افتتاحية قاسيون 1197: الهجوم أفضل وسيلة لحماية سورية!
توقفت افتتاحية قاسيون الماضية عند مخاطر أساسية تتهدد سورية، وقدمت تصوراً أولياً عن «كيف نحمي سورية؟». والأكيد في هذا الأسبوع، هو أن المخاطر تزداد، وأن مؤشراتها ونُذرها تزداد وضوحاً.
إن حديث الوزير الصهيوني سموتريش عن أن حدود القدس تصل إلى دمشق، ينبغي فهمه بشكلٍ جدي وصحيح.
أولاً: عبر تنحية محاولات الاستخفاف بهذه التصريحات، انطلاقاً من أنّ قائلها هو مجرد متطرف مجنون، فهذا المتطرف المجنون هو التعبير الأصدق عن الوجه الحقيقي الإجرامي لكل من الكيان الصهيوني وواشنطن.
ثانياً: ينبغي أن يتم فهم تصريحه حول دمشق بمعناه الحقيقي العميق، والذي على الأغلب، لا يعني اجتياحاً برياً «إسرائيلياً» للسيطرة على دمشق، بل يعني السيطرة عليها سياسياً عبر جملة من الأفعال المتتالية.
تتضمن سلسلة الأفعال هذه إشعال الفوضى الهجينة الشاملة، وإشعال جبهات الاقتتال، في كل من الشمال الغربي والشمال الشرقي والجنوب، وعبر زراعة أوهامٍ من مختلف الأنواع في هذه المناطق، من شأنها أن تدمر أصحابها بالدرجة الأولى قبل الآخرين. ولكن حتى يكون الظرف مؤاتياً لجملة الانفجارات في الأطراف، فإنه سيكون مطلوباً «إسرائيلياً» وأمريكياً، توجيه ضربة شديدة لمركزية الدولة السورية ممثلةً بالنظام والحكومة، التي ما تزال ممثلاً شرعياً من وجهة نظر الأمم المتحدة. ما يعني أنّ ما يجري تحضيره للبلاد هو انفجار متسلسل، يبدأ بصاعق تفجير مركزي، وظيفته تشغيل صواعق التفجير المحلية، وصولاً إلى فوضى شاملة متفجرة، هدفها لن يكون سورية وحدها، بل الإقليم بأكمله... خاصة وأنّ الأمريكي يحتاج تعويضاً وطريقاً بديلاً مع تعقد المهام الموكلة إلى «الإسرائيلي»، سواء في داخل فلسطين، أو في لبنان، أو بما يخص إيران.
إن الدفاع عن سورية وحمايتها من الانزلاق مجدداً إلى بحارٍ من الدماء والفوضى والدمار، يتطلب الانتقال إلى الهجوم...
الهجوم هذا ينبغي أن يتم على عدة محاور:
- على المحور الإقليمي/ الدولي، ينبغي على دول أستانا الثلاث، وعلى رأسها روسيا، أن تستكمل دورها الذي بدأته في محاربة الإرهاب، عبر مكافحة الإرهاب «الإسرائيلي»، ومنعه من مواصلة التعدي على سورية، ومنعه من العمل على تدميرها من جديد، عبر تحويلها إلى لغمٍ هائلٍ لتفجير المنطقة بكاملها... كما ينبغي على ثلاثي أستانا أنْ يوصل التسوية السورية التركية إلى نهاياتها بأسرع وقت ممكن، لمنع أي تفجير محتمل في الشمال الغربي.
- على المحور السياسي الوطني، باتجاه تجاوز الثنائيات الوهمية والانقسامات العمودية، بغرض توحيد جهود الوطنيين السوريين وتركيزها في عملية مقاومة الخطر الصهيوني الداهم، وفي الإسراع بإغلاق ثغرات البلاد الكبرى عبر الحل السياسي الشامل بتطبيق 2254 كاملاً.
- على المحور الشعبي، باتجاه الضغط نحو إعادة توحيد سورية عبر الحل السياسي، وعبر الضغط على قوى الأمر الواقع في المناطق السورية كلها، والتي تثبت يومياً أنها عاجزة حتى عن الدفاع عن مصالحها الضيقة، وقصيرة النظر، وغير قادرة على إدراك أنها هي نفسها عرضة لخطر محدق.
إن المخاطر التي تنتصب أمام البلاد وأهلها كبيرة ولا شك، ولكن فرص التصدي لها أيضاً كبيرة؛ فضمن معارك الاستنزاف مع المستعمر، دائماً ما كان المستعمر أقل قدرة على الصبر والاحتمال... ولكن الشرط كان دائماً هو وجود المقاومة وتحضيراتها واستعداداتها، وعلى الجبهات كلها، وبالأدوات والأساليب كلها...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1197