د.جميل: الحل الاستراتيجي هو الحل السياسي..!
بعد انتهاء لقاء يوم الخميس 14/4/2016 والذي ضم وفد منصات موسكو والقاهرة والآستانة والمبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في إطار أعمال الجولة الثانية من محادثات جنيف. أجرى عضو الوفد، وممثل منصة موسكو، د.قدري جميل، وعضو الوفد وممثلة منصة الآستانة، السيدة رندة قسيس، مؤتمراً صحفياً مشتركاً.
استهل د.جميل المؤتمر بالقول: يسرني أن أعلمكم أنه ولأول مرة وفدنا بات شبه مكتملاً، وفي الغد صباحاً سيصبح مجموع أعضائه 14 شخصاً. وهذا شيء جيد، كما أننا نستكمل الإجراءات الباقية.
لذلك يجب الانتهاء من الحديث عن «شخصيات مفاوضة»، فالحديث الجدي اليوم يجري عن وفد معارض يفاوض، عبر السيد دي ميستورا حتى الآن، ومن خلال مباحثات غير مباشرة.
بحثنا اليوم الفكرة المعلنة بشكل مفصل، وهي فكرة الانتقال السياسي. لدينا أفكار عديدة، ولدى السيد دي ميستورا أسئلة أكثر. هذا النقاش لا يزال مستمراً، وقد اتفقنا على تعميقه. واللقاء قريباً خلال الأيام القادمة، لمواصلة البحث في هذا الاتجاه. ويسرني أن أعلمكم أن التنسيق بين منصات موسكو والقاهرة والآستانة قائم على أعلى مستوى ويتحسن. وستكتمل بنية وفد كامل الشكل والمحتوى خلال أيام قادمة.
تحدثنا مع السيد دي ميستورا حول مسودة الورقة التوافقية التي قدمها، وأعلنا له أننا من حيث المبدأ متجاوبون معها إيجابياً. لدينا بعض الملاحظات التفصيلية حول هذه النقطة أو تلك. ويجب أن تعذرونا الآن لأننا لن نتحدث في هذه التفاصيل، لأنها أحاديث داخلية بيننا وبين الأمم المتحدة، لكن ملاحظاتنا تعبر عن المواقف المبدئية لمنصات موسكو والقاهرة والآستانة. هذا من حيث المبدأ ونحن مستعدون الآن للإجابة عن بعض أسئلتكم:
قلتم أن الوفد وفد مفاوض معارض مكتمل، باستثناء مقعد واحد. هذا المقعد للأكراد على ما أعتقد. هل أصبح الدكتور هيثم مناع خارج جنيف أو خارج وفدكم بشكل نهائي؟
د.جميل: هذا السؤال يوجه إلى منصة القاهرة
في أي من النقاط التي طرحها دي ميستورا بدأتم الحديث اليوم؟
د.جميل: تحدثنا في النقطة الأولى وهي حول الجسم الانتقالي وصلاحيات هذا الجسم وشكله.
هل يمكنكم أن تعطونا فكرة حول تفاصيل النقاش؟
قبل أن ينضج الحديث ونصل إلى خواتيمه ليس لدينا صلاحيات للحديث في التفاصيل، حسب تعليمات الأمم المتحدة.
أنتم تقولون أنكم تشاركون كوفد تفاوضي، لكن السيد دي ميستورا قال في الجولة السابقة أنكم استشاريون، هل تعدل ذلك الآن؟
قسيس: أعتقد أننا انتهينا من هذا الموضوع منذ المرحلة الماضية. كنا هنا في الجولة الأولى، وكان موجود هناك مثل هذه المغالطات منذ الجولة التحضيرية، وقد توضحت الأمور تماماً في الجولة الأولى من المباحثات. نحن اليوم في الجولة الثانية بشكل رسمي كوفد مشكل من ثلاث منصات. لذلك دعونا نلغي مثل هذه التساؤلات والمغالطات بشكل نهائي.
د.جميل: أضيف أن السيد دي ميستورا في الجولة الماضية عندما طرحنا عليه هذا الالتباس وطلبنا من الأمم المتحدة أن توضح هذه القضية قال لنا بالحرف: إن كنتم وفداً تشاورياً فوفد الحكومة السورية وفداً تشاورياً ووفد «الهيئة العليا للمفاوضات- الرياض» وفداً تشاورياً. ولذلك هذا الموضوع أصبح وراءنا. دعونا لا نرجع إلى المربع الأول.
ما هو موقف وفد منصات موسكو القاهرة الآستانة من عملية الانتقال السياسي؟
نحن مع تنفيذ قرار مجلس الأمن كاملاً. نحن مع أن يكون هذا الانتقال السياسي بالتوافق بين السوريين جميعهم، وبالتوافق تحديداً في جنيف بين المعارضة بمختلف مكوناتها ووفد حكومة الجمهورية العربية السورية. وبرأينا هنا أن النقاش الصريح المباشر- وهذا ما طالبنا به- يجب الإسراع به، فالنقاش المباشر الصريح بين الجميع هو الذي سيسهل الوصول إلى توافقات لأنه هناك آراء عديدة، فالمطلوب إيجاد حلول.. حلول وسط.. حلول غير وسط.. المهم إيجاد حلول بين الجميع.
ماذا عن تصريح الرئيس بوتين حول الوضع المتوتر في مدينة حلب؟
د.جميل: الوضع متوتر في حلب وغيرها، والحل الاستراتيجي لكل ذلك هو الحل السياسي، وهذا ما نسعى إليه في جنيف، لكن «جبهة النصرة» التي ذكرها بوتين في تصريحه، والتي تلعب دوراً سلبياً في حلب، هي جبهة إرهابية، باعتراف دولي، وحسب القرارات الدولية، حيث أن قرار مجلس الأمن الأخير حول وقف العمليات القتالية، لم يشمل المنظمات الإرهابية، لذلك فإن العمليات العسكرية ضدها في حلب لا تعيق استمرار الحل السياسي، واستمرار محاربة الإرهاب ضد المنظمات المتفق عليها دولياً بصفتها إرهابية.
هل وجه لكم دي ميستورا الورقة نفسها التي وجهها إلى وفد الرياض؟
د.جميل: السيد دي مستورا قدم لنا الورقة ذاتها، ولم يتحدث عن وفد معارضة بل عن المعارضة بشكل عام، والورقة مسودة، أي أنها تسمح بالتعديل، وهي توافقية من حيث العنوان، لذلك هي مطروحة للأخذ والرد والنقاش، وإحداث تعديلات عليها. وكان هدف المبعوث الدولي منها (جس النبض)، ونحن أعطيناه رد فعلنا عليها، بينما ما يتعلق بمساهمتنا المباشرة فيها، فإننا لن نعلق على ذلك بالتفصيل، لأنها أوراق داخلية، وإلى أن يعلنها دي مستورا نتحفظ عن الخوض في تفاصيلها.
ماذا عن إنكار وفد الرياض وجود أية وفود أخرى، وما أثر ذلك على المفاوضات المباشرة؟
د. جميل: الخطوة الأولى هي أن لا يقوم وفد الحكومة بإنكار الوفود الأخرى، ونحن أرسلنا رسائل لوفد «الهيئة العليا للمفاوضات» ووفد الحكومة، وطلبنا اتصالات مباشرة للتجهيز لمفاوضات مباشرة، ومع الأسف الشديد، حتى الآن (لاحياة لمن تنادي) من الطرفين. نأمل عند عودة وفد الحكومة من دمشق أن يقوم بالإجابة. وفد الرياض استلم الرسالة وحتى الآن لم يجب.. نحن متسلحون بالأمل والصبر، ونعتقد أننا سنحدث الاختراق المطلوب.
قسيس: الأهمية هي لوقف الحرب، والبدء بعملية سياسية حقيقية، وبهذا لا يهم كثيراً آراء وفد الرياض، أو اعترافه بالمعارضة الأخرى أو عدم اعترافه.. إن سلوكهم هذا قد يستمر ولكن بنهاية المطاف، على الأغلب ستأتي مرحلة يتشكل بالفعل وفد معارضة واحد، ولكن مشكل من جميع المنصات، كما ينص عليه قرار مجلس الأمن 2254، لأنه يلزم الجميع، دولاً ومعارضات، بذلك، وفق القرار المنصوص عليه في مجلس الأمن.
د. جميل: إننا منفتحون على أطياف المعارضة جميعها، وعلى وفد الحكومة السورية، وأعتقد أن الكارثة الإنسانية وحجم الخطر الإرهابي على سورية، يلزمنا جميعاً بأن نرتفع إلى المستوى السياسي المطلوب.
د. جميل: لنصبر قليلاً وأعتقد أننا سنسمع أخباراً جيدة
التقت قناة روسيا اليوم مساء الجمعة 15 نيسان، بالدكتور قدري جميل، ممثل منصة موسكو للمعارضة السورية ضمن محادثات جنيف3 وأمين حزب الإرادة الشعبية، وتناول اللقاء نتائج الأيام الأولى من الجولة الثانية من جنيف3
عن معنى التصعيد العسكري المرافق لبدء الجولة الحالية وهل يعني رفعاً للدعم الروسي الأمريكي عن المفاوضات، قال جميل: (أعتقد أن البعض مخطئ جداً إذا كان يظن أن أي تصعيد عسكري على الأرض يمكن أن يؤثر على سير المفاوضات. هذه المفاوضات، ورغم أنها سورية- سورية، وإلى جانب أهميتها هذه، فإن أهميتها إقليمية وعالمية، لذلك أشك أن يكون لأي تصعيد ميداني على الأرض تأثير على سير المفاوضات، لأنّ خط جنيف الاستراتيجي قد شقّ طريقه، وهو سائر إلى الأمام). وأضاف: (لقاء وفدنا، وفد الديمقراطيين العلمانيين، وفد منصات موسكو والقاهرة وأستانة، مع دي مستورا أول البارحة كان هاماً جداً. بحثنا تفاصيل المرحلة الانتقالية).
وفي مسألة المرحلة الانتقالية، وغياب التوافق على تفسيرها وتفاصيلها، أكّد جميل: (نتوقع توافقاً بين الجميع على تفاصيل المرحلة الانتقالية بما فيها الجسم الانتقالي وصلاحياته، وبما فيه شكله. هذه الجولة من المفاوضات مدعوة لإحداث اختراق في هذا الموضوع، وأعتقد أن السوريين، الموجودين في جنيف من جميع الأطراف يجب أن يجدوا في أنفسهم الإرادة والقدرة على إحداث هذا الاختراق، وأن يكونوا على مستوى المسؤولية، لتخليص السوريين من الأزمة التي يعيشونها).
وبخصوص تبادل الاتهامات بين الأطراف بعدم الجدية، والنية الحقيقية للتوصل إلى اتفاق، علق جميل: (من الطبيعي تبادل الاتهامات، لكن الأمور تقاس بنتائجها وخواتمها، ولنصبر قليلاً وأعتقد أننا سنسمع أخباراً جيدة في إطار التوافق بين السوريين نظاماً ومعارضة بكل أطيافها حول تفاصيل المرحلة الانتقالية).
وحول الضغط الروسي الأمريكي على الأطراف، قال جميل: (الروس والأمريكان، يبدون النصيحة والرأي، ولكن إذا لم تكن لدى السوريين الرغبة بالاتفاق فإن هذا لن يحصل، ويجب أن يكون دافعهم رغبة السوريين أنفسهم في داخل البلاد بالاتفاق، ومن هنا أعتقد انه إذا استطاع المفاوضون في جنيف من مختلف الأطراف الوصول إلى توافق، يكونون بهذه الحالة يتجاوبون مع رغبات الشارع السوري، ومع رغبات الناس في سورية).