خسائر حرب العراق «غير المنظورة»

لا يخبرنا الإعلام الاحتكاري أو المسؤولون في واشنطن عن حجم «التضحيات» (المقدمة في العراق)، ولكن مايكل مونك قام بعمل دقيق من خلال التركيز كالليزر على العدد الحقيقي للخسائر الناتجة عن حرب العراق. وهذه آخر رسالة إخبارية منه بتاريخ 6 أيار 2008:

«تكبدت قوات الاحتلال الأمريكي في العراق 108 إصابات على الأقل خلال المعارك في الأسبوع الذي انتهى في 6 أيار، وذلك مع وصول إجمالي الخسائر حسب الأرقام الرسمية المعلنة إلى 65.500 ألف جندي على الأقل، ويتضمن هذا الرقم مقتل وإصابة 33.325 ألف جندي من جرّاء ما يصنفه البنتاغون تحت اسم أسباب «معادية»، ومقتل وإصابة 32.175 ألف جندي (طيلة شهر مضى) لأسباب «غير معادية»(*).

إن الإجمالي الفعلي يتجاوز 85 ألفاً، لأن البنتاغون اختار عدم احتساب 20.000 ألف إصابة ضمن «الخسائر في العراق» وهي إصابات تم اكتشافها بعد العودة من هناك وتتجلى بشكل رئيسي باختلال عقلي ناجم عن التعرض للانفجارات.

إضافة إلى ذلك، أظهر تقرير نادر أن 1123 «متعاقد (مدني) أمريكي» قتلوا منذ الغزو، بمن فيهم 353 شخصاً دفعة واحدة خلال عام 2007 فقط. ولا تتوافر أرقام حول الجرحى أو الإصابات في صفوف «المتعاقدين» ممن لا يحملون الجنسية الأمريكية (هاوستون بوست، 9 شباط 2008).

صرفت الولايات المتحدة النظر عن الكلفة الحقيقية في الحياة الأمريكية، وواصلت بشكل روتيني الإعلان فقط عن إجمالي القتلى (4073 حتى 6 أيار) وتذكر نادراً إصابة 30.004 ألف جندي خلال المعارك. 

وللمضي أكثر في تقليص الإدراك الشعبي للكلفة الحقيقية، فإنهم يغطون على البنتاغون من خلال تجاهل حجم الخسارة البالغ 31.325 ألفاً (لغاية 1 آذار).

وعلى الرغم من عدد القتلى المعترف به حتى الأول من آذار لا يتجاوز 4.058 آلاف جندي فإن من ضمن هؤلاء 752 جندياً سقطوا ضحايا إما حوادث أو أمراض خطيرة لدرجة تستوجب الإخلاء الطبي جواً (ولم يجر نقلهم بسبب صرامة تعليمات الإسعاف بالاستعانة بالحوامات الطبية ومحدودية ذلك بحالات استثنائية للغاية- قاسيون). كما يتضمن هذا الرقم 145 حالة انتحار حتى التاريخ ذاته. 

(*) يتم تحديث حجم الخسائر أسبوعياً (عادة أيام الثلاثاء) من خلال أرقام البنتاغون على موقع (مايكل مونك).