افتتاحية قاسيون 1057: في تفسير 2254... 3: مدخل الحل
نواصل هنا ما بدأناه في افتتاحيتي قاسيون للعددين 1053، و1055، واللتان حملتا العنوان الأساسي نفسه، وعنوانين فرعيين هما على التوالي: (1: بين عقليتين، 2: القوى الحاكمة في النظام والمعارضة)...
نواصل هنا ما بدأناه في افتتاحيتي قاسيون للعددين 1053، و1055، واللتان حملتا العنوان الأساسي نفسه، وعنوانين فرعيين هما على التوالي: (1: بين عقليتين، 2: القوى الحاكمة في النظام والمعارضة)...
تحت مسمى «إعادة توزيع الدعم لمستحقيه»، جرى خلال الأيام القليلة الماضية إخراج ما يزيد عن نصف مليون أسرة سورية، أي حوالي 3 ملايين سوري، من فئة «مستحقي الدعم». وهو الأمر الذي انعكس مباشرة برفع سعر ربطة الخبز الواحدة لهؤلاء إلى 1300 ليرة سورية، أي إنّ تكلفة الخبز وحده إذا استهلكت أسرة من 5 أشخاص ربطتين يومياً ستصل شهرياً إلى 78 ألف ليرة سورية، أي إنّ الخبز وحده بات يستهلك تقريباً كامل وسطي الأجر.
استكمالاً لافتتاحية قاسيون رقم 1053 في تفسير القرار 2254 بين عقليتين، والتي كانت جزءاً أول ضمن سلسلة افتتاحيات مترابطة، نناقش هنا، في الجزء الثاني، تفسير القرار بين عقليتين محليّتين: عقلية القوى الحاكمة في النظام، وعقلية القوى الحاكمة في المعارضة، وهما عقليتان تتناولان القرار والوضع السوري بأكمله بالمنطق نفسه كمحصلة، وإن من زاويتين متقابلتين... ولعل أول التطابقات وأهمها بين هاتين العقليتين هي: عقلية «الحزب القائد» التي تهمين على التفكير والعمل في كلا الجانبين، والتي تقوم على الإقصاء والتفرد والاستئثار وادعاء التمثيل الشامل والكامل...
يعيش العالم بأسره هذه الأيام على وقع قرع طبول الحرب في أوكرانيا؛ فبالإضافة إلى موجة التصريحات الرسمية الغربية، بما فيها حول الإجلاء السريع للدبلوماسيين الغربيين من كييف، تذهب وسائل الإعلام الغربية للحديث عن أن العالم بات على بعد أيام وربما ساعات من اشتعال الحرب!
يستمر الصراع بين عقليتين دوليتين متمايزتين في تفسير القرار 2254 الذي مضت ست سنوات على إقراره بالإجماع في مجلس الأمن الدولي في كانون الأول 2015.
ويلعب هذا الصراع حتى الآن دوراً مهماً في تأخير تنفيذ هذا القرار، إضافة إلى عوامل أخرى عديدة إقليمية ومحلية.
مع توقيع ترامب في آذار 2019 اعترافاً أمريكياً بالجولان السوري المحتل «جزءاً من إسرائيل»، بات واضحاً أنّ السياسة الأمريكية و«الإسرائيلية» بما يتعلق بالجولان وبالتعامل مع مجمل المسألة السورية، كانت قد دخلت طوراً جديداً.
احتلت التصريحات الأخيرة للمبعوث الروسي الخاص للأزمة السورية، ألكسندر لافرنتييف- وما ثار حولها من ضجة واستنتاجات- ساحة النقاش السياسي العام خلال الأسبوعين الماضيين.
مع دخول العام الجديد، تكون قد مرت ثلاثون سنة على مأساة ولادة العالم أحادي القطبية.
تنتشر في الفترة الأخيرة اجتهاداتٌ «جديدة» هي تنويعات على مقولة السادات: «99% من الأوراق بيد أمريكا»، من قبيل أن: «أمريكا تمهل ولا تهمل»، وأنّ الصفارة لا تزال بيد «الحَكم الأمريكي»، يقرر قواعد اللعبة ومتى تبدأ ومتى تنتهي! ولكن كما قال غاليليو بعد محاكمته بتهمة الهرطقة لأنه أصرّ أنّ الأرض هي التي تدور حول الشمس، لا العكس: «مع ذلك، فإنها تدور»...
يمكن القول بشيء من التقريب: إنّ المشروع الصهيوني قد مرّ ابتداءً من العام 1948 وحتى الآن، بثلاث مراحل أساسية: