عرفات: جنيف3 ليس مكاناً للتفاوض ولكن لتخريج نتائج التفاوض!

استضافت إذاعة «ميلودي إف إم» يوم الأحد الماضي ضمن برنامجها «إيد بإيد» الرفيق علاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وتناول الحوار آخر تطورات ومستجدات مسار الحل السياسي، وفيما يلي بعض النقاط التي تم التركيز عليها..

 

الائتلاف بحاجة إلى «فيتامين»!

في سؤال عن مؤتمر القاهرة المزمع عقده قريباً وغاياته وما يقال عن عزم منظميه تشكيل كيان جديد قال عرفات: «أعتقد أن الطريق ليس مفتوحاً أمام عملية تشكيل كيان سياسي جديد. الحديث الذي يجري تداوله هو أن اتفاقاً وتوحيداً للقوى المسلحة على الأرض جرى بين الأتراك والسعوديين والقطريين، وهم يعملون الآن على توحيد جهودهم بالمعنى السياسي. وفي السياق فإنّ من الضروري بالنسبة لهم وجود تشكيل أو كيان سياسي بديل عن الائتلاف الذي تراجعت أسهمه بشدة، والذي ستجري محاولة تلميعه الآن عبر كيان سياسي جديد في القاهرة، هذه هي الفكرة العامة».
وأضاف: «من حيث المبدأ، فإنه من الممكن أن يتم تشكيل كيان سياسي جديد بنتيجة مؤتمر القاهرة، ولكنه سوف يكون ضعيفاً. فإذا كان ما يسمى بالائتلاف الوطني هو وريث لما يسمى بالمجلس الوطني الذي هو عملياً أداة أمريكية تتقاسمها القوى الإقليمية والدولية مثل السعودية وقطر وتركيا، فإنّ ما يجري التفكير به الآن هو تشكيل بديل جديد يجري تطعيمه بجزء من المعارضة الداخلية أو الوطنية وربما ببعض الشخصيات التي لا غبار عليها. أي أن الائتلاف فاقد للفيتامين، ويريدون أن يحضروا له فيتامين من المعارضة الداخلية أو من الشخصيات الوطنية».
وعن علاقة مؤتمر القاهرة بمساعي الرياض نحو مؤتمر مشابه قال عرفات: «بالتأكيد توجد علاقة بمساعي الرياض، فربما يكون مؤتمر الرياض هو الاحتياطي للقاهرة، لأنّ الأطراف التي لها علاقة بهذا الموضوع ليست مطمئنة حتى الآن إلى أنّ «القاهرة» سيخرج بالشيء المطلوب، وحينها سيضطرون للمحاولة في الرياض».


لا شروط مسبقة

وفي حال مشاركة جبهة التغيير والتحرير في مؤتمر القاهرة، أوضح عرفات: «سنعمل على إقناع القوى التي كانت تضع شروطاً مسبقة على الحل السياسي وعلى مؤتمر جنيف، كرحيل الرئيس مثلاً بالتخلي عن شروطها المسبقة. وسوف نحاول أن نصل معهم لاتفاق أنه يمكن الذهاب إلى مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة، مثلما نبذل جهداً مع الطرف الأخر الذي يشترط للذهاب إلى الحل السياسي بقاء الرئيس. فنحن لا نقبل بهذا ولا بذاك. نذهب ونصوغ حلاً ضمن مؤتمر جنيف، وموضوع الرئاسة يحلّه الشعب السوري في نهاية المطاف وعبر الانتخابات».


التوافق الدولي ضرورة

في إجابته عن سؤال حول مسألة التوافق الدولي ومدى أهميتها في حل الأزمة السورية أكد عرفات أنّه: «مع الأسف الشديد فإن الأزمة السورية، ومنذ أكثر من عامين، قد دخلت مرحلة جعلت من غير الممكن حلها دون توافق دولي وإقليمي. قبل ذلك كان يمكن حلها بين السوريين ودون تدخل أحد».
وتابع: «الآن غدا شرطاً أساسياً في الذهاب إلى حل، هو أن يكون هناك توافق دولي وإقليمي. والأهم هو الدولي، لأن الإقليمي إلى حد بعيد مشتق من الدولي. ولكن في النهاية فإنّ الحل سوف يكون سورياً، والسوريون هم من سوف يصوغون الحلول ويذهبون للتنفيذ بوجود غطاء دولي. وهذا الغطاء ضروري لأن الأزمة السورية أزمة متشعبة ومركبة فيها تدخل دولي وإقليمي، ومن أجل وقف ذلك التدخل، فلا بد أن يكون هناك رعاية أو ضمانات ذات طابع دولي. وعندما يتفق السوريون بين بعضهم البعض ويصبح هناك تغطية دولية لهذا الاتفاق، يمكن الذهاب فعلاً إلى حل».


المؤتمرات بين السياحة وبين الجدية!

قيّم الرفيق علاء عرفات في إجابته عن سؤال حول المؤتمرات المتنقلة بين عواصم ومدن متعددة الفروقات بين هذه المؤتمرات ومدى جدّية كل منها. وبدأ بالقول: «كل من هذه المؤتمرات مختلف عن الآخر. كازخستان سياحة، وأنا أعرف من وصفه بذلك، وهو صديقي (المقصود مازن بلال)، وأنا أتفق معه بالرأي أن ما يجري في كازاخستان هو سياحة سياسية».
وتابع: «فيما يتعلق بالأماكن الأخرى، أولاً: موسكو، بماذا تتميز؟ موسكو كانت لقاءً بين المعارضة والنظام، وبالتالي هي بروفة جدية لتلك المفاوضات المقبلة، وما كان من الممكن أن يفتح باب جنيف والحل السياسي لولا موسكو واحد واثنين، لأنه تبين بالممارسة رغم كل ما يقال عن صعوبة أن تتفق المعارضة مع النظام، أنّه على العكس من ذلك استطاع الفريقان إيجاد نقاط اتفاق وفي آجال زمنية قصيرة، وبالتالي موسكو كان نقلة نوعية جدية».
وحول باريس والقاهرة والسعودية قال عرفات: « الأمريكي يحاول التكيف مع الحل السياسي بعد إقراره به، ولكن لكي يذهب الحل السياسي إلى المآلات التي تناسبه، فإنّه سيحاول عمل تركيبات بأطراف المعارضة تخدم ما يريد. لذلك كان هناك دفع وضغط وسيبقى هذا الضغط والدفع لمحاولة تجميع بقايا الائتلاف. وأقول بقايا لأنه لم يبق غير ذلك فعلياً، وتجري محاولة خلطهم مع قوى أخرى أثبتت أنها مازالت جدية وموجودة بالداخل، ويحاول أن يجير نشاطهم وجهدهم لمصلحته. هذا ما كان مقصوداً من باريس، من طرف الفرنسيين، وليس بالضرورة من الأطراف الأخرى، وهذا ما هو مقصود بموضوع السعودية، وبعض الأطراف هذا ما تريده من القاهرة، وليست كل الأطراف. فهناك أطراف أخرى تريد غير ذلك».


«جنيف-3» من أجل تخريج الحل!

وفي سؤال عن المشاورات التي يجريها السيد دي مستورا وعن الشكل الذي سيكون عليه مؤتمر «جنيف-3»، قال عرفات: «جنيف3 لن يكون على شاكلة جنيف2 ويبدو لي أنّ جنيف3 لن يكون مكاناً للتفاوض ولكن مكاناً لتخريج نتائج التفاوض» وأضاف: «سيتم تحضير كل شيء ويتم وضعه على الطاولة ومن ثم يتم التوقيع. بمعنى أن العمل الأساسي سيتم ليس بالاجتماع أمام الكاميرات وأمام الجميع مثل ما حدث في جنيف2 الذي كان عبارة عن عرض سياسي، فهذا لن يتكرر. وقد تحدث لافروف عن ذلك أكثر من مرة، بأنه لن يحدث بتلك الطريقة بل لن نسمح أن يحدث هذا مرة أخرى. بالتالي ستتم عمليات البحث والاقتراحات قبل ذلك، ويكون جنيف3 هو الجانب الأخير الشكلي لعقد الاتفاق، وسيكون بوابة العبور إلى بداية الحل».


داعش بضاعة أمريكية

عن «تجاهل» الأمريكيين لداعش قال عرفات: «نستطيع أن نستنتج من التجاهل الأمريكي المفضوح لقتال داعش، ولأرتالها المتنقلة علناً، أن الأمريكيين يريدون هذا التمدد، أي أنه يتم بموافقة إذا لم يكن بدعم منهم، أي أن داعش تعلم أنها لن تهاجم من الأمريكيين!.
الأمريكيون متواطئين بالحد الأدنى وهذا له هدف، هو تقدم القوى الإرهابية، لتصبح نافذة، وتسيطر على مساحات واسعة، وتشكل خطراً، وهو يتيح الذريعة لاستحضار قواتهم لمواجهة هذه القوى، لتقوم بحمايتها ربما، بل وتمويلها، وقد جرى الحديث عن تزويد الطيارات الأمريكية لداعش بالأسلحة».

التصعيد سينقلب على أصحابه!

عن عمليات التصعيد المستمرة خلال الفترة الماضية وارتباطها بتقدم الحل السياسي، قال عرفات: «كل تصعيد في هذا الإطار يمكن أن يؤدي إلى هدفين، الهدف الأسوأ عادةً هو التحكم بمناطق النفوذ، وفي حال استمرار هذا الكلام لفترات مديدة يمكن أن يؤسس لعملية التقسيم. وبالتالي أحد أهم الطروحات في مواجهة العمل المسلح هو مجابهة خطر التقسيم الذي يمكن أن ينشأ. ثانياً: بما أننا ذاهبون إلى حل سياسي فإن الأطراف المتصارعة، أو بعضها على الأقل، يريد أن يحسن مواقعه على أمل أنه سيستطيع استثمار هذا التصعيد على طاولة المفاوضات كنفوذ أكبر أو أوراق أعلى أو غيرها».
وتابع: «ما أريد أن أقوله في هذا السياق، وبغض النظر عن التفاصيل الميدانية، أن هذه الأعمال وفي ظروف الأزمة السورية، وطريقة حلها، سوف تنقلب على أصحابها. لأنه تحت عنوان تحسين الظرف العسكري للتفاوض، فإن صاحب هذا العمل يقوم بزيادة العسكرة والدم بين المدنيين وغيرهم، وأعتقد أن السوريين سيحاسبون من يقوم بهذه الأعمال. إن هؤلاء يضعون أنفسهم في موقع المساءلة والمحاسبة في المرحلة المقابلة التي ستنتصر فيها إرادة السوريين في الحل السياسي».

 
آخر تعديل على الأحد, 31 أيار 2015 02:16