ما علاقة كاتمات الصوت التي اغتالت بيار الجميّل بنظيرتها التي اتجهت إلى السفارة الأمريكية ببيروت؟؟

نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية بتاريخ 30/10/2006 تفاصيل حول  توقيف طرد مشبوه يحتوي «كواتم للصوت» في مطار بيروت الدولي كان مرسلا إلى السفارة الأميركية ببيروت، وبعد اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار أمين الجميّل يوم الثلاثاء 21/11/2006 برشاشات أتوماتيكية كاتمة للصوت، صار لزاماً أن يطرح التساؤل التالي: ما علاقة هذا الحدث «إدخال كواتم للصوت إلى مطار بيروت» بحادثة اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار أمين الجميّل.. لأهمية الموضوع «السياسية والأمنية» فإن «قاسيون» ستطلع قراءها على موجز الخبر المنوه عنه أعلاه:

كواتم صوت إلى عوكر؟

وصل إلى بيروت في شباط الماضي طرد مشبوه يحتوي على كواتم صوت لبنادق وعتاد حربي باسم دبلوماسي في السفارة الأميركية في عوكر، وصادر عناصر جمارك المطار الطرد الذي أُرسل لاحقاً إلى المحكمة العسكرية. وأنكرت مصادر السفارة علاقتها بالعتاد الحربي المُصادَر! فما قصة كواتم الصوت ولماذا أُرسلت عبر«ليبان بوست» لا في الحقيبة الدبلوماسية؟
في الثالث من شباط 2006 في الساعة العاشرة والنصف كشفت عناصر الجمارك في مطار بيروت الدولي على طرد «مشبوه» مرسل إلى دبلوماسي في السفارة الأميركية في عوكر يدعى مارك سافاجو (MARK SAVAGEAU)، مرسل من بريطانيا عبر شركة «ليبان بوست» يحمل رقم R1616223700GB يحتوي على عتاد حربي يبدو أن جزءاً منه مخصّص لعمليات «كوماندوس»، فوجد عناصر الجمارك في الطرد «غطاء بندقية حربية» (عدد ثلاثة) وثلاثة كواتم للصوت من نوعيات مختلفة. وكان الطرد يحتوي أيضاً على مجلة «ديبن» DEBEN وهي مجلة تعنى ببنادق «الخردق» ولكنها أيضاً متخصصة بعتاد متطوّر ميكانيكياً وإلكترونياً ومنه مناظير ليلية حربية وأجهزة اتصال وتمويه عسكرية.
وقال مصدر مطّلع لـ«الأخبار» إن القضاء العسكري طلب الاستماع لمارك سافاجو ولكنه لم يحضر وأرسل مكانه جوزف شليطا. لكن شليطا نفى حصول ذلك وقال إن علاقة جيدة تربطه بالقضاء اللبناني ولا علم له بوجود تحقيقات في شأن نقل أسلحة أو عتاد عسكري من أي نوع.

احتمالات
والسؤال الذي يطرح هنا هو لماذا نقلت كواتم الصوت بطرد عبر بريد «ليبان بوست» لا في الحقيبة الديبلوماسية التي لا تخضع بحسب الأصول لتفتيش عناصر الجمارك؟
أولاً: قد يكون مارك سافاجو اشترى كواتم الصوت وغلاف البندقية لاستخدام شخصي لا علاقة للسفارة الاميركية به. وقد يكون الاستخدام الشخصي هو تمارين وتسلية ضمن نطاق السفارة على أسلحة مختلفة، أو استخدام شخصي آخر مخالف للقانون وخارج حدود السفارة في عوكر.
ثانياً: بما أن مصدر الطرد هو المملكة المتحدة والكواتم من صنع بريطاني، فقد يكون إرسالها بالبريد العادي مموّهة بأنها كواتم لبنادق «خردق» مناسباً.
ثالثاً: إن شراء ثلاثة أصناف مختلفة من كواتم الصوت قد يعني أن الشاري يريد أن يجرّبها قبل شراء كمية كبيرة منها. وان عدم وجود علامات على أحد الكواتم الثلاثة (وبسبب ذلك لم تدوّن نوعيته في محضر كشف الطرد المشبوه) قد يدلّ على أن هذا الكاتم ليس لاستخدام في بندقية «خردق» بل في بندقية قنص حربية. ووجود هذا الكاتم بين كواتم «خردقة» يجعل الكاشف عليه يظن أنه من النوع نفسه.
على كل حال، إن استيراد ديبلوماسي أميركي كواتم للصوت إلى لبنان ــ حتى لو كانت لبندقية «خردق» ــ عبر المطار في هذه الفترة المتشنجة أمنياً وسياسياً، يدعو إلى الشكّ. وبما أن الموضوع بيد القضاء العسكري، ينتظر المواطنون أن يصدر عنه قرار علني لبت هذه المسألة ومحاكمة ومعاقبة الذين يخالفون القانون ويشكلون تهديداً للأمن والسلامة.