السقوط في فخ الوسط وتشتيت الطبقة العاملة
لا يمكننا في مواجهة اليمين الفاشي أن نقف مكتوفي الأيدي، وهو الأمر الذي يدعونا للذهاب إلى اليسار الجذري لمجابهة الدعاية الشعبوية- اليمينية. لكن إن أخفقنا، وخاصة تحت شعارات كسب أكبر قدر من الناخبين، في التمسك بمواقفنا لتغيير المنظومة المهترئة جذرياً وبناء منظومة المنهوبين مكانها، عندها سنفسـح الطريق للفاشيين كي يكسبوا على حساب تلكئنا في تبني قضايا الجماهير. إنّ تحقيق الفاشيين مكاسب بسبب تقهقر اليسار عن مواقفه الجذرية والعودة للوسط المحتضر، مأساة مفاهيمية يمكن لنا أن نرى آثارها المتكررة بشكل جليّ في الانتخابات البريطانية العامّة الأخيرة، ومن هنا تأتي أهمية اختيار هذا المقال كأمثولة عن السقوط في فخ الوسط. «فالعمّال» هناك لم يخسروا 800 ألف مصوّت من صفوفهم لصالح «المحافظين» وحسب، بل كذلك خسروا 2,5 مليون بقوا في منازلهم، ولم يصوتوا للحزب بسبب تراجعه إلى الوسط.
جورج ويست وآخرون
تعريب وإعداد: عروة درويش