المظاهرات ضد المسلحين!
من الظواهر شبه اليومية التي تشهدها تلك المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المسلحين هي قيام تظاهرات شعبية ضد سلوك الجماعات المسلحة، وطريقة تعاطيها مع المواطنين، والممارسات الإرهابية التي تقوم بها، وأعمال العنف القذرة التي تمارسها، وخصوصاً في المناطق التي يكون للمسلحين الأجانب فيها حضور بارز
إن هذه الظاهرة الجديدة التي أصبحت إحدى مكونات المشهد السياسي الجديد في البلاد ينبغي استثمارها في الاتجاه الصحيح من كل القوى الوطنية في البلاد، فهي أحد المؤشرات على تصاعد المزاج الشعبي العام ضد ظاهرة العنف عامة، وهي في الوقت نفسه توافق مع ضرورة الذهاب إلى الحل السياسي، وهي دليل على رفض السوريين لمنطق التكفير والتطرف الديني الذي يشكل السمة الأبرز لتلك الجماعات المسلحة.
وعليه بات من الضروري التخلي عن سياسة العقاب الجماعي بحق المناطق التي سيطر عليها المسلحون والتي تم اللجوء إليها من قبل متشددي النظام، إن منطقاً جديداً في التعامل مع سكان تلك المناطق بات ضرورياً لأنه من شأن ذلك أن يضعف مواقع القوى المتطرفة أكثر، ويعزلها أكثر فأكثر.
وتؤكد هذه الظاهرة للمرة الألف إن فسح المجال للمبادرات الشعبية، في هذه المرحلة الحساسة من تطور الأزمة الوطنية التي تمر بها البلاد، فجماهير الشعب السوري التي دفعت أثماناً باهظة من جراء العنف السائد في البلاد ينبغي أن يكون لها كلمتها المسموعة لردع ظاهرة التكفير والإرهاب، باعتباره أمراً لابد منه للحفاظ على وحدة البلاد، والحفاظ على سيادتها الوطنية، وهذه الجماهير هي التي ينبغي الاعتماد عليها في طرد هؤلاء التكفيريين وبناء سورية الجديدة، عبر عملية تغيير جذري وشامل اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.