شو يعني؟
أن كل الشباب الحاصلين على قسط ما من التعليم يريدون أن يصبحوا صحفيين، رغم أنه لا توجد صحافة حقيقية في البلاد؟
أن كل الشباب الحاصلين على قسط ما من التعليم يريدون أن يصبحوا صحفيين، رغم أنه لا توجد صحافة حقيقية في البلاد؟
ما تزال معارك الإصلاح التشريعي مستمرة في سورية، وشهدت السنوات الماضية صدور عشرات القوانين والمراسيم الجديدة، التي تلمس الناس فيها الكثير من الدلالات والتوجهات لقلب الأوضاع الاقتصادية ومن ثم الاجتماعية في البلاد، وكان الاتجاه العام يسير نحو دفع الاقتصاد السوري للانفتاح على عوالم «القطاع الخاص والاستثمارات الكبرى والتشاركية»، ودفع المجتمع السوري إلى «فضاء العالم الحر».
كل عناصر التشويق توفرت في الخبر، فانسكب حبر المقالات الصحفية والأعمدة، وانشغلت نشرات الأخبار والبرامج التحليلية في نقاش ضحل عن «حزم» أوباما في معالجة «عصيان» ستانلي ماك-كريستال. ولأكثر من أسبوع، واظب إعلام الشركات الكبرى، عاشق سِير الجنرالات، على تلميع صورة «الجنرال الكبير الذي طار»، متجاهلاً الجزءَ الأهم من تقرير «مات هاستينغز» لمجلة «رولينغ ستونز»، الذي يقدم وصفاً للجيش كمؤسسة قاصرة تراوح في مكانها، عاجزة عن الانسحاب من أفغانستان، كونه يمثل اعترافاً بالهزيمة، وعاجزة في الوقت ذاته عن تحقيق «النجاح» المستحيل المكلفة بإحرازه.
لن أذهب إلى أمي هذا المساء، ولن أتابع مباراة كرة قدم مشفرة، لن أكتب خبراً صحفياً، سأترك ابني (حازم) دون قطعة شوكولا، ولن أرضخ لرغبة زوجتي في عدم النوم على الأريكة القاسية.. سأذهب فقط إلى قلبي الشاعر الذي تركته على الرف منذ أن ابتلاني الله بمهنة الصحافة.
ونحن على أبواب انعقاد الاجتماع الوطني التاسع، عقدت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ورشة عمل تنظيمية ناقشت واستخلصت الكثير من العبر والدروس التي قدمتها تجربة العمل السياسي والجماهيري، إيجاباً كان أم سلباً، وهذا النقاش الذي دار بحد ذاته يشكل نقلة نوعية على صعيد الخبرة المتبادلة التي تكونت خلال العمل اليومي الميداني.
تقول الكتابات التي نصادفها هنا وهناك، على الجدران أو السيارات أو الإعلانات.. أشياء كثيرة لا يمكن إلا الوقوف حيالها.. ولعل كاتباً بمستوى ماركيز كان سيجعل من جملة «بيجي أعطني قبلة» المكتوبة على جدار في حيه مقالاً طريفاً تتناقله اللغات.
ثمة ضعف في القراءة يعاني منه المواطن العربي، انسحب حتى على الصحف والمجلات، وزاد الطين بلّة أن المعنيين بتلك المقالات اطّرحوها، مما أنقص من قيمتها، حتى ليقال إن كاتب المقالة لم يعد يقرأ مقالته بعد نشرها!.
انتهى هذا العام بفضيحة مدوّية عنوانها «ويكيليكس»!
في الوقت الذي تتحدث فيه الصحف عن كل شيءٍ وتنسى نفسها، تقدّم الحلّة الجديدة من جريدتنا الحبيبة «قاسيون» ذريعةً مناسبةً للحديث في شؤون البيت.
لا ندري من أين تولّد ظن البعض في مدينة البوكمال أنهم فوق القانون والنظام، وأن لا رادع يردعهم إذا راحوا يعبثون في المدينة مرتكزين إلى شريعتهم، شريعة الغاب، مبتهجين بأنهم خارج إطار الدولة وقوانينها ولا يوجد أحد يستطيع القول لأيّ منهم «يا مايل تعدل» كما يقول المثل الشعبي، فإذا ما تجرأ أحد وقال لهم شيئاً من هذا القبيل قامت الدنيا ولم تقعد، وكالوا للقائل شتى أنواع التهم، وحاكوا له أصنافاً من المؤامرات والمكائد، ليصل الأمر بهم إلى التهديد بالقتل أو الخطف أو دفن الواقف في طريقهم وهو على قيد الحياة..