إعادة النظر (بإعادة النظر) بالنووي الإيراني؟
قرابة عامين مضت على توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وقرابة عام على بدء تطبيق رفع العقوبات عن إيران...
الشركات البريطانية تتوقع أن تصل استثماراتها في إيران إلى 600 مليار دولار بعد عشر سنوات، بعد أن كانت بريطانيا أول من أعاد فتح السفارة واستئناف الرحلات الجوية إلى إيران، العقود الموقعة مع إيطاليا بلغت 5 مليار يورو في قطاع النقل، والعقد الموقع مع شركة توتال النفطية الفرنسية بلغت 4,8 مليار دولار، كذلك الأمر بالنسبة لشركتي الطيران ايرباص، وبوينغ للطائرات اللتين وقعتا عقود توريد بـ 10 مليار دولار للأولى، و 8 مليار دولار للثانية.
الغرب شهيته مفتوحة جداً، على رابع احتياطي نفطيّ وغازيّ في العالم، وعلى بلد شابة ومدنية مثل إيران، التي نسبة 60% من سكانها تحت عمر الثلاثين، ويعيشون في مناطق حضرية، ولديها رغم ظروف العقوبات الطويلة ناتج يقارب 400 مليار دولار سنوياً!
وإيران بالمقابل أبدت استعداداً لفتح أبوابها للاستثمار الغربي، الأمر الذي يثير نزاعاً بين الاتجاهات السياسية الإيرانية، التي يتحفظ بعضها على الانفتاح السريع على الأموال الغربية..
إن تصعيد الإدارة الأمريكية في ملف النووي الإيراني، والعقوبات الاقتصادية على إيران، سيحسم الميل الإيراني باتجاه الشرق من جهة، وسيزيد من حدة الانقسام الغربي على الموقف من إيران بين من يريد كسب الفرصة، ومنع إيران من تعميق التفاتها شرقاً نحو الصين وروسيا، وبين من يختار خيار التصعيد، إن مصلحة الغرب تكمن في تعميق علاقته الاقتصادية بإيران، بينما تكمن مصلحة إيران برفع العقوبات بالطبع، ولكن بتعميق علاقاتها الاقتصادية بمحيطها الاقتصادي الطبيعي، وبالحذر من استثمارات الغرب الشرهة، وهو ما قد يتيحه (التصعيد الترامبي) ما يرجح أنه لن يحصل، وأنه مزيد من (كلام بكلام)..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 807