وقف الأعمال العدائية بدءاً من 12/أيلول

وقف الأعمال العدائية بدءاً من 12/أيلول

أعلن كل من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي، جون كيري، والمبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، التوصل إلى اتفاق حول الأزمة السورية يقضي بوقف الأعمال العدائية ابتداءً من أول أيام عيد الأضحى.

استهل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد فجر اليوم السبت 10/9/2016، بالقول: «اليوم الولايات المتحدة وروسيا سيعلنان عن الخطة التي نأمل التي أنها ستقلل من معاناة الشعب السوري.. نحن نؤمن بأن هذه الخطة إذا ما تم تنفيذها سوف تمهد لتحقيق نقطة فاصلة في العملية السياسية، ووقف المعاناة الممتدة في سورية منذ خمسة أعوام.. في اللقاءات السابقة لم نقم بإعلان التفاصيل، لأنه كان من الضروري أن نصل إلى نهاية هذه الاتفاقات. أما اليوم، فنحن نعلن عن الاتفاقات التي من وجهة نظرنا فمن شأنها أن تأتي بالنتائج الإيجابية».

 

كيري: سنبدأ بتحجيم «النصرة» و«داعش»

وقال كيري: «اتفقنا على أن النظام لن يقوم بإنزال الضربات الجوية في المناطق التي اتفقنا عليها، وهي المناطق التي توجد فيها المعارضة»، منوهاً إلى أنه «لن يتم وقف كافة الضربات، لأنه هناك داعش والنصرة التي علينا مواصلة الهجوم ضدهما. لكن وقف العمليات سيجري في المناطق المدنية».

وشدد كيري: «إذا ما حدث انخفاض في مستوى العنف، سوف نقوم سوية بضربات مشتركة ضد جبهة النصرة.. إذ أن الضربات التي ستنزل بالنصرة والقاعدة هي في مصلحة الولايات المتحدة، لأن هذه المنظمة تقف عقبة في وجه إنجاز التغييرات المطلوبة في سورية.. وقبل أن ننتقل إلى هذه الخطوة، علينا المراقبة في خلال سبعة أيام الالتزام بتنفيذ وقف الأعمال العدائية، لأن السوريين لن يثقوا في شيء ما لم يروا ذلك على الأرض الواقع. وسنضغط على المعارضة في هذا السياق.. وبدءاً من أول أيام العيد سنبدأ بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية».

ونوه وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه «سيواصل الخبراء العمل على التفاصيل التقنية. وبعد سبعة أيام من الالتزام بوقف الأعمال العدائية، سيقوم الخبراء الروس والأمريكان بالعمل المشترك لإنزال الضربات الحاسمة والقاضية بداعش والنصرة.. وعلى جميع الأطراف الابتعاد عن داعش والنصرة»، وكشف أنه «إذا ما تم الاتفاق على مدى سبعة أيام، وقمنا بتنفيذ المركز الروسي الامريكي المشترك، فسنبدأ بتحجيم النصرة، وباستخدام تكنولوجياتنا ووسائلنا، وسنقوم بتحديد أماكن وجودها، والقيام بعمليات دقيقة ضدها وضد داعش.. نحذر جميع مجموعات المعارضة التي ترى أن العمل بشكل مشترك مع النصرة هو شرعي.. نحذرها بشكل جدي.. وعلى روسيا أن تراقب تنفيذ الأسد لوعوده».

 

لافروف: لم نتأثر بالعقوبات.. موقفنا ثابت.. والمعارضة تعددية

بدوره، استهل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كلمته بالقول: «لقد انتهينا من عمل طويل بدأ منذ شهر شباط من العام الجاري. واستمر هذا العمل دون توقف عن طريق الخبراء، والاتصالات واللقاءات المباشرة بين الجانبين.. وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية علينا، فنحن لا نتأثر بذلك، وإننا نعلن موقفنا بشكل واضح، بأن المسألة السورية ليست مادة للمزايدات».

وأكد لافروف: «على الرغم من غياب الثقة بيننا وبين الأمريكيين، استطعنا الوصول إلى وثيقة محددة، بل إلى عدد من الوثائق تصل إلى خمسة، وهي متعلقة بمكافحة الإرهاب، وإيصال المساعدات الانسانية، وتعزيز وقف الأعمال العدائية، واستئناف عملية التفاوض التي ما زالت تراوح مكانها منذ فترة طويلة»، لافتاً إلى أنه: «على كل أطراف الصراع التي تؤثر عليها روسيا والولايات المتحدة، أن تعلن التزامها بوقف الأعمال العدائية، بداية 48 ساعة، ثم 48 ساعة إضافية، وصولاً إلى الالتزام الدائم. وبعد سبعة أيام، سيقوم الخبراء الروس والأمريكان بالبحث المشترك حول الضربات المشتركة الروسية الأمريكية على داعش والنصرة. واتفقنا على المناطق التي سيتم فيها إنزال هذه الضربات، بعد الفصل بين الفصائل المسلحة وهذين التنظيمين».

وأعلن لافروف: «قمنا بالاتفاق على آلية إيصال المساعدات الإنسانية، في إطار الهلال الأحمر السوري، وخاصة إلى شرق وغرب حلب. واتفقنا على اجراءات الرد على انتهاكات وقف العمليات العدائية.. نحن والولايات المتحدة نلتزم بفعل كل ما في وسعنا لكي تقوم كل الأطراف بالالتزام في الوثائق التي اتفقنا عليه اليوم. والحكومة السورية على دراية بهذه الاتفاقات ومستعدة لتنفيذها».

وشدد وزير الخارجية الروسي: «اتفقنا على سلسلة من الوثائق التي لا بد من أن يتم تنفيذها، ولا يمكننا أن نعلن عنها جميعها اليوم، لانها تحتوي على معلومات حساسة، ولا نود أن تقع في أيدي من يريد العرقلة. لكن هذه الوثائق ستدخل حيز النفاذ ابتداءً من أول أيام العيد»، معلناً ترحيبه «بتصريح جون كيري اليوم حول التزام الولايات المتحدة بضرب جبهة النصرة».

وحول المباحثات السورية السورية في جنيف، أكد لافروف: «نثق في استئناف المباحثات السورية، ونشكر المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.. وسيتم تقديم الاتفاقات التي وصلنا إليها اليوم إلى المجموعة الدولية لدعم سورية، و مجلس الأمن الدولي.. ولا حل في سورية إلا بالحل السياسي الجامع والمفاوضات السورية السورية.. والعودة إلى المفاوضات ليست مسألة تقررها الولايات المتحدة بل الأمم المتحدة على أساس القرار 2254، بمشاركة المجموعات المعارضة السورية، بما فيها منصات موسكو والقاهرة وغيره.. إذ نلتزم إطلاق مفاوضات جنيف في القريب العاجل».

وختم لافروف بالقول: «بعض أطراف المعارضة تقدم نفسها على أنها هيكل وحيد.. وهناك محاولات لشرعنة وحدانية هذه الأطراف. لكن كما قلنا، يجب عدم الاخلال بالقرار 2254 الذي ينص على تعددية المعارضة السورية».

 

دي ميستورا: إلى نيويورك للمشاركة في مجلس الأمن

من جهته، أعرب المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عن «سعادته» بأن روسيا والولايات المتحدة «عازمتان على العمل المشترك من أجل إحلال السلام في سورية، ونحن واثقون بأن العمل سيتواصل بالنسبة لجميع اللاعبين في سورية وخارج سورية». مؤكداً استعداد «الأمم المتحدة لدعم تعزيز نظام وقف الاعمال العدائية وأعمال القتال، ونأمل بأن كافة الأطراف سوف تساعد جهود الامم المتحدة الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الصعب الوصول إليها».

وكشف دي ميستورا أن «الأمم المتحدة ترى أن تنفيذ هذه الاتفاقات سيكون جهداً جديداً في سبيل التسوية السياسية السورية. وسأتوجه إلى نيويورك لمناقشة بان كي مون بما جرى، وللمشاركة في جلسة مجلس الأمن القادمة».