ما هو شرط نجاح جولة جنيف الحالية؟
يعتبر عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف بحد ذاتها إنجازاً هاماً، يعزِّز ويثبت - مرة جديدة- أن الحل السياسي والالتزام بإطاره (أي مفاوضات جنيف) بات الخيار الذي يفرض نفسه على الجميع، إذ لم يعد أي طرف من الأطراف يمتلك الجرأة على وضع شروط مسبقة على حضور الجولة، ولا محاولة فرض أجنداته الخاصة عليها.
لا بل إن السقف العالي لخطاب معارضة الرياض والنظام الذي كان يسبق الجولات السابقة، ليس بالمستوى الذي عهدناه عشية الجولات السابقة... لكن - ورغم أهمية ذلك كله- يبقى الشرط الأساس للوصول إلى تقدمٍ ملموس في هذه الجولة، هو الالتزام بجدول الأعمال المقرّ في الجولة السابقة، أي بحث السلات الأربع على التوازي، وبالتزامن «الحكم، الدستور، الانتخابات، الإرهاب».
وتكمن المهمة الرئيسية أمام القوى الوطنية كلها، وحلفاء سورية، وأنصار الحل السياسي، هي لجم «اجتهادات» حراس الحرب، وحججهم المستمدة من وكر الشياطين، الذين سيعملون بلا شك، من أجل تحويل جنيف إلى «مفاوضات من أجل المفاوضات» بعد أن عجزت عن منعه.
إن مقياس الموقف الحقيقي من الإرهاب، ومقياس الموقف الفعلي من عملية التغيير، ومقياس الموقف العملي من الكارثة الإنسانية، ومقياس الموقف من الحفاظ على وحدة البلاد، ومنع «تقاسم النفوذ» تكمن في السير بهذا الاتجاه: الالتزام بجدول الأعمال، وإطاره القانوني الشرعي المتفق عليه، أي القرار 2254.