكذلك كلّفت لبنان الكثير من التبعات السياسية والمادية والأمنية، حتى بات لبنان بمؤسساته الرسمية والقضائية وقوانينه وأنظمته أداة طيعة تماماً بأيدي المحكمة وقضاتها ومحققيها.
لنبتعد قليلاً عن التوصيف السياسي والإيديولوجي لمصطلح المعتدلين العرب، ولنتوقف عند السلوك العملي لهؤلاء سواء أكانوا حكاماً أم مثقفين أو «عواينية»، إزاء المخاطر التي يتعرض لها الوطن والمنطقة، ومدى علاقة هؤلاء بأعداء الخارج ومخططاتهم!
بتاريخ 25 كانون الثاني 2007، انعقد في باريس مؤتمر دولي باسم "باريس 3" هدفه المعلن تقديم مساعدة اقتصادية للبنان. إنّ رأسماليي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وقد "أثارت مشاعرهم" آلام الشعب اللبناني الناتجة عن العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، يقسمون لنا أن الأمر هو بالنسبة لهم المساعدة على إعادة إعمار لبنان. وقد أعلن نحو أربعين رئيس دولة ووزير مشاركتهم في الفرح والسرور، بما في ذلك المبعوثة الخاصة لجورج بوش، كوندوليسا رايس. يجري انعقاد هذا المؤتمر في سياقٍ تتحرك فيه الإمبريالية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في محاولةٍ لإخفاء فشلها في العراق وفي لبنان.
لم يراع خطباء قوى الأغلبية النيابية اللبنانية قواعد الذوق واللياقة ولا مسامع من وَفَد من جمهور إلى ساحة الشهداء وسط بيروت لإحياء الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وهم يلقون خطاباتهم المكررة والمليئة بالشتائم والسباب وتوجيه الاتهامات، والتي تفوح منها رائحة الخيانة، والخاوية من أي مضمون سياسي قد يساهم في إقناع هذا الجمهور أولاً وبقية الشعب اللبناني ثانياً،