الصحافة الوطنية.. والبلطجية الجديدة

لا ندري من أين تولّد ظن البعض في مدينة البوكمال أنهم فوق القانون والنظام، وأن لا رادع يردعهم إذا راحوا يعبثون في المدينة مرتكزين إلى شريعتهم، شريعة الغاب، مبتهجين بأنهم خارج إطار الدولة وقوانينها ولا يوجد أحد يستطيع القول لأيّ منهم «يا مايل تعدل» كما يقول المثل الشعبي، فإذا ما تجرأ أحد وقال لهم شيئاً من هذا القبيل قامت الدنيا ولم تقعد، وكالوا للقائل شتى أنواع التهم، وحاكوا له أصنافاً من المؤامرات والمكائد، ليصل الأمر بهم إلى التهديد بالقتل أو الخطف أو دفن الواقف في طريقهم وهو على قيد الحياة..

هذا ما كان من متعهد شبكة الصرف الصحي في البوكمال الذي راح يهدد ويتوعد على مرأى ومسمع جمع من أهالي البوكمال، والسبب وقوف مراسل قاسيون مع أهالي البوكمال في مطالبتهم له بالتقيد بشروط العقد، وأهمها وضع طبقة نظافة أسمنتية تحت القساطل وزيادة نسبة الأسمنت، ولأن المراسل أجرى اتصالاً هاتفياً مع المهندس المشرف (أيمن الخطيب) الذي وجه الجهاز المشرف بضرورة الأخذ بهذه الملاحظات، واتصل بالمتعهد منبهاً إياه بضرورة ذلك، مما أثار حفيظة هذا المتعهد ليصل به الأمر للقول حرفياً: (أكبر صحفي اشتريه بـ /500/ ليرة من دمشق إلى البوكمال أنتم الذين تدعون الوطنية والغيرة على المصلحة العامة).... إلى ما هناك.

طبعاً نحن ندرك أن حجم الفساد الذي استفحل بكل مفاصل الحياة في بلدنا جعل هذا المتعهد وغيره ممن يشبهونه يصولون ويجولون ويهددون ويتوعدون ويصل بهم الأمر لحد محاولة لجم دور الصحافة الوطنية الغيورة على المصلحة العامة بالترهيب، أو بالترغيب الرخيص.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ظل غياب المحاسبة: هل سيستطيع هؤلاء فعلاً في وقت تجاوز كل أنواع السلطات بما في ذلك السلطة الرابعة بعد أن كادوا يسيطرون على كل فعاليات البلاد؟

إننا في قاسيون نؤكد لهؤلاء ومن لف لفهم أن التهديد والوعيد يزيدنا إصراراً على أداء دورنا الهام في الوقوف بوجه كل أنواع الفساد، فهذا الوطن ليس مزرعة للفاسدين والمتنفذين، ومهما يكن الأمر سنبقى رافعين راية محاربة الفساد ومن يمارسه دون خوف من أحد...

البوكمال ـ تحسين الجهجاه