تصريحات... في مصلحة من؟
أدلى بعض ممثلي «هيئة التنسيق الوطنية» أثناء زيارتهم إلى العاصمة الروسية موسكو مؤخراً بتصريحات تناولت في جانب منها دور وموقع الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وفي هذا الإطار يهمنا أن نوضح ما يلي:
إن المرحلة الحالية وعمق الأزمة التي تمر بها البلاد والتضحيات الجسيمة التي يقدمها السوريون بشكل يومي تفرض على القوى الوطنية السورية الترفع عن ادعاء امتلاك صكوك المعارضة، وبالتالي توزيع شهادات التمثيل على القوى السياسية، ويتطلب من هيئة التنسيق التخلي نهائياً عن عقلية «الحزب القائد» وحصر المعارضة بنفسها، أو من تراهُ هي.
إن مشاركة ممثلي الجبهة في الحكومة جاء من الموقع المعارض، ووفق برنامج حد أدنى متوافق عليه مع النظام وكخطوة أولى على طريق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ذات الصلاحيات الواسعة، وكسر الثنائية الوهمية «نظام– معارضة» التي أعمت قسماً من الحركة السياسية السورية وووضعتها في موقف العاجز عن رؤية تناسب القوى على الساحة السورية وبالتالي الانسياق وراء الشعارات غير الواقعية، وتقول التجربة الملموسة إن صفوف المعارضة تمتد إلى قطاعات واسعة كانت تصنف أنها من قواعد النظام نفسه.
إن الفرز والاصطفاف الحقيقيين ينبغي أن يكونا بين الوطني واللاوطني، وعلى ضوء ذلك يُعاد تحديد من هو الموالي والمعارض حقاً، وعلى أساس ذلك يمكن لأية قوة سياسية بالمحصلة أن تقيس حجمها الفعلي في الشارع أي نسبة ما تدعيه من تمثيل للشعب السوري ومصالحه الوطنية سياسياً واقتصادياً اجتماعياً وديمقراطياً.