رسائل حول العالم
لؤي محمد لؤي محمد

رسائل حول العالم

الأمريكيون يستعيدون تاريخهم الطبقي، والفرنسيون يتساءلون هل السنافر شيوعيون؟ والإنكليز يتهمون بعضهم البعض بالشيوعية، والإسبان يدقون ناقوس انبعاث الشيوعية في بلادهم، والعراقيون يترجمون الأعمال الماركسية إلى اللغة الكردية.

ماذا قال الكاردينال الإسباني؟

بالتوازي مع انتشار الإضرابات العمالية في المصانع والمزارع وتوقف مئات المؤسسات الإسبانية عن العمل شهرياً، كتبت وسائل الإعلام الإسبانية: هل تعيد إسبانيا اختراع اليسار؟
ونشر موقع «كاثوليك نيوز سيرفيس» تصريحات مثيرة حول اليسار للكاردينال أنطونيو كانيزاريس لوفيرا، نائب رئيس مؤتمر الأساقفة الإسبان بتاريخ 11/1/2020.
وحملت تصريحات الكاريدينال الإسباني تحذيرات من أنَّ بلاده على وشك إحياء الشيوعية. وقال الكاردينال إن انتخاب الحكومة الائتلافية في نوفمبر الماضي خلق وضعاً «أكثر خطورة» مما كان يعتقد في البداية، وأن الشيوعية الماركسية، التي أصبحت مدمرة مع سقوط جدار برلين، قد وُلدت من جديد ومن المؤكد أنها ستحكم إسبانيا قريباً.

الماركسية باللغة الكردية

صدرت في مدينة السليمانية شمال شرق العراق مجموعة من المؤلفات الماركسية المترجمة إلى اللغة الكردية في سلسلة مستمرة للمترجم بابان أنور منذ عام 2017.
واحتلت مؤلفات فريدريك أنجلز الصدارة في الأعمال المنشورة، مثل كتب: «الاشتراكية العلمية والاشتراكية الطوباوية»، «لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية»، كما صدرت في مدينة السليمانية كتب مترجمة حول الماركسية والاشتراكية والمادية والمثالية ودراسات عن كارل ماركس وفريدريك أنجلز وروزا لوكسمبورغ وسمير أمين، وكتاب عن آراء أنطونيو غرامشي في تيار الشيوعية الأوروبية والإصلاحية، وغير ذلك من الكتب والدراسات لمترجمين آخرين، مثل كتاب «مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي» لكارل ماركس، وكتاب «إصلاح اجتماعي أم ثورة» لروزا لوكسمبورغ.
يذكر أن الأعمال الماركسية قد صدرت لأول مرة باللغة الكردية في الاتحاد السوفييتي منذ عام 1928 واستمرت حتى عام 1990، كما صدرت ترجمة للبيان الشيوعي إلى الكردية في جامعة برلين الغربية نهاية ستينات القرن الماضي، وجرت محاولة مماثلة في شمال العراق عام 1980 لكنها لم ترَ النور لأنها كانت محاولات فردية، ولأن أصحابها تخلوا عن هذه الأفكار لاحقاً.

أربعة إصدارات أمريكية

يتحدث بول كوكسشوت في كتابه «قصة العمل البشري من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث» عن تصوراته حول اشتراكية القرن الواحد العشرين، وأطلق عليها في كتابه الصادر عام 2019 تسمية «الشيوعية الرقمية في القرن الواحد والعشرين» منطلقاً من فكرة أن الاشتراكية يرافقها تطور تكنولوجي كبير.
وفي كتابهما الصادر في كانون الأول 2019 بعنوان «السجل الاشتراكي 2020: ما بعد الواقع المرير للأسواق، طرق جديدة للعيش»، يتساءل ليو بانيتش وغريغوري آلبو: كيف يمكننا بناء مستقبل أفضل وتأمين حق السكن والصحة واحترام البيئة والناس؟ وتحتوي طبعة 2020 من السجل الاشتراكي على مجموعة كبيرة من المقالات الساخرة والحازمة التي تنتقد الأسواق الحاكمة، وتتبادل المقالات آراء مختلف الكتاب والجامعات الأمريكية حول خلق عالم العدالة الاجتماعية.
وسيصدر في شباط القادم كتابان في مدينة نيويورك، الأول بعنوان «نهب الطبيعة: الرأسمالية والصدع البيئي» لجون بيلامي فوستر وبريت كلارك. وهو كتاب يتحدث عن جدال كارل ماركس حول البيئة، وقوله بأن علاقة الرأسمالية ببيئتها الطبيعية هي علاقة نظام السرقة الذي يؤدي إلى حدوث خلل لا يمكن إصلاحه في الإنسان والطبيعة. وصولاً إلى الآثار التي تتركها الرأسمالية في البيئة خلال القرن الواحد والعشرين.
أمّا الكتاب الثاني، حمل عنوان «سياتل الراديكالية: الإضراب عام 1919» لـ كول وينسلو. يتحدث الكتاب عن إضرابات عمال مدينة سياتل الكبرى، والتي وصلت إلى حد الانتفاضة المسلّحة وأصبحت المدينة تحت سلطة مجلس العمال واختفت الجريمة من هذا المجتمع كما اختفت الشرطة كجهاز، وألغي التعامل بالنقود وساد التبادل اللا نقدي الذي نظَّمه مجلس العمال. وتعتبر انتفاضة سياتل واحدة من الانتفاضات العمالية التي حدثت في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى بتأثير ثورة أكتوبر، تلك الانتفاضات التي قُمِعت بدموية كبيرة.

لهجة جديدة للإعلام البريطاني

استخدمت وسائل الإعلام البريطانية في الفترة الأخيرة، مثل ستاتندبوينت وساندي إكسبريس، نوعاً جديداً من الاتهامات ضد الخصوم السياسيين.
فمن يؤيد البريكست يصفه معارضوه بأنه شيوعي! ومن يوافق على البريكست يصفه معارضوه بأنه شيوعي! وكل من يوصف بأنه مخرب لبريطانيا تلصق به تسميه شيوعي! لقد وجدت وسائل الإعلام البريطانية ومالكوها شماعة لتعليق أزمتهم عليها!

هل السنافر شيوعيون؟

نشرت مجلة « ça m›intéresse» الفرنسية مقالاً حمل عنوان «هل السنافر شيوعيون» وعالجت الفكرة انطلاقاً من النقاط التالية:
يعيش السنافر في مجتمع قائم على المساواة، وهم أشخاص زرق قصيرو القامة متشابهون يعيشون بسعادة في الغابة. ولا يلعب الفرد دور البطولة بل المجموعة كلها، كما أن لونهم الأزرق يشير إلى انتمائهم إلى الطبقة العمالية.
السنافر يعبئون جهودهم لإنجاز الأعمال الكبرى معاً ويعملون كشخص واحد في الأعمال الضرورية من أجل المجموعة.
السنافر يحتقرون المال، ولا يمتلكون المال، كما ينظرون للذهب (وهو أحد ركائز النظام الرأسمالي) على أنه شيء قذر.
يحتقر السنافر الكسولين والطفيليين والأفراد الذين يخرجون على تقاليد المجموعة.
يسير عالم السنافر نحو مستقبل مشرق، كما أنَّ بابا سنفور يرتدي الأحمر ولحيته تشبه لحيه كارل ماركس.
المبادرة الفردية تقود إلى الكارثة، لذلك يعمل السنافر بشكل جماعي.
صورة شرشبيل تصوير ساخر للرأسمالية العالمية، فليس لدى شرشبيل المتعطش للمال سوى فكرة واحدة في رأسه، وهي تصل لحد الهوس المرضي، إنه يريد الإمساك بالسنافر، لتحويلهم إلى ذهب. يمثل شرشبيل الغريب الجشع الدخيل والمسيطر، وغالباً ما تنتهي مساعيه بالفشل، وعندها فإن تقاسيم وجهه تشبه الصورة الساخرة التي تمثل الرأسمالي الدخيل المرفوض.
كتبت المجلة: هل كان مخترع السنافر شيوعياً بالسر؟ هذا احتمال بعيد. فالبلجيكي بيير كوليفور واسمه الفني (بيو) أراد فقط صناعة رسوم متحركة تجذب الأطفال عام 1958. كما لم يصرِّح هذا الرسام عن آرائه في هذا الشأن أبداً. وهنا نلاحظ أنه وبعيداً عن اهتمامه بالأطفال فقد بنى ثروة كبيرة، واعتمد على عائلته في استثمار نجاح مخلوقاته الزرقاء. وكتبت المجلة عن دور رجل الظل إيفان ديلبورت، وهو كاتب سيناريو ومدير تحرير مجلة سبيرو الذي ساعد بيو في ابتكار شخصية السنافر، وكتب سيناريو العديد من مجموعاتهم وأسس ملحقاً خاصاً في المجلة مهّد فيه روحياً لاحتجاجات أيار 68 الضخمة في فرنسا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
949
آخر تعديل على الإثنين, 20 كانون2/يناير 2020 12:25