إعادة النظر (بإعادة النظر) بالنووي الإيراني؟
قرابة عامين مضت على توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وقرابة عام على بدء تطبيق رفع العقوبات عن إيران...
قرابة عامين مضت على توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وقرابة عام على بدء تطبيق رفع العقوبات عن إيران...
تخبرنا مجلة النيوزويك الأمريكية في تقرير لها خصص لمراسلها ريتشارد وولف الذي رافق الرئيس بوش، وغطى مؤتمر القمة لقادة مجموعة الثمانية الذي عقد في سانت بيتربورغ في روسيا بأن القمة "التي كان من المفروض أن تتمركز في موضوعي البرنامج النووي الإيراني والديمقراطية في روسيا قد أُختطفت لصالح موضوع (الحرب على الإرهاب). بمعنى أن إيران وحزب الله جعلا من هؤلاء القادة محطاً للسخرية أمام العالم بعد فرضهما الأجندة التي يتوجب على هؤلاء القادة بحثها واتخاذ القرارات تجاهها وهي: السلوك (الإسرائيلي) في الشرق الأوسط.
أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أن الزيارة السابعة لكونداليزا رايس إلى (منطقتنا)، كفيلة بأن تُذكر كمحاولة هي الأكثر جدية من إدارة بوش لتشكيل ائتلاف للدول العربية المعتدلة إلى جانب «إسرائيل» حيال محور الدول «المتطرفة» بقيادة إيران ومشاركة سورية وحزب الله.
في الوقت الذي تعمل فيه ألمانيا وفرنسا وبريطانية بإيحاء أمريكي على صياغة قرار لمجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على إيران لتمسكها بحق الاستمرار يبرنامجها لتخصيب اليورانيوم مع انقضاء الإنذار الذي وجهه المجلس المذكور، حذر الرئيس الإيراني الغرب من أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة عن برنامجها النووي وأن غضب شعوب المنطقة في تزايد، وأن الغرب لن يحصد من دعمه لإسرائيل المحكومة يالزوال إلا النفور والكراهية والسقوط. وتساءل نجاد: "إذا كانت القنبلة النووية أمراً سيئاً فلماذا تصنعونها؟ وإذا كانت دورة الوقود النووي أمراً جيداً فهي جيدة للجميع؟"
صعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من انتقاداتهم للبرنامج النووي الإيراني ودعوا طهران لإبداء أقصى قدر من الشفافية فيما يتعلق ببرنامجها المذكور.
طالبت مستشارة شؤون الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف حازم إزاء الملف النووي الإيراني في اجتماعها في أيلول القادم.
عشية توجهه إلى عمان أعلن الرئيس التركي عبد الله غلّ لصحيفة «الرأي» الأردنية أن أنقرة على استعداد لاستئناف الوساطة بين إسرائيل وسورية إذا طلب الطرفان الاستمرار في ذلك، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده «لا تستطيع التوسط دون رغبة الطرفين»، فيما تطرق إلى الملف النووي الإيراني مشدداً على أن أنقرة لا تريد جارة نووية.
هل تسعى كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة علاقات إستراتيجية مع دول الجوار لإيران, وذلك بانتظار شن هجوم محتمل على طهران? لقد جاءت الإجابة الأكيدة على هذا التساؤل في الخامس عشر من شهر أيار الماضي, عبر الصحيفة الإسرائيلية يديعوت احرونوت, على ضوء التصريحات التي أدلى بها وزير البنيات التحتية الوطني بنيامين اليعازر, في المعهد الإسرائيلي للطاقة والنفط, اثر عودته من زيارة قام بها إلى باكو. حيث كان مما قال: «أذربيجان دولة مسلمة ذات أكثرية شيعية, وهي متاخمة لإيران. ونحن مهتمون بتقوية العلاقات معها. وقد حققنا مجموعة من النجاحات الهامة فيما يخص قضايا الطاقة, ومواضع اخرى كذلك». وكان يوحي من خلال ذلك إلى مناقشة بعض المسائل الآنية الساخنة مع الرئيس الهام اليي , وقريبه, الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مدير المؤسسة النفطية الأذرية, والمقصود هنا ناتج اليي.
باعتبار أنّ الولايات المتحدة قد شنت ثلاث مراتٍ حرباً بانتهاكٍ كاملٍ لميثاق الأمم المتحدة، وأنّها ارتكبت ثلاث مرات «جريمةً دوليةً كبرى» ضد يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق - فكان بوسعنا توقع أن توقظ التحضيرات لاعتداءٍ رابع، بعد بضع سنواتٍ فقط، لكن هذه المرة ضد إيران، في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو داخل أكبر المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية – وكذلك في صفوف صحافتنا الحرة، التي يفترض أنها أخلاقية ومستقلة - جوقة احتجاجاتٍ وأفعالاً وقائية، مثل رفع دعوى في مجلس الأمن بموجب الفصل السابع المتعلق بـ«التهديدات ضد السلم»، وكذلك تعبئة بالإجماع لصالح عقوباتٍ دبلوماسية واقتصادية على الولايات المتحدة. لكن لم يحصل شيء من ذلك! ففي الحقيقة، توصلت إدارة بوش إلى تعبئة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – وأولى مهامها «الحفاظ على السلام والأمن الدولي» - وكذلك الصحافة الحرة، لتسهيل هذا الاعتداء الرابع.
مع تحويل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يسمى ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي لوحت طهران بمواجهة مع الغرب تمتد إلى العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان، مؤكدة بلسان عدد من قادتها أنها لن تتراجع عن برنامجها النووي حتى وإن أدى ذلك إلى عقوبات أو ضربات أمريكية..